ترى هل كان يتذكر دماء شباب سقطوا وعيون فُقئت وهو يحتفل بعيد ميلاده السابع والخمسين، هل كان يعلم وهو يطفئ الشمع أن ثمة أشخاصًا يموتون خنقًا من غازات سامة تستخدمها الدولة التى يعد هو أبرز من يديروها؟؟!! .. هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وكان أحد أعضاء المجلس العسكري أثناء أحداث محمد محمود، المجلس الذى خرج وقتها يشيد بدور الشرطة فى حفظ هيبة الدولة، متغاضيًا عن العنف الزائد فى حق المتظاهرين، أى هيبة تلك التى لا تحفظ دماء شبابها؟؟!! ولكن هذه العام وكأن القدر يريد أن يحرم هذا الفريق من الاحتفال بميلاده ليذكره بأن ثمة أناسًا ماتوا ولم يأت حقهم حتى الآن، فبعد ثلاثة أعوام من موتهم لم يأت على رأس السلطة من يأتى بحقهم، أو يتحدث عنهم، وحفظًا لهذه الدماء المصرية التى مازالت تتعدد أسباب إسالتها، يتراجع أنصار الفريق عن الاحتفال بميلاده حدادًا على من ماتوا أمس بحادثة قطار دهشور، ليتوقفوا عن الهتاف بحياته والتهليل لسياساته. تخرج السيسي من الكلية الحربية عام 1977 وحصل على بكالوريوس منها، حصل على ماجستير من كلية القادة والأركان عام 1987، وماجستبر من كلية القادة والأركان البريطانية عام1992 بنفس التخصص، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية عام 2003، وزمالة من كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006.. وفى الفترة السابقة على توليه للقيادة العليا للجيش كان السيسي ضمن فريق المجلس العسكرى الذى تولى إدارة البلاد عقب الإطاحة بالمخلوع محمد حسنى مبارك، وكان معروف بدفاعه عن سياسات المجلس، حيث يعد أول من اعترف بما يسمى ب"كشوف العذرية" التى أجراها عناصر من ضباط الجيش على البنات المتظاهرات، وخرج السيسى مدافعًا عنها قائلًا إنها حماية للبنات من الاغتصاب أو التحرش. وفي 12 أغسطس 2012 أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي قرارًا بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وبتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي، وكان قبلها يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع. وقد اعتبره حزب الحرية والعدالة وقتها "وزير دفاع بنكهة الثورة". وفى ظل المشهد السياسي المضطرب للبلاد هذه الفترة يلعب الفريق عبد الفتاح السيسى على لعبة الإعلام لزيادة شعبيته وتدعيم فرص نزوله فى الانتخابات الرئاسية مستخدمًا نفس سياسات النظام القديم من حفلات إعلامية وتطبيل صحفى.