أعلم أن الكثيرون سيرون أن الثوار فى مصر لم ينهاروا ولم يختفوا ولكنى أسئلهم سؤال واضح مباشر بعد مرور أكثر من عامان على ثورة الخامس والعشرون من يناير والموجة الثانية فى الثلاثين من يونيو أين الثوار الحقيقين من المشهد الحالى ولا أقصد تصدرهم المشهد السياسي عبر المناصب والمواقع التنفيذية فأين هم عمومآ ولماذا إختفى الثوار من المشهد العام للمجتمع المصري فما يحدث ونراة يعكس شئ هام أن مصر قامت بها ثورات بالفعل ولكن فى النهاية من يحصد النتيجة هم من لم يصنعوا الثورة بداية من جماعة الإخوان وتصدرهم للمشهد بعد 25 يناير ووصولهم لكرسي الرئاسة ثم عزلهم ثم الحكام الجدد لمصر الآن فلم يختر أحد عدلى منصور أو حكومة الببلاوى وغيرة ولمعرفة سر إختفاء الثوار والفكر الثورى من المشهد نجد أنفسنا أمام إشكالية كبرى وتساؤلات كثيرة أهمها هل الكائن الثورى قادر على الحكم وخفايا عالم السياسة أم هو كائن حماسي يستطيع فقط الحشد والتظاهرات وإطلاق التصريحات والعبارات الرنانة وكذلك هل نحن من أهدرنا الشباب الثائر وأضعناهم عبر تحالفات وكيانات سياسية ساهمت فى تقسيم المشهد وتمزقة أم ماذا ؟ السبب الحقيقيى فى إنهيار وإختفاء ثوار مصر هو عدم الدراية بالعملية السياسية وأمور الحكم من الأساس فلا خبرة لهم والأهم هو أن غالبيتهم غير منضم لأحزاب وحركات سياسية على الرغم من تأكدنا من عدم وجود حياة حزبية حقيقية فى مصر ولكن التشتت العام للمشهد السياسي وتصارع جماعات الإسلام السياسي وظهور طفيليات سياسية تحت مسمى حركات وإئتلافات لم تقدم شئ سوى المزيد من التقسيم والتحزب والتفكك الذى جعل فى مصر بعد الخامس والعشرين من يناير حوالى ألف إئتلاف وحركة تخيلوا كل هؤلاء أصبحوا يمثلون حركات سياسية وبطبيعة الحال كانت هناك جهات وراء إنشاء هذا العدد الكبير من التحالفات من أجل تفتيت المشهد ودخولهم فى خلافات أبعدتهم جميعآ عن جوهر الثورة وأهدافها وتحولت بعض هذة الإئتلافات والحركات لمجرد أدوات لدى بعض التيارات السياسية لتحقيق مكاسب سياسية ولكن فى النهاية وثورة يناير مقبلة على عامها الثالث هل يوجد فى مصر ثوار الأن فمن يتصدر المشهد من بقايا الإخوان والسلفيين والأحزاب الكرتونية صنيعة نظام مبارك وبعض الشخصيات البكتيرية صنيعة الأجهزة الأمنية فى عصر مبارك وبعض المشتاقين للسلطة وكلهم بكل تأكيد داروا فى فلك نظام مبارك وتعاونوا معة وعقدوا معه صفقات والأن يتحولون كعادتهم لإستثمار المشهد الحالى للحصول على مكاسب سياسية .
المصيبة الكبرى التى حدثت فى مصر بعد ثورتها ضد نظامى مبارك ثم الإخوان صراع القوى السياسية على الحكم وعدم التنسيق والتعاون فيما بينهم مما جعل البلاد تتخبط فى بحر من الظلمات والتناقضات والحماقات ويحاول كل منهم أن يتدخل فى شئون الحكم وقيادة البلاد نحو الإتجاة الذى يريدة وكل ذلك جعل مصر تعيش عصر عبيد السلطة وإقصاء الثوار الحقيقيين . الثائر الحقيقي فى مصر المدافع عن وطنة الذى يحلم بوطن خال من الفساد والمحسوبية وسرطان إهدار المال العام سقط سريعآ وسط مشهد سياسي بشع تتلاعب به قوى عديدة داخلية وخارجية تريد إبعاد الثوار الحقيقيين عن المشهد ليتصدرة مجموعة من المتسلقين عبيد السلطة والكراسي ولكن سيظل السؤال قائمآ هل إبعاد الشباب الثوار الحقيقيين من المشهد خوفآ من حماسهم وثوريتهم أم لفشل هؤلاء الشباب فى صنع مشروعهم السياسي . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.