علمت "المصريون"، أن تسريب جهات مرتبطة بوزارة الدفاع الإسرائيلية أنباء عن الاستعداد لعمل عسكري موسع يهدف إلى إنهاء حكم حركة "حماس" في قطاع غزة أشعل موجة من القلق في الدوائر المصرية، وتحركات مضادة للحيلولة دون شن العملية العسكرية المرتقبة، تحسبا لتداعياتها على الأمن المصري، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام هروب كبير من سكان قطاع غزة إلى سيناء. وأجرت مصر اتصالات مكثفة مع إسرائيل في أعقاب تسرب تلك المعلومات، بهدف إقناعها بالعدول عن توجيه ضربة عسكرية ضد "حماس"، على غرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أواخر 2008 وأوائل 2009 التي أدت إلى استشهاد نحو 1500 فلسطيني، بينهم عدد كبير من المدنيين، خشية من انعكاساتها السلبية على عملية السلام التي تسعى الولاياتالمتحدة لإنقاذها من الانهيار. وتتوقع مصر أن يؤدي شن الهجوم على غزة إلى تعزيز سيطرة "حماس" على القطاع، وهو ما يأمل معه المسئولون المصريون استجابة الجانب الإسرائيلي لهم، لوقف تنفيذ عملية "رد الكرامة" التي تعول عليها إسرائيل، لتجاوز فشل العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل مؤخرا على القطاع، والتي ستعد العملية الأخيرة، بحسب تصريحات منسوبة لرئيس الأركان الإسرائيلي جابي أشكنازي الذي يستعد للرحيل في فبراير. وبموازاة ذلك، تسعى مصر إلى تكثيف اتصالاتها مع "حماس" خلال المرحلة القادمة لإقناعها بعدم الإقدام على أي خطوات من شأنها أن تثير استفزاز إسرائيل، وعدم القيام بأي هجمات قد تعطيها مبررا لشن حملة "رد الكرامة" على القطاع. وعلمت "المصريون" أن رفض مصر السماح لثلاثة من قادة "حماس" بالسفر عبر معبر رفح إلى السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام يأتي في سياق الضغوط التي تمارسها القاهرة على الحركة للتعاطي بإيجابية مع جهودها لمنع تفجر الوضع في قطاع غزة وتسريع إتمام المصالحة الفلسطينية.