إلى الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم -حفظه الله - ، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته سيادة الوزير؛ إني لأتابع بإهتمامٍ وتقدير جهودَكم الكبيرة في محاولة الرقي والإرتقاء بالتعليم ، والعمل على تطوير العملية التعليمية ، وتطوير بعض المناهج حتى يسهل للطلاب استقبالها بتسهيل عرضها ، وقد سمعنا ورأينا إهتمامكم بمناهج المراحل الانتقالية كالصف السادس الابتدائي وكذا الثالث الإعدادي ، ولكن .......... في رأيي المشكلة حقيقةً سببها أكبر من ذلك ، ولم نرى جهداً إلى الآن مبذولاً في حل تلك المشكلة .. المشكلة تكمن في الصفوف الأولى من التعليم، الصف الأول والثاني الابتدائي ومن قبل ذلك مرحلة الحضانة ، فالتعليم الحقيقي يبدأ في تلك المرحلة ، وغرس القيم والمبادئ الهادفة يكون في تلك المرحلة المبكرة ، ولكن للأسف فإن طرق التعليم المتبعة في بلدنا تجاه هذه الفئة من الطلاب ليست على المستوى المطلوب (سواء في عرض المعلومة ، أو غرس القيم التربوية في الطفل ،أو نوع المعلومة المعطاة للطفل) ، فاننا نرى بعض الابناء قد وصل إلى مرحلة الصف الأول الثانوي ولا يستطيع أن يقرأ نصوص اللغة العربية قراءة صحيحة فضلا عن ءايات القرآن الكريم ، مع أن هناك بعض الطرق الناجعة في تعليم القراءة بالتشكيل والتي تطبق على الأطفال في هذه المرحلة وأثبتت نجاحا ملحوظاً للأطفال في عمر 4 و5 سنوات وبالفعل يتم تطبيقها في بعض قرى مصر كطريقة "نور البيان" في تعليم القراءة والقرآن وكذا طريقة "القاعدة البغدادية" ، فلماذا لا يسعى أن يتعلم المدرسين طريقة من هذه الطرق ويتم التدريس بها على الأقل في الصف الأول الإبتدائي ؟؟ يكفي أن الطلاب سيتعلم القراءة الصحيحة وبالتالي يستوعب ويفهم فهماً صحيحاً في سائر المواد التي تدرس باللغة العربية ويكون الطالب قد حاز مفتاحاً للاطلاع على العلوم المختلفة وهو في هذا السن الصغير ،ويتفرغ فيما بعد للفهم بدلا من قضاء سنوات كثيرة وهو لا يحسن القراءة . وإني لأدعوا الدكتور الوزير - حفظه الله - لأن يسأل طلاب -لا أقول الإبتدائية أو الإعدادية - بل الثانوية على الفرق في نطق حرف بَ ( باء فتحة ) و بَّ (باء شدة وفتحة)، وسيجد الكارثة أن الكثيرَ الكثير من طلاب تلك المرحلة لا يستطيعون أن يفرقوا بين الحرفين في النطق ... هذا مثال على حاجة هذا السن الصغير لإهتمام كبير وتطوير شامل في الكتب والكوادر التي تدرس (المعلمين ) ، وكذا في أساليب التربية ومعاملة الأطفال . ولا يسعني في الختام إلا الدعاء لكم بالتوفيق والتقدم والصلاح ، فإن الإصلاح الشامل يبدأ من التعليم ، وفقكم الله لمرضاته ، وأعانكم على هذه المسئولية الملقاة على عاتقكم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. هيثم عبد الطيف حمزة بكالوريوس حاسبات ومعلومات القاهرة