دعا الرئيس المصري حسني مبارك -رئيس القمة العربية الأفريقية السابقة- إلى تفعيل ما أسماها "لشراكة الإستراتيجية" بين العرب والأفارقة وتطويرها، وطالب القادة العرب والأفارقة بوضع أسس الشراكة بينهم في مسارها الصحيح. جاء ذلك خلال أعمال القمة الأفريقية العربية الثانية في مدينة "سرت" الليبية أمس الأحد بعد 33 سنة من القمة الأولى التي استضافتها القاهرة. وأكد مبارك أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال نموذجا حيا للتضامن العربي الأفريقي، مؤكداً أن تعزيز الشراكة الأفريقية العربية هو الطريق للتعامل مع قضايا السلم والأمن والتنمية. ثم سلم مبارك رئاسة القمة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي دعا في كلمته أمام القمة القادة العرب والأفارقة إلى تنظيم قمم دورية تعقد كل ثلاث سنوات، وأعرب عن أمله في أن يحظى هذا الاقتراح بالقبول من قبل كل المجتمعين في قمة "سرت" التي وصفها بالتاريخية. وشدد القذافي على ضرورة التلاحم بين الدول العربية والأفريقية لمواجهة التحديات التي يفرضها العصر سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو سياسية وغيرها. وقال الزعيم الليبي: إنه "سيشجع الرأسمالية العربية على الاستثمار في القارة السمراء"، مشيرا إلى أنه لو كان العرب استثمروا في أفريقيا "لما خسروا 2.5 تريليون دولار في الأزمة المالية العالمية". ومن المنتظر أن يناقش المشاركون في القمة مشروعا تقدمت به ليبيا لإنشاء صندوق عربي أفريقي لمواجهة الكوارث، ومشروع آخر لصندوق مشترك للسلم والأمن إلى جانب العديد من القضايا السياسية. ومن ناحيته, شدد رئيس الجابون علي بونجو, نيابة عن رئيس الاتحاد الأفريقي، على وجوب كتابة وثيقة جديدة للتعاون العربي الأفريقي. ودعا بونجو إلى جهود ملموسة من أجل خلق شراكة أكبر بين العرب والأفارقة, مؤكداً على تضامن القارة الإفريقية بكاملها مع القضية الفلسطينية. وبدوره, قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج: "إن المفوضية وجامعة الدول العربية بدأتا التنسيق لتعزيز التعاون بينهما بجعله مؤسسيا ويقوم على خطة عمل واضحة". وأضاف -في حوار مع قناة "الجزيرة"- أن الطرفين يسعيان لتعويض ما فاتهما من علاقات، في وقت اتجه فيه العالم نحو التجمعات الكبيرة والتحدث بصوت واحد. وأوضح بينج أن "أفريقيا توصلت إلى شراكات مع العديد من التجمعات والدول في مختلف أنحاء العالم، ولكنها تبينت أن هناك دولا قريبة منها بدأت معها التعاون، ولكن ما زال هذا التعاون بعيدا عن الغايات المرجوة منه", مشيراً إلى أن "ثلثي العرب موجودون في أفريقيا ويشاركون معنا في تطوير الاتحاد الأفريقي". وبيّن بينج أن أفريقيا في حاجة ملحة لجلب الاستثمارات العربية، وخاصة من دول الخليج، مشيرا إلى أن "عدد سكان أفريقيا حاليا مليار شخص، وهذا سوق ضخم تجب الاستفادة منه والاستثمار فيه".