كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو اشترط إعادة تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الالتزامات التي قطعها سلفه جورج بوش للاحتلال عام 2004, مقابل تمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين. ونقلت صحيفة "يديعون أحرونوت" الإسرائيلي عن مصادر سياسية مطلعة على الاتصالات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة قولها: "إن نتنياهو يحاول أن ينتزع من واشنطن تعهدات شبيهة بتلك التي قطعها بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، لكي يعرضها على وزرائه عندما يأتي لإقناعهم بتمديد تجميد الاستيطان لشهرين إضافيين". وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش تعهد في كتاب سلمه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف السابق لأرييل شارون في 14 أبريل 2004، بتأييد ضم الكتل الاستيطانية الكبرى للاحتلال الإسرائيلي, التي حلت بالضفة الغربية منذ 1967, عند ترسيم الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية. كما تضمن الكتاب موقف الولاياتالمتحدة الرافض لحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى نطاق دولة إسرائيل مع الإشارة إلى أنه بوسعهم العودة فقط إلى نطاق الدولة الفلسطينية عند قيامها. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تدعي أن أوباما رفض الاعتراف بتعهدات بوش, ما "يثير الشك حول الوعود التي قطعتها الإدارة الحالية لنتنياهو لتشجيعه على تمديد تجميد الاستيطان". في المقابل, تزعم الصحيفة أن الأمريكيين يدّعون أنه إلى جانب الوعود لإسرائيل والتفاهمات معها يتعين على واشنطن أن تمنح كتابا رئاسيا أيضا للطرف الفلسطيني. لكن نتنياهو يرفض تماما هذا التوازي، ويدعي أن الفلسطينيين أضاعوا العشرة أشهر لتجميد البناء ولا يستحقون أي جائزة في شكل كتاب تعهد أمريكي لدولة فلسطينية في حدود 67 مع تبادل "طفيف" للأراضي, حسب زعمه. وخلصت الصحيفة إلى أن حالة من عدم الانسجام تسود في دوائر صنع القرار بشأن إمكانية استئناف المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في انتظار نتائج الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي في نوفمبر. من جانبها, ترى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن المخرج الوحيد من ذلك الموقف هو أن تستجيب إسرائيل لطلب إدارة أوباما بشأن التجميد، مشيرة إلى أن إدارة أوباما فتتبنى رسالة تعهدات الرئيس بوش "بحرفيتها".