علمت المصريون أن هناك تعليمات سيادية قد صدرت إلى جميع الصحف الحكومية بضرورة تخصيص صفحة أسبوعية لمناقشة الشأن القبطي وتغطية أخبار الكنيسة والفعاليات المسيحية في مصر أسوة بما قامت به جريدة روزاليوسف التي خصصت صفحة منذ أكثر من شهر لهذا الغرض. وأوضحت المصادر ان هدف القيادة السياسية من وراء اتخاذ هذه الخطوة هو سحب البساط من تحت أقدام أقباط الخارج الذين يزعمون اضطهاد المسيحيين في مصر ومعاملتهم كأقلية منبوذة مهمشة ومحرومة من كافة حقوقها على حد زعمهم وعدم السماح لهذا اللوبي باكتساب أراض جديدة وكشفت المصادر أن هناك قلقا شديدا في أروقة السلطة من إمكانية استخدام أقباط المهجر لورقة الغضب القبطي مما يعتبرونه اضطهادا أو تهميشا لممارسة الضغوط على النظام في ظل حالة البرود الذي يسود العلاقات المصرية الأمريكية وتزايد حملات تقديم أعضاء من الكونجرس لطلبات بتفعيل قانون محاسبة مصر والتي تعد الورقة القبطية من أهم المأخذ التي تلام عليها السلطات المصرية ونبهت المصادر إلى أن صانع القرار المصري قد اتخذ قرارا استراتيجيا بإعطاء دفعة لعمليات استرضاء الأقباط وضرورة كبح الغضب في صفوفهم في ضوء إمكانية الاستفادة بهم في عديد من المعارك الداخلية والخارجية مشيرة إلى أن الصفحات القبطية في الصحف القومية ستخضع لرقابة شديدة من أجهزة سيادية ستبتعد في معالجتها عن القضايا الخلافية حتى لا تتسبب في أي مشكلة. ولن تتناول الصفحات الخاصة بالأقباط أي مشاكل لها علاقة بالكنيسة أو لا تحوز رضاها خصوصا في القضايا الدينية كمشكلة الزواج المسيحي بعد صدور حكم القضاء بإلزام الكنيسة بتزويج أي شخص صدر له حكم بالطلاق وكذلك ستبتعد عن مناقشة القضايا الخاصة بمعارضي الكنيسة خصوصا الكنائس التي ترتبط بعلاقات مع الطوائف البروتستاتنية في الخارج مثل كنيسة المقطم التي قدمت تسهيلات للأقباط الراغبين في الزواج بعد حصولهم على حكم الطلاق وهو ما ترفضه الكنيسة الأرثوذكسية حتى الآن جملة وتفصيلا. من جهته قلل الناشط القبطي جمال أسعد عبد الملاك من أهمية هذه الصفحات الخاصة بالأقباط في إزالة الاحتقان الذي يسود جانب كبير منهم بسبب تعامل الحكومة معهم من منظور الأقلية المهمشة مشيرا إلى أن حل مشاكل الأقباط في مصر هو أمر بسيط وميسر وقائم على اعتبار المواطنة هي الحاكم الأساسي بين مختلف أبناء الشعب ومناقشة مشاكل الأقباط في نفس الصفحات التي تناقش مشاكل مختلف المواطنين معربا عن تخوفه من إمكانية تكريس هذه الصفحات للورقة الطائفية في مصر. فيما أوضح هاني لبيب الباحث في الشأن القبطي أنه من السابق لأوانه الحكم على هذه الصفحات سواء بالفشل أو النجاح معتبرا أن الأسلوب الذي ستعالج به هذه الصحف مشاكل الأقباط هو الذي سيحدد مقياس نجاحها أو فشلها. ولم يستبعد لبيب أن يكون هدف هذه الصفحات لجم الضغوط التي تتعرض لها الحكومة دوليا فيما يخص أسلوب التعاطي مع الشأن القبطي أو محاولة تحجيم أقباط المهجر وسحب الذرائع من أيديهم