أكدت الملكة رانياالعبدالله زوجة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مساء اليوم الأحد على ضرورة التركيز على التعليم كونه جزءا لا يتجزأ من الإصلاح السياسي والاقتصادي في العالم العربي..قائلة "إن ما يحتاجه العالم العربي اليوم هي ثورة تعليمية وتغيير جوهري يحقق طموح كل أم وأب في توفير تعليم نوعي لأطفالهم". وأضافت الملكة رانياالعبدالله - في الجزء الأول من مقابلتها مع فضائية (العربية) والتي أجرتها الإعلامية منتهى الرمحي – "إنني أؤمن بأنه إذا كان هناك حل واحد جذري يعالج معظم التحديات والمشاكل التي يواجهها العالم العربي فهو التعليم..التعليم النوعي الذي يحقق مبدأ تكافؤ الفرص رغم الظروف التي يولد فيها كل واحد". وتابعت " الفكرة ، المهارة ، الموهبة يجب أن لا يحدها غنى أو فقر .. الحق في الأمل يجب أن يكون متوفرا للجميع بغض النظر عن الواسطة أو المحسوبية أو المنصب". ونبهت إلى أن الشباب العربي اليوم يعيش في عالمين مختلفين الحقيقي والافتراضي بما يمثله الإنترنت الذي يبني شخصيته ويتفاعل من خلاله بكل حرية وفي حال الابتعاد عنه يرجع إلى عالمه الحقيقي فيشعر بالإحباط..مؤكدة على ضرورة تجسير هذه الفجوة وتمكين الشباب بالمهارات والوسائل التي تمنحهم خيارات أكثر. وقالت إن أكبر تحد في العالم العربي قد يكون جمود نظمنا التعليمية وعدم محاكاتها لمتغيرات العصر ، وبالأخص لمتطلبات سوق العمل ، فنحن كل سنة نرى ملايين الأطفال والشباب الخريجين من الصروح العلمية ، المدارس والجامعات ، ولكن كم منهم كان مخترعا أو مبتكرا أو مبدعا ؟. وأضافت "نحن في العالم العربي نعلم أولادنا كيف يحفظوا لا كيف يفكروا..وتشير الدراسات إلى أن التعليم المبكر أهم استثمار بالطفل .. ولكن للأسف نسبة التحاق الأطفال بالعالم العربي بالتعليم المبكر لا تتجاوز ال 20% مقارنة بالدول المتحضرة ، التي تصل النسبة فيها الى 85%". وأفادت بأن كم المعرفة في العالم يتضاعف كل خمس سنوات ومع حلول العام 2020 سيتضاعف كل 72 يوما ، وبالتالي ما يتعلمه الطفل اليوم ليس بالضروري سيفيده بعد أشهر..قائلة "اليوم وبفضل التكنولوجيا أصبحت المعلومة متوفرة وبكل سهولة ولكن نجد أن هناك إصرارا على تلقينها". وحول تقييمها لوضع التعليم في الأردن ، قالت الملكة رانيا العبدالله "تاريخيا الأردن معروف بكفاءة خريجيه والحمد لله تشهد دول عربية عديدة بذلك.. استطعنا أن ننجز الكثير بالرغم من شح الموارد .. لكن علينا الاعتراف بأن قطاع التعليم في بلادنا اليوم يواجه تحديات جسيمة لأسباب متعددة منها قلة الموارد والازدياد الحاد والمفاجئ في عدد السكان والناجم جزئيا عن تدفق اللاجئين".