عاد إلى الخرطوم مساء اليوم الثلاثاء الرئيس السوداني عمر البشير، والوفد المرافق له من العاصمة الجنوبيةجوبا، بعد أن أجرى مباحثات مع نظيره الرئيس سلفاكير ميارديت استمرت ليوم واحد، وتناولت عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك والموضوعات الحيوية بين البلدين . كان الجانبان قد اصدرا بيانا مشتركا في ختام مباحثاتهما تناول الموضوعات محل النقاش والنتائج التي تمخضت عن المباحثات. وقال علي كرتي وزير خارجية السودان- في تصريحات صحفية عقب عودة الوفد بمطار الخرطوم مساء اليوم- إن الزيارة هدفها الأساسي هو تأكيد تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين البلدين، خصوصا الخط الصفري الذي يمهد لإقامة المنطقة الآمنة منزوعة السلاح. وأوضح وزير الخارجية السوداني، إن أهم ما تم الاتفاق عليه اليوم هو تحديد الموعد الذي يفترض أن يتم فيه الوصول إلى اتفاق بخصوص الخط الصفري، حيث اتفق الجانبان على أن تتم العملية قبل الخامس عشر من نوفمبر المقبل، ومن ثم الاتفاق على نقاط العبور. وأشار كرتي، إلى أن هذه الإجراءات المتعلقة بالخط الصفري هي مؤقتة ولا علاقة لها بالحدود، منوها إلى وجود لجنة خاصة بمسألة الحدود ولديها استشاريون من الاتحاد الأفريقي. وأكد كرتي أن الاتفاق الذي تم اليوم أزاح الكثير من الشكوك والهموم الأمنية بين البلدين، لاسيما في جانب دعم وإيواء التمرد، موضحا أن التجاوب الكبير الذي أبداه جانب جنوب السودان ساعد كثيرا في إحراز خطوات ايجابية ملموسة. وجدد كرتي تأكيده بعدم محورية قضية أبيي في هذه الزيارة وأنها لا تعيق تحركات الدولتين في الجوانب الحيوية الأخرى . وأضاف أن القضية طرحت ضمن القضايا المطروحة، وتم ترك أمرها إلى الرئيسين بمساعدة الوسيط الأفريقي لإقامة المجلس التشريعي لأبيي والإدارية والشرطة والمؤسسات المدنية التي قال "أنها مؤسسات انتقالية وتهدف إلى تطبيع الحياة وتسهيل الأمور على المواطنين والفصل بينهم إذا حدثت خلافات". واتهم جهات بمحاولة خلق ضبابية حول هذا الموضوع ومحاولة إعلاء شأن قضية أبيي على بقية الموضوعات والقضايا بين السودان وجنوب السودان، خلال هذه الزيارة مؤكدا اتفاق الطرفين على أن تترك قضية أبيي للرئيسين البشير وسلفاكير.