نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025 لطلاب الثانوية العامة.. الرابط وخطوات الاستعلام فور ظهورها    جدول مواقيت الصلوات الخمسة غدا الثلاثاء 12 أغسطس في المنيا والمحافظات    سعر الذهب اليوم الاثنين 11-8-2025 في مصر.. الأصفر يلتقط أنفاسه بعد الارتفاع (عيار 21 الآن بالصاغة)    رسميًا.. آخر موعد لحجز شقق الإسكان الاجتماعي الجديدة 2025 لمتوسطي الدخل «سكن لكل المصريين 7»    تُعقد بعمّان.. رئيس الوزراء يُغادر مصر للمشاركة في فعاليات الدورة ال 33 للجنة المصرية الأردنية    مصادر ل«العربية»: وفد حماس في القاهرة لإعادة التنسيق وتهدئة التوتر مع مصر    مجلس صيانة الدستور الإيراني: نزع سلاح حزب الله حلم واهم    «الحرارة تتخطى 40 درجة».. تحذيرات من موجة حر شديدة واستثنائية تضرب فرنسا وإسبانيا    رئيس نادي الاتحاد السكندري يبحث الملفات العالقة مع وزير الشباب والرياضة    فابريجاس: وقعت في فخ برشلونة 12 مرة.. وينتظرني طريق طويل    مهاجم مانشستر يونايتد الجديد: إبراهيموفيتش قدوتي وأتمنى مقابلته يومًا ما    مصرع شخصين بينهم طفل في انقلاب سيارة نقل على الصحراوي الغربي في سوهاج    «بعد كارثة كورنيش الشاطبي».. 13 نصيحة عاجلة من محافظة الإسكندرية للعبور بأمان (تفاصيل)    «فلاش باك» الحلقة 3.. زياد يبدأ تتبع أول خيط لكشف لغز مقتل مريم بعد صدمة التواصل عبر الزمن    في ذكرى وفاة نور الشريف.. صلاح عبد الله يرثيه بقصيدة مؤثرة (فيديو)    المكتب الفني لمفتي الجمهورية: مؤتمر دار الإفتاء يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الفتوى    الشباب والرياضة و"مكافحة الإدمان" يعلنان الكشف المبكر عن تعاطى المخدرات    رد حاسم من كهرباء الإسماعيلية على مفاوضاتهم مع محمود كهربا (خاص)    القولون العصبي وأورام القولون- 3 أعراض للتفريق بينهما    لافتة إنسانية.. محافظ الفيوم يعلّق العمل الميداني لعمال النظافة خلال ذروة الموجة الحارة    رابط المناهج المطورة للصفوف من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي    غدًا.. إعلان النتيجة الرسمية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 (تفاصيل)    استمرار فعاليات البرنامج الصيفي للطفل بمديرية أوقاف الفيوم بمشاركة الأئمة والواعظات    تفسير رؤية الدجاج في المنام.. الدلالات النفسية    رمضان عبد المعز يفسر قوله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث"    هل الأموات يسمعون ويراقبون أحوال الأحياء؟.. الإفتاء تجيب (فيديو)    إقبال كثيف على شواطئ الإسكندرية مع ارتفاع الحرارة ورفع الرايات التحذيرية    صحة مطروح: 3720 قرار علاج على نفقة الدولة ب11.2 مليون جنيه منذ بداية 2025    ما حكم تأخير الإنجاب فى أول الزواج بسبب الشغل؟ .. عضو بمركز الأزهر تجيب    محافظ الأقصر يبحث مع وفد الصحة رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية بالمحافظة    برعاية وزارة الشباب والرياضة.. تكريم شيري عادل في مهرجان إبداع بدورته الخامسة    روسيا تعزز قاعدتها وتزيد عدد قواتها في القامشلي شمال شرقي سوريا    شيخ الأزهر يستقبل مفتي بوروندي لبحث سُبُل تعزيز الدعم العلمي والدعوي والتَّدريب الديني    بدء تداول أسهم شركتي «أرابيا إنفستمنتس» في البورصة المصرية    شوبير: كوبري وسام أبو علي؟ عقده مستمر مع الأهلي حتى 2029    سلوت: ليفربول بحاجة لتحسين الأداء الدفاعي    "اليوم" يعرض تقريرا عن الفنان الراحل نور الشريف فى ذكرى وفاته    عرض خاص لفيلم درويش بطولة عمرو يوسف اليوم    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية خلية العجوزة    الرئيس الفرنسي: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا    محافظ الإسكندرية يتفقد بدء تنفيذ مشروع توسعة طريق الحرية    قصة المولد النبوى الشريف مختصرة للأطفال والكبار    محمد إيهاب: نسعى لإخراج البطولة العربية للناشئين والناشئات لكرة السلة في أفضل صورة    فيبا تضع مباراتي مصر ضمن أبرز 10 مواجهات في مجموعات الأفروباسكت    إجراء 15 عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية في الفيوم بالمجان    سحب 950 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    الأمم المتحدة: قتل إسرائيل للصحفيين "انتهاك خطير" للقانون الدولي    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    وزير الزراعة و3 محافظين يفتتحون مؤتمرا علميا لاستعراض أحدث تقنيات المكافحة الحيوية للآفات.. استراتيجية لتطوير برامج المكافحة المتكاملة.. وتحفيز القطاع الخاص على الإستثمار في التقنيات الخضراء    شعبة الجمارك: تسويق الخدمات الجمركية مفتاح جذب الاستثمار وزيادة الصادرات    جريمة أخلاقية بطلها مدرس.. ماذا حدث في مدرسة الطالبية؟    الصحة: 40 مليون خدمة مجانية في 26 يومًا ضمن «100 يوم صحة»    بعد تعنيفه لمدير مدرسة.. محافظ المنيا: توجيهاتي كانت في الأساس للصالح العام    تداول بضائع وحاويات 18 سفينة في ميناء دمياط خلال 24 ساعة    الرعاية الصحية: إنقاذ مريضة من فقدان البصر بمستشفى الرمد التخصصي ببورسعيد    نائب ترامب: لن نستمر في تحمل العبء المالي الأكبر في دعم أوكرانيا    حظك اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025 وتوقعات الأبراج    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. 285 كيلو ذهب لعلاج مليون مصرى من السرطان
نشر في المصريون يوم 21 - 10 - 2013


الدكتور مصطفى السيد فى حوار خاص مع "المصريون"
الذهب يترسب فى الجسم البشرى بعد العلاج ولكنه لا يؤثر فى الكبد أو القلب.. وهيئة الدواء الأمريكية تأكدت من ذلك سأدعو علماء مصر للمشاركة فى مليونية للضغط على لجنة الخمسين لإضافة بنود للباحثين فى الدستور الجديد
انتظر الرئيس القادم بفارغ الصبر لأبدأ فى تنفيذ أكبر خطة تطوير علمية وبحثية منذ عهد محمد على النهضة الحقيقية لن تتحقق إلا بتشكيل لجان متخصصة للتنقيب عن العقول المدفونة فى القرى والنجوع البحث العلمى مطالب بإعادة هيكلة نظام البعثات العلمية بشكل يضمن عودة العلماء إلى مراكزهم البحثية فى مصر الباحث العلمى وليس السياسى هو القادر على تحقيق مطالب ثورتى 25 يناير و30 يونيه
اكد الدكتور مصطفى السيد الحاصل على أعلى وسام في العلوم من الولايات المتحدة الأمريكية والمشرف على مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب المتناهية الصغر بالمركز القومي للبحوث على أن 285 كيلو ذهب كافية لعلاج مليون مصري من الأورام السرطانية، موضحًا أن الذهب الذي سيترسب في الجسم البشري بعد العلاج لن يؤثر في الكبد أو القلب، وأن هيئة الدواء الأمريكية تأكدت من ذلك.
وقال السيد في حواره الخاص مع "المصريون" إنه سيدعو علماء مصر للمشاركة في مليونة للضغط على لجنة الخمسين، لإضافة بنود للباحثين في الدستور الجديد، وأنه ينتظر الرئيس القادم بفارغ الصبر ليبدأ في تنفيذ أكبر خطة تطوير علمية وبحثية منذ عهد محمد علي، مبينًا أن النهضة الحقيقية لن تتحقق إلا بتشكيل لجان متخصصة للتنقيب عن العقول المدفونة في القرى والنجوع، خاصة أن الباحث العلمي وليس السياسي هو القادر على تحقيق مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيه.

وإلى نص الحوار:

** في البداية.. تحدثت عن قرب خروج أول طريقة مصرية لعلاج السرطان بواسطة الذهب..؟

مقاطعًا.. ليست طريقة ولكنه أسلوب علاج، وبالفعل سنتمكن لأول مرة من تطبيق أول علاج مصري للسرطان باستخدام جزيئات الذهب، ولكننا سننتظر كالعادة الروتين المصري حتى يخرج القرار ببدء العلاج به.

** مرض السرطان كاعتلال خلوي يختلف من منطقة لأخرى، فسرطان الكبد يختلف عن سرطان القلب وعن سرطان الدم، فهل سيصلح العلاج بالجزيئات كل أنواع السرطان؟

المسألة ببساطة أن الذهب يفقد خواصه اللاتفاعلية حينما يتم تفتيته إلى دقائق نانوية، ويتحول إلى عنصر تفاعلي ومحفز يتفاعل مع جسم الخلية السرطانية ويحدث وميضًا داخلها بينما لا يتفاعل مع الخلية السليمة وبالتالي تبدو الأخيرة داكنة تحت المجهر، وتتجمع دقائق الذهب النانوية لتشكل طبقة مضيئة على جسم الخلية المريضة لتقتلها خلال دقائق بينما تتفتت داخل الخلايا السليمة ولا تؤثر فيها بأي حال.

** معنى هذا أن الذهب سيتمكن من التعرف على الخلايا التي بها اختلال او اعتلال كالسرطان؟

بالطبع فدقائق الذهب النانوية ستتعرف على الخلايا السرطانية المصابة لكنها لن ترى الخلايا السليمة، وستقوم مادة النانو الذهبية بامتصاص ضوء الليزر الذي يسلط عليها بعد وصولها إلى الخلية المصابة وتحوله إلى حرارة تذيب الخلية السرطانية، ولن يكون هناك فرق تقني بين خلايا الكبد المصابة بالسرطان وخلايا الدم المصابة بالسرطان.

** وكيف سيتم العلاج هل من خلال جراحة أم من خلال جرعة دواء؟

ليست هذا أو ذاك.. فكل ما سنقوم به هو تحديد الورم السرطاني ونقوم بحقنة بمحاليل غنية بصفائح الذهب، فيقوم بإذابتة بشكل كلي، ثم نسلط علية ضوء خفيف جدًا من خلال الأشعة تحت الحمراء، فقد أثبتت التجارب أنه ليس شرطًا أن نستخدم الليزر في توجية الذهب إلى الخلايا السرطانية، فالأشعة تحت الحمراء قادرة على إذابة الذهب فوق الخلايا السرطانية فتقوم بالقضاء عليه على الفور.

** هناك أكثر من مليون مريض مصري مصاب بالسرطان، وأغلبهم من البسطاء والفقراء، هل سيكون في متناول أيديهم؟

تكلفة العلاج لن تكون باهظة، وستكون أقل بكثير من تكلفة العلاج بالكيماوي، الذي يحتاج إلى كمية كبيرة من المواد الكيماوية، ويكفي أن كمية الذهب المستعملة في العلاج ضئيلة للغاية حتى أن مقدار ذهب في دبلة يد لا تتعدى 2 جرام ذهب، يمكنها أن تعالج 6 إلى 7 حالات، أي أن مليون مصري سيحتاج إلى 285 كيلو ذهب، ومهما بلغ ثمنه أعتقد أنه أقل بكثير من الخسائر الذي يسببها للاقتصاد القومي.

** وماذا فعلت مع الاستفسارات التي طلبتها هيئة الدواء الأمريكية حول ابتكارك الذي يعالج السرطان بالذهب؟

لا أخفي عليك مدى الرعب الذي أصابني عندما طلبت مني الهيئة هذا الاستفسار ومصير الذهب بجسم الإنسان بعد علاجه من السرطان، لأنني شعرت باحتمالية خسارة هذا الابتكار، فتقدمت بطلب للاطلاع على التقارير التي خرجت من التجارب التي أجريت على البشر في مركز أندرسون لعلاج السرطان بهيوستن ومعهد أبحاث إيموري للإجابة على هذا السؤال الصعب، خاصة أن الذهب من المواد السامة، كما أنه لا يمكن التوقع بأضرار استخدامها في علاج السرطان، لأنها تعد كيمياء جديدة تدخل على جسم الإنسان.

** وهل استطعت أن تجيب على هذه الاستفسارات وبشكل أقنع هيئة الدواء الأمريكية؟

نعم فبعد أيام من الارتباك اجتمعت مع فريقي في مصر وفي الولايات المتحدة الأمريكية وبالتعاون مع علماء الأنسجة والوراثة المصريين، وبعد أبحاث طويلة أدركنا أن كمية الذهب المستخدمة للقضاء على أكبر أنواع السرطانات من الفئة A متناهية الصغر ولا تتعدى عدة ميكرونات في حجمها، أي إنها ضئيلة جدًا وغير قادرة على إحداث أي آثار جانبية على الإطلاق طول مدى حياة الإنسان، وتترسب في الجسم ولكنها ليست بالشكل الذي يمثل خطورة على الكبد أو القلب أو الكلى.

** ألم تراقبه في الحيوانات؟

راقبناه ووجدنا أن جزءًا منه يذهب إلى الكبد وجزءًا آخر يذهب إلى الطحال ولكنها بكميات لا تؤدي إلى موت العضو، أي أن الطحال يظل كما هو ويظل الكبد بحجمه الطبيعي، ونتعشم أن يحدث نفس الشيء مع الإنسان مع بدء التطبيق، وإن كنا لا نعلم كم من الوقت سنحتاج للتخلص من الذهب من جسم الإنسان.

** هل اقتنعت الهيئة الأمريكية بالإجابة التي قدمتها؟

إلى حد ما اقتنعت بل وأعادت التجارب مرة ثانية، خاصة بعد أن تغلبنا على المشاكل التي كانت تواجهنا، واستطعنا أن ننتج جزيئات عالية الكفاءة من مركب الذهب وهي "قضبان ذهب نانوية أسطوانية" الشكل يمكن أن تلتحم بالخلايا السرطانية الخبيث، حيث ينبعث ضوء عند عملية الالتحام، تسهل اكتشاف هذه الخلايا المصابة، وباستخدام أشعة الليزر ويمكن لهذه القضبان تدمير هذه الخلايا بشكل انتقائي ودون إحداث أية أضرار بالخلايا السليمة، إذ إن هذه القضبان مصممة بتردد يسمح لها باستخدام أشعة الليزر التي تنقب تحت الجلد لقتل الخلايا السرطانية الخبيثة دون إلحاق أي ضرر بالجلد.

** ومتى سيكون هذا العلاج في متناول المريض؟

لقد انتهت بالفعل التجارب المعملية على الحيوانات، وبعض المرضى وبقي أن نستخدمه ولكننا ننتظر موافقة وزارة الصحة للبدء في تطبيقه في مستشفياتها، فقد طالبت وزارة الصحة بوضع المعايير المطلوبة للبدء في المراحل المقبلة، رغم علمي أن وزارة الصحة لم تمنح طوال عمرها أي تصريح بدواء مصري على الإطلاق.

** بعدها سيتم الاستغناء عن العلاج الكيماوي الذي ينهك جسم المريض؟

سيظل العلاج الكيماوي هو العنصر الأهم في علاج الخلايا التالفة أو السرطان، ولكننا بواسطة الليزر والذهب سنزيد من كفاءته، فهناك طرق جديدة في هذا المجال مثل استخدام جزئيات الذهب ليتم تحميل أدوية علاج سرطان الثدي عليها باستخدام الإستروجين، مما يؤدي إلى وصول العلاج الكيماوي إلى الخلايا السرطانية للقضاء عليها دون تدمير الخلايا السليمة، ويزيد من فاعلية العلاج الكيماوي ويحد من أضراره.

** كنت قد طالبت تأسيسية دستور 2012 بضرورة وضع بنود خاصة بالباحث المصري ولكن الجماعة تجاهلوها، هل طالبت لجنة الخمسين بنفس مطالبك القديمة؟

للأسف كانت لدي تجربة قاسية مع تأسيسية دستور 2012، ولا أريد أن أكررها مع لجنة الخمسين لكتابة الدستور، الآن أسعى لشيء آخر، فهناك بالفعل اتصالات تمت بيني وبين بعض العلماء المصريين وعلى رأسهم الدكتور أحمد زويل، والدكتور فاروق الباز، والدكتور مجدي يعقوب لشن حملة توقيعات وإرسال خطابات للمطالبة بضرورة وضع بنود حاكمة للباحث العلمي في الدستور الجديد.

** تلك الخطابات إلى من ستوجهونها؟

في البداية سنرسل نسخة منها للجنة الخمسين حتى يهتموا بالبحث العلمي والعقول المصرية والمراكز البحثية في بنودهم، وبمجرد انتخاب رئيس للجمهورية سنتقدم بطلب رسمي، خاصة أن الأحزاب السياسية تتصارع فيما بينها حول شكل الدولة من الناحية السياسية ما بين دينية إسلامية أو ليبرالية أو ديمقراطية أو اشتراكية دون أن يراعوا شكل العالم في المستقبل الذي يعتمد في المقام الأول على العلم لتحويل الدولة إلى دولة علمية.

** ولماذا لا تقوم بكتابة ورقة بحثية أو مقترح لتقديمها لمجلس الوزراء أو لرئاسة الجمهورية باسمك؟

أقوم حاليًا بدراسة المقترح وكتابته بالفعل ولكنني سأنتظر انتخابات الرئاسة والانتهاء من كتابة الدستور، وما أهتم به حاليًا هو دعوة جميع العلماء والباحثين المصريين لشن حملة الرسائل أو مليونية الخطابات الطائرة للاهتمام بموضع العالم المصري في الدستور الجديد.

** وما هي المبادئ الحاكمة التي ستراعيها في البند الخاص بالباحث والعلم عمومًا؟

في البداية سيكون هناك لقاء بشكل عاجل مع وزير البحث العلمي لتنظيم مؤتمر قومي للبحث العلمي قبل كتابة الدستور لمناقشة كل المبادئ التي يجب مراعاتها عند إضافة بنود الباحث والعلماء، وإن كانت البنود الحاكمة لن تخرج عن وضع مكان في الدستور الجديد للباحثين مثلما فعلت الدول التي أصبحت عظمى الآن، من خلال تأمين الباحثين بوضع اقتصادي متميز، وإنشاء قاعدة بحثية ومعملية لتطبيق أبحاثه، بالإضافة إلى إعادة الثقافة العلمية إلى الشارع المصري، لأن الباحث العلمي وليس السياسي هو القادر على تحقيق مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيه.

** هل تعتقد أن هناك علاقة وثيقة بين البحث العلمي وقوة الاقتصاد؟

بالطبع.. فعندما نعقد مقارنة بين أمريكا ومصر سنجد أن أمريكا تنفق على البحث العلمي 2.5% من الناتج القومي بعكس مصر تنفق 0.2% إلى 0.6% من الناتج القومي فكانت النتيجة أن الاقتصاد الأمريكي أقوى، رغم أن العقل المصري موجود وأقوى ولكن ينقصها التجهيز المعملي، فعندما قال الأمريكان لرئيسهم باراك أوباما إن الاقتصاد الأمريكي في غاية السوء ويجب تخفيض ميزانية الكثير من الهيئات قال لهم بالحرف الواحد إنه سيخفض ميزانيات كل الهيئات ما عدا هيئة البحث العلمي، لأنها القادرة على إعادة الاقتصاد الأمريكي إلى القمة، ويكفي أن كل دولار ينفقونه على البحث العلمي يحصلون في المقابل على خمسة دولارات، لذلك ينفقون على البحث العلمي ليس حبًا فيه ولكن مفيد لبلدهم وتنشئ صناعات وتوظف الشباب ويدفعون الضرائب للدولة.

** انضممت مؤخرًا كعضو فاعل في صندوق العلوم والتكنولوجيا لتصبح أول عالم يكون له علاقة بتوزيع "الفلوس" على البحث العلمي، فما تقييمك الحقيقي لحالة الإنفاق على البحث العلمي في مصر؟

مصر دولة تخصص 1% من ميزانيتها للبحث العلمي، أي ما يعادل 4 مليارات دولار سنويًا، يتم تخصيص 60% منها لأجور كل من يعمل في البحث العلمي، بالإضافة إلى 15% للصيانة وشراء الأجهزة للمعامل، ولا يتبقى للبحوث العلمية سوي ربع الميزانية فقط أي مليار دولار يتم توزيعها على البحث العلمي، وهذا يعني أن 75% من ميزانية البحث اللي تطير كالدخان.

** هذا يعني أن الميزانية الحقيقية المخصصة للبحث العلمى 0.25% فقط ؟

هذا هو الواقع.. فقد كنت أتعجب من شكوى العلماء من نقص الميزانية، فمبلغ ال 4 مليارات دولار قادرة على تمويل أبحاث علمية كبيرة وليست بالمبلغ الهين الذي يمكن تجاهله، ولكن للأسف هناك عدد كبير من العقول العظيمة تفتقد إلى هذا التمويل لأبحاثها.

** وما الحل في وجهة نظرك؟

تحسين عملية التمويل، لأنه على الرغم من الفترة التي أمضيتها في عضويه صندوق "الفلوس" لم أفهم بعد كيف تدار عملية تمويل الأبحاث، وأحاول بدراسة أحدث الأساليب العالمية في تمويل الأبحاث سواء في أمريكا أو أوروبا لتطبيقها داخل الصندوق، بحيث نحصل في النهاية على أفضل عقول تستحق أن تحصل على أفضل "فلوس"، من خلال خطة قومية للتعامل مع الميزانية المخصصة للبحث العلمي.

** ألا تعتقد أننا في مصر أخطأنا عندما أبعدنا المراكز البحثية عن خدمة الصناعة في مصر؟

البحث العلمي هدفه الرئيسي البحث عن ما هو جديد وبشكل علمي لخدمة الإنسان سواء في الصناعة أو في الزراعة، والحقيقة أن اللغز الذي تحيرت في الإجابة عليه، هو لماذا خلت المدن والمناطق الصناعية من مراكز الأبحاث، ولماذا تتركز مراكز الأبحاث في القاهرة فقط، فدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية بها مراكز بحثية في جميع الولايات، وكبرى التجمعات الصناعية فيها مراكز بحثية مختلفة التخصصات لخدمة كل الصناعات، هذه المراكز يساهم في الإنفاق عليها رجال الصناعة أنفسهم.
** تعكف حاليًا على إعداد أكبر خطة تطوير للبحث العلمي في مصر منذ أيام محمد علي، ما هي أهم ملامحها؟

لقد قمت بمراجعة كل ما قام المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا من تقارير وأبحاث ودراسات وتوصيات، لأعد خطة لتطوير حال البحث العلمي في مصر، وأعد حاليًا مرجعًا شاملًا لتسويق الأبحاث العلمية بالشكل الذي يجعل البحث العلمي ذات جدوى اقتصادية مفيدة، وهذا لن يتم إلا من خلال ضخ مزيد من الدم الجديد إلى كوادر البحث العلمي، والبحث دائمًا عن العقول المدفونة وتحفيز شباب العلماء، بالإضافة إلى وضع خريطة للبحث عن الكنوز المدفونة في مدارس القرى والنجوع، من خلال فريق بحث كامل يجوب كل شوارع وأزقة مصر المحروسة بحثًا عن عقول جديدة للمستقبل، لتأهيلهم ليصبحوا شبابًا باحثين يرتقوا إلى علماء كبار.

** خطتك فيها جزء خاص بتطوير منظومة الابتعاث في مصر؟

هذا صحيح.. وقد أعدت خطة شاملة سأقدمها في الاجتماع القادم لإعادة الابتعاث العلمي إلى بلاد الغرب والشرق لنقل مختلف الثقافات العلمية إلى مصر ونقل معرفة العلم ومعرفة البحث العلمي مثلما كنا منذ قرنين، هذه الخطة ستضع في أولوياتها ضمان عودة هذه البعثات إلى أرض الوطن من خلال توفير كادر وظيفي مناسب وراتب محترم يتناسب مع القيمة العلمية التي سينقلها لنا، وبشكل يضمن عدم هروب هذه العقول مرة ثانية إلى بلاد الغرب التي ستعمل على إغرائهم.

** الكثير من العلماء عاد إلى مصر وكل منهم يحمل مشروعًا قوميًا للنهوض بمصر، فهل لدى مصطفى السيد مشروع قومي هو الآخر؟

القضاء على السرطان هدفي الأول، وهو ليس مشروعًا قوميًا فقط ولكنه مشروع للإنسانية كلها، ولك أن تعلم أن 25% من مرضى السرطان يموتون في العالم دون أن يحصلوا على فرصة واحدة للعلاج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.