تنظيم فعاليات ترويجية لتعريف طلاب دولة الهند بفرص الدراسة في مصر    «الفجر بالقاهرة 4.21».. جدول مواعيد الصلوات الخمس فى محافظات مصر غداً الجمعة 16 مايو 2025    البورصة المصرية تربح 4.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    سعر الجنيه الاسترليني ينهى تعاملات اليوم الخميس 15-5-2025 على تراجع    مناقشة المنظومة الجديدة للحصول على التأشيرة الاضطرارية عند منافذ الوصول الجوية المصرية    الوزير يبحث آليات تقديم خدمة جمع المخلفات الصلبة من السفن العابرة لقناة السويس    "المصرية لنقل الكهرباء" توقّع عقدًا لتنفيذ مشروع لتغذية المرحلة الثالثة من قطار "LRT3"    ترامب يعلن إنشاء «القبة الذهبية الأمريكية» المضادة للصواريخ    دوي إطلاق نار قرب السفارات فى طرابلس وإجلاء رعايا إيطاليين وإسبان    عماد النحاس يحصل على تأشيرة أمريكا لمرافقة الأهلي في مونديال الأندية (خاص)    وزير الشباب والرياضة ومحافظ القليوبية يفتتحان ملتقى "توظيف مصر" بالقليوبية    مريض نفسي يتخلص من حياته في ظروف غامضة بطنطا    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة    رئيس إدارة منطقة الإسماعيلية الأزهرية يتابع امتحانات شهادة القراءات    عامل بمغسلة يهتك عرض طفلة داخل عقار سكني في بولاق الدكرور    القاهرة السينمائي يشارك في جلسة FIAPF بمهرجان كان لتعزيز التعاون    بتسعى وتوصل.. 4 أبراج تُعرف بالطموح والإصرار في حياتها    "الأوقاف" تعلن موضع خطبة الجمعة غدا.. تعرف عليها    أنقذت حياة طفلة ضحية زواج وحمل مبكر.. وزير الصحة يكرم رئيسة قسم النساء والتوليد بمستشفى المنيرة    فرصة أخيرة قبل الغرامات.. مد مهلة التسوية الضريبية للممولين والمكلفين    رئيس جامعة أسوان يتفقد امتحانات التمريض    وكيل أوقاف الإسكندرية يعقد اجتماعًا موسعًا مع أئمة إدارات العامرية أول وثان وبرج العرب    الأونروا تحذر من تفشي الجوع في غزة واستخدام إسرائيل المساعدات كسلاح حرب    «النقض» تؤيد إعدام المتهم بقتل فتاة البراجيل    إحالة أوراق عامل للمفتي لاتهامه بقتل شخص والشروع في قتل 4 آخرين بقنا    القبض على مسجل خطر لقيامه بالنصب والاحتيال على مالكة شركة أدوية بمدينة نصر    رئيس اتحاد العمال: التشريعات الحديثة تعزز بيئة عمل آمنة وصحية    تنفيذ إزالة 27 حالة تعدي على أراضي أملاك دولة ومتغيرات غير قانونية بإسنا    بعد وفاته.. من هو الفنان أديب قدورة؟    فتح باب المشاركة في مسابقتي «المقال النقدي» و«الدراسة النظرية» ب المهرجان القومي للمسرح المصري    وزير الثقافة يعتمد أسماء الفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير في دورتها الخامسة    تزامنا مع ذكرى نكبة فلسطين.. قناة الوثائقية تعرض فيلم درويش شاعر القضية الليلة    «جوازة ولا جنازة».. نيللي كريم تكشف تفاصيل فيلمها الجديد    تفاصيل صدام حسام غالي مع كولر قبل رحيله من الأهلي    شبانة: تحالف بين اتحاد الكرة والرابطة والأندية لإنقاذ الإسماعيلي من الهبوط    أفضل طرق تقليل القلق والتوتر في فترة الامتحانات    وزير الصحة: فتح تحقيق في شكوى مصاب من تغيير مسار سيارة إسعاف    «شعبة الصيدليات»: تصنيع الدواء في مصر وتصديره يغنينا عن دخل قناة السويس    زيلينسكى يصل تركيا لبحث فرص التوصل لوقف الحرب فى أوكرانيا    زيادة رأس المال شركة التعاون للبترول إلى 3.8 مليار جنيه    النائب تيسير مطر: نكبة فلسطين جرح مفتوح فى جسد الأمة    ترامب: الولايات المتحدة تجري مفاوضات جادة جدا مع إيران من أجل التوصل لسلام طويل الأمد    جهود لاستخراج جثة ضحية التنقيب عن الآثار ببسيون    خوسيه ريفيرو يقترب من قيادة الأهلي رسميًا.. تصريحات تكشف كواليس رحيله عن أورلاندو بايرتس تمهيدًا لخلافة كولر    تعديل قرار تعيين عدداً من القضاة لمحاكم استئناف أسيوط وقنا    وزير خارجية تركيا: هناك فرصة لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا    رفع الحد الأقصى لسن المتقدم بمسابقة «معلم مساعد» حتى 45 عامًا    الأهلي يواجه ريد ستار الإيفواري في كأس الكؤوس الأفريقية لكرة اليد    4 وزراء في افتتاح المؤتمر العلمي الدولي ال13 ل جامعة عين شمس    جامعة بنها تواصل قوافلها الطبية بمدارس القليوبية    هل يجوز لزوجة أن تطلب من زوجها تعديل هيئته طالما لا يخالف الشرع أو العرف أو العقل؟.. أمين الفتوى يوضح    وزير الخارجية يشارك في اجتماع آلية التعاون الثلاثي مع وزيري خارجية الأردن والعراق    أمين الفتوى: لا يجوز صلاة المرأة خلف إمام المسجد وهي في منزلها    أيمن بدرة يكتب: الحرب على المراهنات    فى فيديو مؤثر.. حسام البدري يشكر الدولة على عودته الآمنة من ليبيا    مؤسسة غزة الإنسانية: إسرائيل توافق على توسيع مواقع توزيع المساعدات لخدمة سكان غزة بالكامل    حكم الأذان والإقامة للمنفرد.. الإفتاء توضح هل هو واجب أم مستحب شرعًا    ريال مدريد يقلب الطاولة على مايوركا ويؤجل حسم لقب الليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. 285 كيلو ذهب لعلاج مليون مصرى من السرطان
نشر في المصريون يوم 21 - 10 - 2013


الدكتور مصطفى السيد فى حوار خاص مع "المصريون"
الذهب يترسب فى الجسم البشرى بعد العلاج ولكنه لا يؤثر فى الكبد أو القلب.. وهيئة الدواء الأمريكية تأكدت من ذلك سأدعو علماء مصر للمشاركة فى مليونية للضغط على لجنة الخمسين لإضافة بنود للباحثين فى الدستور الجديد
انتظر الرئيس القادم بفارغ الصبر لأبدأ فى تنفيذ أكبر خطة تطوير علمية وبحثية منذ عهد محمد على النهضة الحقيقية لن تتحقق إلا بتشكيل لجان متخصصة للتنقيب عن العقول المدفونة فى القرى والنجوع البحث العلمى مطالب بإعادة هيكلة نظام البعثات العلمية بشكل يضمن عودة العلماء إلى مراكزهم البحثية فى مصر الباحث العلمى وليس السياسى هو القادر على تحقيق مطالب ثورتى 25 يناير و30 يونيه
اكد الدكتور مصطفى السيد الحاصل على أعلى وسام في العلوم من الولايات المتحدة الأمريكية والمشرف على مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب المتناهية الصغر بالمركز القومي للبحوث على أن 285 كيلو ذهب كافية لعلاج مليون مصري من الأورام السرطانية، موضحًا أن الذهب الذي سيترسب في الجسم البشري بعد العلاج لن يؤثر في الكبد أو القلب، وأن هيئة الدواء الأمريكية تأكدت من ذلك.
وقال السيد في حواره الخاص مع "المصريون" إنه سيدعو علماء مصر للمشاركة في مليونة للضغط على لجنة الخمسين، لإضافة بنود للباحثين في الدستور الجديد، وأنه ينتظر الرئيس القادم بفارغ الصبر ليبدأ في تنفيذ أكبر خطة تطوير علمية وبحثية منذ عهد محمد علي، مبينًا أن النهضة الحقيقية لن تتحقق إلا بتشكيل لجان متخصصة للتنقيب عن العقول المدفونة في القرى والنجوع، خاصة أن الباحث العلمي وليس السياسي هو القادر على تحقيق مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيه.

وإلى نص الحوار:

** في البداية.. تحدثت عن قرب خروج أول طريقة مصرية لعلاج السرطان بواسطة الذهب..؟

مقاطعًا.. ليست طريقة ولكنه أسلوب علاج، وبالفعل سنتمكن لأول مرة من تطبيق أول علاج مصري للسرطان باستخدام جزيئات الذهب، ولكننا سننتظر كالعادة الروتين المصري حتى يخرج القرار ببدء العلاج به.

** مرض السرطان كاعتلال خلوي يختلف من منطقة لأخرى، فسرطان الكبد يختلف عن سرطان القلب وعن سرطان الدم، فهل سيصلح العلاج بالجزيئات كل أنواع السرطان؟

المسألة ببساطة أن الذهب يفقد خواصه اللاتفاعلية حينما يتم تفتيته إلى دقائق نانوية، ويتحول إلى عنصر تفاعلي ومحفز يتفاعل مع جسم الخلية السرطانية ويحدث وميضًا داخلها بينما لا يتفاعل مع الخلية السليمة وبالتالي تبدو الأخيرة داكنة تحت المجهر، وتتجمع دقائق الذهب النانوية لتشكل طبقة مضيئة على جسم الخلية المريضة لتقتلها خلال دقائق بينما تتفتت داخل الخلايا السليمة ولا تؤثر فيها بأي حال.

** معنى هذا أن الذهب سيتمكن من التعرف على الخلايا التي بها اختلال او اعتلال كالسرطان؟

بالطبع فدقائق الذهب النانوية ستتعرف على الخلايا السرطانية المصابة لكنها لن ترى الخلايا السليمة، وستقوم مادة النانو الذهبية بامتصاص ضوء الليزر الذي يسلط عليها بعد وصولها إلى الخلية المصابة وتحوله إلى حرارة تذيب الخلية السرطانية، ولن يكون هناك فرق تقني بين خلايا الكبد المصابة بالسرطان وخلايا الدم المصابة بالسرطان.

** وكيف سيتم العلاج هل من خلال جراحة أم من خلال جرعة دواء؟

ليست هذا أو ذاك.. فكل ما سنقوم به هو تحديد الورم السرطاني ونقوم بحقنة بمحاليل غنية بصفائح الذهب، فيقوم بإذابتة بشكل كلي، ثم نسلط علية ضوء خفيف جدًا من خلال الأشعة تحت الحمراء، فقد أثبتت التجارب أنه ليس شرطًا أن نستخدم الليزر في توجية الذهب إلى الخلايا السرطانية، فالأشعة تحت الحمراء قادرة على إذابة الذهب فوق الخلايا السرطانية فتقوم بالقضاء عليه على الفور.

** هناك أكثر من مليون مريض مصري مصاب بالسرطان، وأغلبهم من البسطاء والفقراء، هل سيكون في متناول أيديهم؟

تكلفة العلاج لن تكون باهظة، وستكون أقل بكثير من تكلفة العلاج بالكيماوي، الذي يحتاج إلى كمية كبيرة من المواد الكيماوية، ويكفي أن كمية الذهب المستعملة في العلاج ضئيلة للغاية حتى أن مقدار ذهب في دبلة يد لا تتعدى 2 جرام ذهب، يمكنها أن تعالج 6 إلى 7 حالات، أي أن مليون مصري سيحتاج إلى 285 كيلو ذهب، ومهما بلغ ثمنه أعتقد أنه أقل بكثير من الخسائر الذي يسببها للاقتصاد القومي.

** وماذا فعلت مع الاستفسارات التي طلبتها هيئة الدواء الأمريكية حول ابتكارك الذي يعالج السرطان بالذهب؟

لا أخفي عليك مدى الرعب الذي أصابني عندما طلبت مني الهيئة هذا الاستفسار ومصير الذهب بجسم الإنسان بعد علاجه من السرطان، لأنني شعرت باحتمالية خسارة هذا الابتكار، فتقدمت بطلب للاطلاع على التقارير التي خرجت من التجارب التي أجريت على البشر في مركز أندرسون لعلاج السرطان بهيوستن ومعهد أبحاث إيموري للإجابة على هذا السؤال الصعب، خاصة أن الذهب من المواد السامة، كما أنه لا يمكن التوقع بأضرار استخدامها في علاج السرطان، لأنها تعد كيمياء جديدة تدخل على جسم الإنسان.

** وهل استطعت أن تجيب على هذه الاستفسارات وبشكل أقنع هيئة الدواء الأمريكية؟

نعم فبعد أيام من الارتباك اجتمعت مع فريقي في مصر وفي الولايات المتحدة الأمريكية وبالتعاون مع علماء الأنسجة والوراثة المصريين، وبعد أبحاث طويلة أدركنا أن كمية الذهب المستخدمة للقضاء على أكبر أنواع السرطانات من الفئة A متناهية الصغر ولا تتعدى عدة ميكرونات في حجمها، أي إنها ضئيلة جدًا وغير قادرة على إحداث أي آثار جانبية على الإطلاق طول مدى حياة الإنسان، وتترسب في الجسم ولكنها ليست بالشكل الذي يمثل خطورة على الكبد أو القلب أو الكلى.

** ألم تراقبه في الحيوانات؟

راقبناه ووجدنا أن جزءًا منه يذهب إلى الكبد وجزءًا آخر يذهب إلى الطحال ولكنها بكميات لا تؤدي إلى موت العضو، أي أن الطحال يظل كما هو ويظل الكبد بحجمه الطبيعي، ونتعشم أن يحدث نفس الشيء مع الإنسان مع بدء التطبيق، وإن كنا لا نعلم كم من الوقت سنحتاج للتخلص من الذهب من جسم الإنسان.

** هل اقتنعت الهيئة الأمريكية بالإجابة التي قدمتها؟

إلى حد ما اقتنعت بل وأعادت التجارب مرة ثانية، خاصة بعد أن تغلبنا على المشاكل التي كانت تواجهنا، واستطعنا أن ننتج جزيئات عالية الكفاءة من مركب الذهب وهي "قضبان ذهب نانوية أسطوانية" الشكل يمكن أن تلتحم بالخلايا السرطانية الخبيث، حيث ينبعث ضوء عند عملية الالتحام، تسهل اكتشاف هذه الخلايا المصابة، وباستخدام أشعة الليزر ويمكن لهذه القضبان تدمير هذه الخلايا بشكل انتقائي ودون إحداث أية أضرار بالخلايا السليمة، إذ إن هذه القضبان مصممة بتردد يسمح لها باستخدام أشعة الليزر التي تنقب تحت الجلد لقتل الخلايا السرطانية الخبيثة دون إلحاق أي ضرر بالجلد.

** ومتى سيكون هذا العلاج في متناول المريض؟

لقد انتهت بالفعل التجارب المعملية على الحيوانات، وبعض المرضى وبقي أن نستخدمه ولكننا ننتظر موافقة وزارة الصحة للبدء في تطبيقه في مستشفياتها، فقد طالبت وزارة الصحة بوضع المعايير المطلوبة للبدء في المراحل المقبلة، رغم علمي أن وزارة الصحة لم تمنح طوال عمرها أي تصريح بدواء مصري على الإطلاق.

** بعدها سيتم الاستغناء عن العلاج الكيماوي الذي ينهك جسم المريض؟

سيظل العلاج الكيماوي هو العنصر الأهم في علاج الخلايا التالفة أو السرطان، ولكننا بواسطة الليزر والذهب سنزيد من كفاءته، فهناك طرق جديدة في هذا المجال مثل استخدام جزئيات الذهب ليتم تحميل أدوية علاج سرطان الثدي عليها باستخدام الإستروجين، مما يؤدي إلى وصول العلاج الكيماوي إلى الخلايا السرطانية للقضاء عليها دون تدمير الخلايا السليمة، ويزيد من فاعلية العلاج الكيماوي ويحد من أضراره.

** كنت قد طالبت تأسيسية دستور 2012 بضرورة وضع بنود خاصة بالباحث المصري ولكن الجماعة تجاهلوها، هل طالبت لجنة الخمسين بنفس مطالبك القديمة؟

للأسف كانت لدي تجربة قاسية مع تأسيسية دستور 2012، ولا أريد أن أكررها مع لجنة الخمسين لكتابة الدستور، الآن أسعى لشيء آخر، فهناك بالفعل اتصالات تمت بيني وبين بعض العلماء المصريين وعلى رأسهم الدكتور أحمد زويل، والدكتور فاروق الباز، والدكتور مجدي يعقوب لشن حملة توقيعات وإرسال خطابات للمطالبة بضرورة وضع بنود حاكمة للباحث العلمي في الدستور الجديد.

** تلك الخطابات إلى من ستوجهونها؟

في البداية سنرسل نسخة منها للجنة الخمسين حتى يهتموا بالبحث العلمي والعقول المصرية والمراكز البحثية في بنودهم، وبمجرد انتخاب رئيس للجمهورية سنتقدم بطلب رسمي، خاصة أن الأحزاب السياسية تتصارع فيما بينها حول شكل الدولة من الناحية السياسية ما بين دينية إسلامية أو ليبرالية أو ديمقراطية أو اشتراكية دون أن يراعوا شكل العالم في المستقبل الذي يعتمد في المقام الأول على العلم لتحويل الدولة إلى دولة علمية.

** ولماذا لا تقوم بكتابة ورقة بحثية أو مقترح لتقديمها لمجلس الوزراء أو لرئاسة الجمهورية باسمك؟

أقوم حاليًا بدراسة المقترح وكتابته بالفعل ولكنني سأنتظر انتخابات الرئاسة والانتهاء من كتابة الدستور، وما أهتم به حاليًا هو دعوة جميع العلماء والباحثين المصريين لشن حملة الرسائل أو مليونية الخطابات الطائرة للاهتمام بموضع العالم المصري في الدستور الجديد.

** وما هي المبادئ الحاكمة التي ستراعيها في البند الخاص بالباحث والعلم عمومًا؟

في البداية سيكون هناك لقاء بشكل عاجل مع وزير البحث العلمي لتنظيم مؤتمر قومي للبحث العلمي قبل كتابة الدستور لمناقشة كل المبادئ التي يجب مراعاتها عند إضافة بنود الباحث والعلماء، وإن كانت البنود الحاكمة لن تخرج عن وضع مكان في الدستور الجديد للباحثين مثلما فعلت الدول التي أصبحت عظمى الآن، من خلال تأمين الباحثين بوضع اقتصادي متميز، وإنشاء قاعدة بحثية ومعملية لتطبيق أبحاثه، بالإضافة إلى إعادة الثقافة العلمية إلى الشارع المصري، لأن الباحث العلمي وليس السياسي هو القادر على تحقيق مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيه.

** هل تعتقد أن هناك علاقة وثيقة بين البحث العلمي وقوة الاقتصاد؟

بالطبع.. فعندما نعقد مقارنة بين أمريكا ومصر سنجد أن أمريكا تنفق على البحث العلمي 2.5% من الناتج القومي بعكس مصر تنفق 0.2% إلى 0.6% من الناتج القومي فكانت النتيجة أن الاقتصاد الأمريكي أقوى، رغم أن العقل المصري موجود وأقوى ولكن ينقصها التجهيز المعملي، فعندما قال الأمريكان لرئيسهم باراك أوباما إن الاقتصاد الأمريكي في غاية السوء ويجب تخفيض ميزانية الكثير من الهيئات قال لهم بالحرف الواحد إنه سيخفض ميزانيات كل الهيئات ما عدا هيئة البحث العلمي، لأنها القادرة على إعادة الاقتصاد الأمريكي إلى القمة، ويكفي أن كل دولار ينفقونه على البحث العلمي يحصلون في المقابل على خمسة دولارات، لذلك ينفقون على البحث العلمي ليس حبًا فيه ولكن مفيد لبلدهم وتنشئ صناعات وتوظف الشباب ويدفعون الضرائب للدولة.

** انضممت مؤخرًا كعضو فاعل في صندوق العلوم والتكنولوجيا لتصبح أول عالم يكون له علاقة بتوزيع "الفلوس" على البحث العلمي، فما تقييمك الحقيقي لحالة الإنفاق على البحث العلمي في مصر؟

مصر دولة تخصص 1% من ميزانيتها للبحث العلمي، أي ما يعادل 4 مليارات دولار سنويًا، يتم تخصيص 60% منها لأجور كل من يعمل في البحث العلمي، بالإضافة إلى 15% للصيانة وشراء الأجهزة للمعامل، ولا يتبقى للبحوث العلمية سوي ربع الميزانية فقط أي مليار دولار يتم توزيعها على البحث العلمي، وهذا يعني أن 75% من ميزانية البحث اللي تطير كالدخان.

** هذا يعني أن الميزانية الحقيقية المخصصة للبحث العلمى 0.25% فقط ؟

هذا هو الواقع.. فقد كنت أتعجب من شكوى العلماء من نقص الميزانية، فمبلغ ال 4 مليارات دولار قادرة على تمويل أبحاث علمية كبيرة وليست بالمبلغ الهين الذي يمكن تجاهله، ولكن للأسف هناك عدد كبير من العقول العظيمة تفتقد إلى هذا التمويل لأبحاثها.

** وما الحل في وجهة نظرك؟

تحسين عملية التمويل، لأنه على الرغم من الفترة التي أمضيتها في عضويه صندوق "الفلوس" لم أفهم بعد كيف تدار عملية تمويل الأبحاث، وأحاول بدراسة أحدث الأساليب العالمية في تمويل الأبحاث سواء في أمريكا أو أوروبا لتطبيقها داخل الصندوق، بحيث نحصل في النهاية على أفضل عقول تستحق أن تحصل على أفضل "فلوس"، من خلال خطة قومية للتعامل مع الميزانية المخصصة للبحث العلمي.

** ألا تعتقد أننا في مصر أخطأنا عندما أبعدنا المراكز البحثية عن خدمة الصناعة في مصر؟

البحث العلمي هدفه الرئيسي البحث عن ما هو جديد وبشكل علمي لخدمة الإنسان سواء في الصناعة أو في الزراعة، والحقيقة أن اللغز الذي تحيرت في الإجابة عليه، هو لماذا خلت المدن والمناطق الصناعية من مراكز الأبحاث، ولماذا تتركز مراكز الأبحاث في القاهرة فقط، فدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية بها مراكز بحثية في جميع الولايات، وكبرى التجمعات الصناعية فيها مراكز بحثية مختلفة التخصصات لخدمة كل الصناعات، هذه المراكز يساهم في الإنفاق عليها رجال الصناعة أنفسهم.
** تعكف حاليًا على إعداد أكبر خطة تطوير للبحث العلمي في مصر منذ أيام محمد علي، ما هي أهم ملامحها؟

لقد قمت بمراجعة كل ما قام المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا من تقارير وأبحاث ودراسات وتوصيات، لأعد خطة لتطوير حال البحث العلمي في مصر، وأعد حاليًا مرجعًا شاملًا لتسويق الأبحاث العلمية بالشكل الذي يجعل البحث العلمي ذات جدوى اقتصادية مفيدة، وهذا لن يتم إلا من خلال ضخ مزيد من الدم الجديد إلى كوادر البحث العلمي، والبحث دائمًا عن العقول المدفونة وتحفيز شباب العلماء، بالإضافة إلى وضع خريطة للبحث عن الكنوز المدفونة في مدارس القرى والنجوع، من خلال فريق بحث كامل يجوب كل شوارع وأزقة مصر المحروسة بحثًا عن عقول جديدة للمستقبل، لتأهيلهم ليصبحوا شبابًا باحثين يرتقوا إلى علماء كبار.

** خطتك فيها جزء خاص بتطوير منظومة الابتعاث في مصر؟

هذا صحيح.. وقد أعدت خطة شاملة سأقدمها في الاجتماع القادم لإعادة الابتعاث العلمي إلى بلاد الغرب والشرق لنقل مختلف الثقافات العلمية إلى مصر ونقل معرفة العلم ومعرفة البحث العلمي مثلما كنا منذ قرنين، هذه الخطة ستضع في أولوياتها ضمان عودة هذه البعثات إلى أرض الوطن من خلال توفير كادر وظيفي مناسب وراتب محترم يتناسب مع القيمة العلمية التي سينقلها لنا، وبشكل يضمن عدم هروب هذه العقول مرة ثانية إلى بلاد الغرب التي ستعمل على إغرائهم.

** الكثير من العلماء عاد إلى مصر وكل منهم يحمل مشروعًا قوميًا للنهوض بمصر، فهل لدى مصطفى السيد مشروع قومي هو الآخر؟

القضاء على السرطان هدفي الأول، وهو ليس مشروعًا قوميًا فقط ولكنه مشروع للإنسانية كلها، ولك أن تعلم أن 25% من مرضى السرطان يموتون في العالم دون أن يحصلوا على فرصة واحدة للعلاج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.