شنت قوات الأمن المصرية حملة شرسة على مناطق الحدود المصرية مع قطاع غزة بمنطقة رفح بدأت منذ أيام، وتمكنت خلالها من ضبط 12 نفقًا معدًا للتهريب، 9 منها تم ضبطها دفعة واحدة صباح أمس، وعثرت السلطات أثناء حملتها على كميات كبيرة من ملابس العيد والمواد الغذائية ومواد البناء والأسمنت وقطع غيار سيارات، إضافة إلى عدد من السيارات المعدة للتهريب عبر نفق خاص. وكانت معلومات قد وصلت للأجهزة الأمنية تفيد بتزايد نشاطات التهريب عبر الأنفاق في المناطق المحاذية للعلامات الدولية 4 و 5 بمنطقة صلاح الدين برفح، وعلى الفور توجهت تلك الأجهزة مدعومة بقوات كبيرة لمداهمة تلك الأنفاق، حيث عثرت على 9 أنفاق دفعة واحدة صباح أمس، وتم ضبطت النفق الأول بأرض مهرب يدعى "خ . ح" وعثر بجوار النفق على حوالي طن ونصف الطن من الأسمنت، كما ضبط النفق الثاني بأرض مهرب أخر يدعى "ع . ح" وضبط بجوار النفق حوالى 2 طن من الأسمنت، كما تم ضبط النفق الثالث بأرض مهرب يدعى "ح . ح" وضبط بجواره حوالي طنا واحدًا من الأسمنت. كما تم ضبط ستة أنفاق أخرى بأرض فضاء، منها نفق ضخم لتهريب السيارات، وعثر بجوارها على كميات هائلة من المواد الغذائية والملابس الجديدة، وقد لاذ المهربين بالفرار قبل وصول الأجهزة الأمنية. وتبعد الأنفاق المضبوطة عن خط الحدود مع قطاع غزة حوالي من 100 إلى 120 مترا ومتوسط قطر الأنفاق المضبوطة حوالي 1.5 متر وبعمق 6 أمتار. وكانت السلطات المصرية قد ضبطت الأحد ثلاثة أنفاق للتهريب بين مصر وقطاع غزة بينهم نفقا لتهريب السيارات ونفقين لتهريب البضائع، ليصل بذلك إجمالي عدد الأنفاق المضبوطة إلى 12 نفقًا خلال يومين فقط. وقد فرضت السلطات المصرية حراسة مشددة على الأنفاق المضبوطة تمهيدا لتدميرها وتفجيرها، فيما أوضح مصدر أمني أن الأنفاق المضبوطة يتم تدميرها بالتفجير، فى حالة ضبطها بمنطقة بعيدة عن الكتل السكنية حرصا على حياة المواطنين، بينما يتم تدمير الأنفاق القريبة من المناطق السكنية عن طريق غلقها بالحجارة و"الدبش". وتشير المصادر الأمنية بأن إجمالي الأنفاق المضبوطة لتهريب البضائع خلال العام الجاري حوالي 550 نفقا حتى الآن وتم تدميرها. يذكر أن عمليات التهريب عبر الأنفاق بدأت عقب الحصار الاقتصادي الذي فرض على غزة، وكذلك إغلاق مصر لمعبر رفح البرى والاكتفاء بفتحه على مراحل لعبور المرضى والحالات الإنسانية التي تسمح بمرورها أجهزة الأمن المصرية بالتنسيق مع إسرائيل فقط، كما أن فتح المعبر منذ 85 يوما تقريبا متصلة لم يستطع سد حاجات أهالي القطاع، حيث يقتصر على عبور المساعدات الطبية فقط. وتؤكد إسرائيل أنها نجحت في تدمير أكثر من 80 % من اجمالى الأنفاق بين مصر وغزة عن طريق غاراتها المتتالية على مناطق الأنفاق، كما أن مصر ساهمت بشكل كبير فى تدمير العشرات من الأنفاق المهمة بواسطة رجال الشرطة المصرية، ولم يتبق سوى عدة أنفاق محدودة يتم ملاحقتها من مصر أولا بأول.