قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان يوم الثلاثاء إن العلاقات مع الولاياتالمتحدة لن تتأثر بقيام القوات الامريكية باعتقال رجل يشتبه بانتمائه إلى القاعدة في طرابلس لكنه قال ان الليبيين يجب ان يحاكموا في بلادهم. وبدت تصريحاته محاولة للحفاظ على حليف اجنبي مهم دون اثارة غضب الاسلاميين المتشددين الذين يسيطرون على مناطق في ليبيا. وقال زيدان في زيارة للمغرب التقى خلالها بمسؤولين بالحكومة ان علاقة ليبيا مع الولاياتالمتحدة مهمة وان حكومته تحرص عليها كما تحرص على المواطنين الليبيين لان هذا واجبها. وأضاف أن واشنطن ساعدت الليبيين في ثورتهم وأن العلاقات لن تتأثر بهذا الحادث الذي سيتم تسويته على النحو الذي تريده ليبيا. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون يوم الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة ستنقل نحو 200 من مشاة البحرية إلى قاعدة أمريكية في سيجونيلا بإيطاليا من قاعدة أخرى في أسبانيا غدا أو نحو ذلك لتعزيز قدرة الولاياتالمتحدة على الرد على أي تداعيات للغارة في ليبيا. وصرح زيدان بأن الليبيين يجب ان يحاكموا في ليبيا وان طرابلس على اتصال مع السلطات الامريكية لاتخاذ كل الاجراءات اللازمة في هذا الموضوع. من جانبها ،عبرت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان عن قلقها بشان ظروف اعتقال الليبي وحثت الولاياتالمتحدة على ضمان مثوله فورا امام قاض "والسماح له بالاتصال بمحام وفقا للقانون الدولي لحقوق الانسان وقال زيدان إنه يؤكد وجوب محاكمة المواطنين الليبيين في بلادهم وإن ليبيا لا تسلم أبناءها لدول أخرى مضيفا ان أي دولة تواجه مثل هذا الوضع ستحاول تسويته بحكمة. ويحتمل أن زيدان كان يشير أيضا إلى سيف الإسلام القذافي المحتجز حاليا في بلدة الزنتان ويدور حوله نزاع قانوني بين ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية. وتريد ليبيا أن يحاكم في بلده لكنها لم توجه إليه حتى الان أي اتهام فيما يتصل بجرائم الحرب في حين تقول المحكمة الدولية إنه عرضة للحكم عليه بالاعدام في ليبيا وتريد محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وإلى ذلك دعا الفرع الليبي لجماعة أنصار الشريعة يوم الثلاثاء لاحتجاجات حاشدة للمطالبة بالإفراج عن الليبي قائلة إن حكومة طرابلس رضخت للعدو -الولاياتالمتحدة. ويحمل مسؤولون ليبيون متشددين من جماعة أنصار الشريعة المسؤولية عن الهجوم الذي وقع قبل عام على القنصلية الأمريكية في بنغازي في شرق ليبيا وقتل فيه السفير الأمريكي. وقالت الجماعة في صفحتها على فيسبوك التي رصدتها خدمة سايت في اطار متابعتها لمواقع الإسلاميين إن السكوت على هذا الحادث إثم وعار عليها وعلى تاريخها. ومن بين الرسائل الداعية للانتقام التي نشرها جهاديون ليبيون على الانترنت صفحة (بنغازي يحموها هلها) على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التي طالبت الليبيين "بغلق منافذ ومخارج مدينة طرابلس واعتقال كل الكفار من الأمريكان وحلفائهم وفدائهم بالأسرى المسلمين في سجون الأمريكان وغيرهم." كما حثتهم على "استهداف أي طائرة أو باخرة تتبع للأمريكان وحلفائهم" و"إعطاب أنابيب الغاز" التي تصدر إلى الاتحاد الأوروبي". وفي رسالة أخرى نشرت في منتديات ومواقع للتواصل الاجتماعي أدانت جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم "ثوار بنغازي البيضاء درنة" اعتقال الليبي. واتهمت الزعماء الليبيين بأنهم كانوا على علم مسبق بالعملية. وتوعدت "بقتال كل من خان بلاده وورط نفسه في هذه المؤامرة." وأضافت "نقول إن هذا الحدث المخزي سيكلف الحكومة الليبية الكثير وإن الأمر لا كما تسمعون بل كما ترون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون." وكان مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي رصد مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد على القبض على الليبي