كشفت جريدة " ها آرتس " الإسرائيلية في تقرير لها من القاهرة أن الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية يقوم باتصالات مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر من أجل أن تساعد الجماعة في الضغط على حركة حماس للقبول بالمبادرة العربية التي صدرت عن القمة العربية فى بيروت عام 2002 ، والتي تقضي بالاعتراف بإسرائيل وتشترط انسحابا إسرائيليا حتى حدود 67 . وقالت هآرتس أن القيادة المصرية تعتقد أنه يجب وقف الدعم عن حماس وممارسة مزيد من الضغوط عليها لتعود وتقبل بالاعتراف بإسرائيل والدخول معها في مفاوضات سلام. لكن القيادة المصرية تدرك أيضا كما تقول هآرتس أن مقاطعة حماس خطأ كبير لأن المقاطعة ستدفعها إلى النفوذ الإيراني ، بما يمثل خطورة على العرب وعلى إسرائيل. وتزعم هآرتس أن حركة حماس أصبحت مشكلة عربية أكثر منها مشكلة فلسطينية أو إسرائيلية وأن إسرائيل بحاجة إلى قيادة ناضجة كالرئيس مبارك الذي يملك أوراقا للضغط والمساومة مع حماس ومن أهم هذه الأوراق هي ورقة الشرعية العربية ، فالرئيس مبارك كما تقول هآرتس قادر أن يمنح الشرعية العربية لحماس أو أن يمنعها وقد ربطت مصادر مطلعة الإفراج عن عدد كبير من طلاب الجامعات المعتقلين من جماعة الإخوان وبين ما أعلنت عنه هآرتس عن عقد لقاءات بين الاخوان والوزير عمر سليمان مؤخرا . على جانب آخر قالت مصادر مطلعة أن الرئيس مبارك يبذل جهودا كبيرة هذه الأيام لإقناع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية للانضمام لاجتماع شرم الشيخ الذي سيحضره رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب أيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت المصادر أنه لتحقيق هذا الهدف أرسلت مصر أثنين من كبار المسئولين الأمنيين المعنيين بالملف الفلسطيني الإسرائيلي إلى غزة للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لحضور هذا الاجتماع أو لعقد اجتماع جانبي حتى لو بصورة سرية من أجل إيجاد صيغة تفاهم مشتركة مع الإسرائيليين لرفع القيود الاقتصادية عن حكومة حركة حماس لتمكينها من سداد الرواتب وأداء الخدمات. ولم ينسي تقرير هآرتس الإسرائيلي أن يعلق على أحد البرامج التلفزيونية التي عرضت على القناة الثانية بالتلفزيون المصري للتشجيع على جمع تبرعات للشعب الفلسطينى قالت الصحيفة أن الفقراء في مصر اندهشوا عندما علموا أن دخل المواطن الفلسطيني تحت الحصار والمطلوب جمع تبرعات له يفوق مرتب الموطن المصري بثلاث أضعاف. وقالت أن أحد المواطنين المصريين علق على أحد المتبرعين بكميات من الجبن الطري للفلسطينيين لو أن الجبن الذي أرسلته للفلسطينيين قد منع على منذ رفح وتعفن ، فانا مستعد لنقله لسكان القرى المصرية لتناوله لأنهم لا يجدون حتى الطعام المتعفن. وقالت هآرتس أن حالة الفقر والضغط التي يعاني منها الشعب المصري أفرزت حالة مزاجية متقلبة فأحيانا يدعوا الشعب المصري حكومته لجمع الأموال والتبرعات للشعب الفلسطيني ، ومرة أخري يوجه اللوم إلى نفس الحكومة لإرسالها أموال وتبرعات للفلسطينيين في الوقت الذي يعيش فيه معظم سكان مصر تحت خط الفقر.