الداعية السلفي الكبير.. ونائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وكبير مناصري عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، ورجل الدعوة والسماحة الشيخ محمد عبدالمقصود حفظه الله ورعاه وسدد خطاه، خرج علينا بفتوى تقول إن «الخروج يوم السادس من اكتوبر لمقاومة الانقلاب جهاد في سبيل الله، وان الموت فيه استشهاد في سبيل الله، خاصة وان اليوم يوافق الاول من ذي الحجة وهو من الشهور المباركة»… الداعية المبجل امر تابعيه.. وناشد محبيه.. وطالب مريديه بأن يخرجوا ويحتشدوا ويدافعوا عن حريتهم وشريعتهم وارادتهم، وحذرهم بقوله: «لن يصيبكم الا ما قدر الله لكم»، وأنتم تعرفون ما الذي ينتظرنا في حال فشلت الثورة المباركة. .. وهذا ما استوقفني في دعوة الداعية الجليل انها عبارة: «تعرفون ما الذي ينتظرنا».. ناهيك عن الدعوة للاستشهاد والجهاد الموجهة للمصريين ضد المصريين.. على أرض مصر.. يوم الاحتفال بالنصر العسكري الحقيقي والوحيد في عصرنا الحديث، وفي غرة شهر ذي الحجة الفضيل، وقبيل أيام من عيد الاضحى المبارك؟! «تعرفون ما الذي ينتظرنا».. هي مفتاح اللغز.. وكلمة السر.. والضوء الكاشف للحقيقة.. إنها «فوبيا» الرعب من «الذي ينتظرنا» مع أي حكم وطني غير حكم الإخوان وأنصارهم، على الرغم من أن الماضي القريب يثبت أن «الإخوان» استعانوا بالسلفيين «الطيبين» أمثال مولانا عبدالمقصود، ثم «فعلوا» بحزب النور ما فعلوا، وطردوا ممثله من الاتحادية و… و… ، ولا أعتقد أن ذاكرة الشيخ عبدالمقصود ضعيفة إلى هذا الحد!! «تعرفون ما الذي ينتظرنا» هي «الذعر» من تذكر مسالخ السجون الحربية التي لوثت فترة حكم عبدالناصر، وأقبية مقرات «أمن الدولة» التي حكمت السنوات الأخيرة من حكم مبارك، أليس كذلك يا مولانا؟! سبق وقلت لك في مقال سابق عندما «تهكمت» حضرتك على الفترة التي نعيشها وطالبت «الملتحين» بحلق لحاهم، قلت لك وقتها نعم لست ملتحياً.. ولكن أدفع حياتي ثمناً لحريتك في إطلاق لحيتك، دون أن تدعو «لتفجيري» أو إحراق مصر في أتون حرب أهلية لا يعرف سوى الله مداها.. أو منتهاها. يا شيخ عبدالمقصود - أحباؤك كثر، ومريدوك أكثر، ومتابعوك أكثر.. وأكثر، فادعهم الى العودة لأحضان مصر، والتمسك بذقونهم في الوقت نفسه فنحن شعب واحد، ومصيرنا واحد، ومستقبلنا واحد ولم نشهد هذا الانقسام على مر تاريخنا التليد، ودع الناس تفرح بأكتوبر.. وانتصارات أكتوبر فهي الشيء الوحيد الذي تحقق طوال عقود طويلة، فلا تفسدوا علينا فرحته.. ولا تخوفهم بعفريت «تعرفون ما الذي ينتظرنا»،.. وتفاءلوا بالخير تجدوه، لن تعود مسالخ بدران ونصر أو البسيوني، ولن تفتح أقبية العادلي، ولكن أرجوكم مدوا أيديكم لبقية شعب مصر.. ولا تمدوها «عليه»؟! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66