سأل الرئيس حسني مبارك عن مدى ما تحقق من مخطط الاكتفاء الذاتي من القمح فأجابه الدكتور أحمد نظيف بأن الحكومة مستمرة في زيادة الانتاج وإنتاجية الفدان لكن الزيادة السكانية تلتهم كل زيادة. الشماعة الجاهزة فورا هي الزيادة السكانية وكثرة الإنجاب ثم قلة حصة مصر من مياه النيل التي لا تكفي حتى لو خصصت كلها لزراعة القمح على حسب قول نظيف في إجابته على سؤال الرئيس أثناء افتتاحه لمحور صفط اللبن. والحل في رأيه الذي تقوله حكومته مرارا ولا نرى له طحينا هو زيادة المحاصيل الدولارية لنعوض بها ما ينقصنا من المحاصيل الأخرى وفي مقدمتها القمح. القمح سلعة استراتيجية فالطعام الرئيس لشعب مصر هو رغيف الخبز وهو ما تنساه حكومتنا متراخية به عن أمننا القومي، فالناس تثور إذا جاعت والجوع كافر كما يقال. وفي عصور الرخاء كان النسل دائما يعني زيادة الحرث والزرع، ولكن الحكومات الكسولة التي تعاقبت علينا راحت تعايرنا به وبأننا نسهر الليل لنزداد كالأرانب مع أنها التي غيبت عقول الناس بالمسلسلات والأفلام التي لا تجعلهم ينامون ليلا ثم تغط بهم في نوم عميق بنهارهم فينقطعون عن أشغالهم كما قال يوما الشيخ متولي الشعراوي! الحكومة الكسولة هي سبب مصائبنا وسبب تأرنبنا هرمونيا فصرنا نتناسل كالأرانب، وتأرنبنا نفسياً فصرنا نمشي جنب الحيط وأحيانا تحته حتى لا نرطف رمش باشا فينزل علينا بكرباجه التي لا ترحم! السعودية التي لا تقطعها أي أنهار زرعت القمح وفاض عن حاجتها فصدرته للخارج، بينما رئيس وزرائنا يتحجج في إجابته على رئيس الجمهورية بحصتنا المحدودة من المياه، هكذا يقولها مقدما قبل أن يتم النزول بهذه الحصة التي اكتشفنا أننا لا نستطيع الحفاظ عليها ولابد أن نفاوض ونفاوض لنحصل ربما على جزء صغير منها! ثم إنني والله لا أعرف ماذا يعني بالمحاصيل الدولارية.. هل هناك محاصيل تطرح أوراق الدولار مثلا؟.. ولماذا لم نر لها أثرا مع أن حكوماتنا تخلت عن زراعة القمح منذ ربع قرن بسببها؟! أما حكاية النسل فهي كذبة كبيرة لأن الصين حولتها إلى ثروة وكذلك الهند ولا يشكو منها أحد سوانا.. وعموما حلها بسيط وفي يد الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء من خلال تخفيف الأحمال فبدلا من ساعتين أو ثلاث ساعات في عز الحر ووقت الذروة.. لماذا لا يقطعه طوال الليل وهنا لن تحتاج الحكومة لتكلفة ما اقترحته ساخرة من شعبها في هذا الخصوص وهو أنه لم يعد أمامها سوى تخصيص شرطي لكل سرير! [email protected]