الحمدلله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له يقول الحق وهو يهدى السبيل وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد, فمساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أجمل ما فيها ، ولو أن الملوك وأبناء الملوك يعلمون من نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ، وإن المرء أحياناً تمر به لحظات يقول لو أن أهل الجنة فيما نحن فيه إنهم لفى عيش طيب فلا عيش إلا عيش الآخرة وألا بذكر الله تطمئن القلوب و من أعرض عن ذكرالله فإن له معيشة ضنكا و بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون لفت نظرى ونحن نحاول أن نحرك الناس ليتعاملوا مع رمضان بطريقة مختلفة وينظروا إليه نظرة مغايرة بحيث يتحقق من ورائه ما لأجله شرع - أقول لفت نظرى معنى عجيب !!! أيحتاج الحق إلى كل هذه البراهين؟؟؟ أو عاقل يخفى عليه هذا ؟؟؟ أو عاقل يحتاج أن يقال له ما أجمل الطاعة ، وما أروع أن تعيش فى معية الله ، وما ألذ الذكر ، وما أهنأ الطائعين ؟؟ أيحتاج عاقل فى هذا الزمان الذى ضغطت فيه الحياة المادية بقسوتها على أعصاب الخلق حتى صار الإكتئاب حالة عامة ، وأثبتت فيه الدنيا لطلابها أنها لا تسوى ولا تستحق ، وأنها لاتزيد أبنائها إلا هماً وغماُ ونكداً؟؟ أيحتاج العاقل أن يقال له لا ملاذ لك إلا ربك ، ولا أمل لك إلا فى طاعته ولا مخرج لك إلا بيده ؟؟ أصحاب الههم الخارقة فى الكرة والغناء والموضة ولقمة العيش ومستقبل الأولاد ماذا جنوا ؟؟ماذا حصدوا؟؟ آه لو ذاق الخلق حلاوة الطريق ما نكصوا ولا تنكبوه ولو قرضوا بالمقاريض . لو ذاق الخلق حلاوة الصلاة لقالوا كما قال واحد من أبناء الزمن الجميل : ما دخل وقت صلاة حتى اشتقت إليها ،بل لربما قال : أرحنا بها يابلال ولربما فهم : وجعلت قرة عينى فى الصلاة ، ولقال أشتهى أن أقوم حتى أشتكى . لو ذاق حلاوة العطش لله وحلاوة أن يخرج من أنفس أمواله لله ،لو ذقنا لكنا ناساً غير الناس وخلقاً غير الخلق - لو ذقنا. فليكن الهدف فى رمضان القادم أن نذوق حلاوة الصلاة والصيام والقيام والقرآن ، أن نذوق حلاوة الأنس بالله فى السحر ، حلاوة ترك الغيبة ،وغض البصر ، وكظم الغيظ ،وطول الصمت ، وإدمان الذكر. فليكن رمضان القادم محاولة لأن نذوق أحلى ما فى الدنيا ، نعم مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أجمل ما فيها ، تصور أخى الكريم رجل مات وهو فى السبعين من عمره ذاق كل حلاوات الدنيا ، ذاق حلاوة المنصب ، وحلاوة المال ، وحلاوة الذرية ،وحلاوة الشهرة ،وحلاوة الزوجة ،وخرج من الدنيا دون أن يستمتع بالصلاة مرة واحدة ، بل ربما دون أن يستمتع بأن يفهم لماذا يصلى ، خرج من الدنيا دون أن يستمتع بحلاوة البكاء من خشية الله - لا حول ولاقوة إلا بالله . إخوانى الكرام أدعو نفسى وإياكم فى رمضان القدم أن نحول عذاب التكاليف إلى لذة ، ومشقة الطاعة إلى متعة أن تتحول الرغبة فى الإستمتاع برمضان إلى رغبة عارمة . أدعو نفسى وإياكم إلى نعيش أيام رمضان كأننا نعيش - ثلاثين يوماً فى الجنة - ففى الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة [email protected]