خلفت فيضانات باكستان إلى حد الآن أكثر من 1800 قتيل، وقضت على قطعان الماشية فيما غمرت المياه آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية. ونظرا لاحتمال استمرار تهاطل الأمطار لحوالي شهر تستعد منظمة الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية لمواجهة وضعية وُصفت بأنها "الأتعس منذ 80 عاما"، كما سارعت سويسرا للإستجابة إلى طلب المساعدة الذي وجهته إسلام أباد وأرسلت فريقا لتقييم الوضع إلى منطقة سوات الباكستانية. من جهته، وصف الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون الأضرار التي لحقت بالسكان الباكستانيين من جراء فيضانات نهاية شهر يوليو بأنها "كانت أتعس مما عرفوه أثناء الزلزال الأخير". وفي الوقت الذي تستعد فيه المنظمة الأممية وباقي منظمات الإغاثة الدولية لإصدار نداء عاجل يوم غد (الأربعاء 11 أغسطس) لصالح ضحايا هذه الفيضانات التي وصفت بأنها "أتعس فيضانات منذ 80 عاما"، تحدث مكتب تنسيق الإغاثة الإنسانية التابع لمنظمة الأممالمتحدة عن وجود حوالي 6 ملايين متضرر في الوقت الذي أوردت فيه السلطات الباكستانية رقما إجماليا يناهز 14 مليون متضرر. تقييم أولي وفي جنيف، أوضحت اليزابيت بيرس، الناطقة باسم مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن المنظمة الأممية تُعد لإصدار نداء المساعدات الطارئة لصالح ضحايا فيضانات باكستان يوم غد الأربعاء في نيويورك. وفي انتظار ذلك تعزز منظمة الأممالمتحدة بالتعاون مع السلطات الباكستانية حضورها في المنطقة لتقديم المساعدة لحوالي ستة (6) ملايين متضرر. وبخصوص الرقم الذي قدمته السلطات الباكستانية (حوالي 14 مليون)، ترى السيدة اليزابيت بيرس أن "هذا العدد الإجمالي يشمل كل المتضررين بأحجام متفاوتة وان المنظمة الأممية تركز على الستة ملايين ممن أصيبوا بأضرار جسيمة، أغلبهم في مقاطعة البنجاب". ومن التقديرات الأولية للأضرار هناك أكثر من 290 ألف منزل مهدم (وهو ما يقارب عدد المنازل التي تحطمت في زلزال هايتي)، فيما يوجد سباق مع الزمن من أجل تأمين المأوى لحوالي مليوني شخص تشردوا وأصبحوا بلا مأوى. ومن بين الأضرار المسجلة في مقاطعة البنجاب (التي تعتبر مخزن القمح بالنسبة لباكستان)، قدر مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن حوالي 600 الف هكتار من الأراضي الزراعية أصبحت مغمورة بالمياه بمحاصيلها. ومن التأثيرات المباشرة لذلك "ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل سريع الأمر الذي سيخلق مشاكل في المستقبل"، مثلما تقول الأممالمتحدة. وقد أوفد مكتب تنسيق العمل الإنساني لمنظمة الأممالمتحدة سبعة خبراء لتقييم الأوضاع في المناطق المتضررة وبالخصوص في مقاطعتي السند والبنجاب. وما يزيد من مخاوف المنظمات الإنسانية هو أن هذه الأمطار الموسمية ستستمر في التهاطل لمدة شهر تقريبا إضافة إلى أن جميع سدود البلاد توجد في حالة تأهب قصوى. وقبل صدور نداء الإغاثة الرسمي للحصول على التمويلات اللازمة من الدول المانحة لمواجهة متطلبات النجدة الأولية في منطقة الفيضانات، توصلت الأممالمتحدة بتعهدات من الدول بتمويل العمليات الطارئة هناك في حدود 45 مليون دولار (وصلت فعلا)، وهناك حوالي 91 مليون دولار من التعهدات لدول أخرى في مقدمتها بريطانيا (بحوالي 15 مليون دولار) والولايات المتحدة (بحوالي 4 مليون دولار)، كما أن الكويت تعتبر البلد العربي والإسلامي الأول الذي ساهم بحوالي خمسة ملايين دولار. مواد غذائية بالهيلكوبتر في سياق متصل، أفاد برنامج الغذاء العالمي على لسان الناطقة باسمه في جنيف ايمليا كازيلا بأن توزيع المواد الغذائية على المناطق المنكوبة ونظرا لتعذر استخدام الطرقات يتم بواسطة ست طائرات مروحية تابعة للجيش الباكستاني. وقد تم إيصال تلك المواد إلى حوالي 600 الف متضرر، وتم تزويد حوالي 300 الف منهم (ممن يوجدون في المناطق الأكثر تضررا)، بمؤن تكفي لمدة شهر. وإذا كانت الأممالمتحدة قد أشارت إلى أن عدد المتضررين في هذه الفيضانات بلغ إلى حد الآن حوالي ستة ملايين نسمة، فإن برنامج الغذاء العالمي يقدر بأن حوالي مليوني متضرر سيحتاجون لمساعدات متواصلة لحوالي ثلاثة اشهر على الأقل. وطبقا لتقديرات الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي، فقد تحتاج منظمتها إلى حوالي 140 مليون دولار لتأمين المواد الغذائية لكافة المتضررين من هذه الفياضانات الكارثية. ظهور حالات إسهال منظمة الصحة العالمية من جهتها أوضحت على لسان فضيلة الشايب، الناطقة باسمها أن المراكز الطبية القارة والمتنقلة التي أقامتها منظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات العاملة في الميدان الصحي قامت بأكثر من 200 ألف عملية فحص وتشخيص لمتضررين منذ بداية الفيضانات، يُعاني خمسة آلاف منهم من حالات إسهال إضافة الى أمراض الجهاز التنفسي والجرب. وجدير بالذكر أن هذه الفيضانات حطمت إما كليا او جزئيا أكثر من 44 مركزا طبيا في مناطق تعاني أساسا من نقص الوسائل الطبية والإستشفائية. وعلى الرغم من إعداد منظمة الصحة العالمية لتجهيزات بإمكانها استقبال 800 ألف متضرر، اعترفت الناطقة باسمها بأن العديد من المناطق لا زالت معزولة ولم تصلها عمليات الإغاثة بعدُ. وأشارت إلى أن أكثر ما تعاني منه المناطق المتضررة هو نقص المياه الصالحة للشرب. كما أوضح متحدث باسم صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) بأن "من بين 14 مليون متضرر يوجد حوالي 6 ملايين طفل، وأن 2،7 مليون منهم يعانون بشكل مباشر من نقص الغذاء او الرعاية الصحية". *خدمة سويس انفو .