بدد تحفظ مصر على المقترحات التي تقدمت بها لجنة المبادرة الفلسطينية برئاسة رجل الأعمال منيب المصري موجة من التفاؤل التي كانت قد سادت الساحة الفلسطينية حيال إمكانية تحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، وإنهاء الانقسام السائد على الساحة الفلسطينية منذ يونيو 2007. وأبلغت القاهرة وفد لجنة المصالحة تمسكها بضرورة توقيع "حماس" على ورقة المصالحة المصرية، والتي سبق أن وقعت عليها "فتح" قبل شهور، كإطار وحيد للمصالحة الفلسطينية، بذريعة عدم امتلاك اللجنة لنفوذ يتيح لها فرض التزام على كافة الفصائل الفلسطينية لأي حلول أو تسويات. وكانت اللجنة نقلت إلى الجانب المصري موافقة "حماس" على التوقيع على الورقة المصرية، شريطة أن يتم اعتمادها إلى جانب ورقة التفاهمات الداخلية، مرجعية للمصالحة والتنفيذ، إلا أن القاهرة رفضت أن يتم ربطها بورقة المصالحة المصرية، رغم تأكيد الوفد على أنها ليست بديلاً وإنما هي توضيح للورقة المصرية. وأدى هذا إلى عرقلة نجاح جهود اللجنة التي استطاعت خلال المرحلة الماضية حلحلة عدد من القضايا المعقدة التي وقفت عقبة دون إتمام ملف المصالحة، فيما استبعدت مصادر فلسطينية بالقاهرة حدوث تطور بشأن المصالحة خلال الفترة القادمة، على خلفية التوتر القائمة بين القاهرة و"حماس"، في ظل الشكوك المصرية حول وقوف الحركة وراء إطلاق الصواريخ على مدينة إيلات الإسرائيلية. من جانبه، أعرب إبراهيم الدراوي الباحث في الشئون الفلسطينية عن اعتقاده بأن حالة الجمود التي تعتري ملف المصالحة الفلسطينية مرشحة للاستمرار لفترة ليست بالقصيرة، بسبب التوتر بين القاهرة و"حماس". وقال في تصريح ل "المصريون"، إن حالة البرود التي تحكم العلاقة بين "القاهرة" و"حماس" كانت لها تداعيات سلبية على جهود المصالحة، وتابع أن حالة عدم الثقة بين القاهرة ووفد المصالحة الفلسطينية الذي زارها أخيرا، بالإضافة إلى وجود ضغوط دولية قد أسهم في حالة الجمود. في غضون ذلك، علق المبعوث الألماني الخاص وساطته "مؤقتًا" في ملف صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، تفرج بموجبها إسرائيل عن ألف أسير فلسطيني بسجونها مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ أربع سنوات. وجاء ذلك بعد رفض رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الاستجابة للمطالب التي تقدمت بها "حماس" كشروط لإتمام الصفقة، خشية ارتفاع شعبيتها في الأرضي الفلسطينية، والتأثيرات المحتملة لذلك على المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.