كشفت مصادر فلسطينية، أن هناك مساعي وجهودًا تبذل حاليًا للترتيب لعقد اجتماع يضم عددًا من الفصائل الفلسطينية بما فيها "فتح" و"حماس" من المنتظر أن يعقد في بالقاهرة خلال الأيام القادمة، تمهيدًا للتوقيع على الورقة المصرية بشأن المصالحة الفلسطينية، بعد شهور من تعليق الحوار الفلسطيني. وتحظى هذه التحركات بدعم قيادة "حماس" في دمشق التي أبلغت القاهرة دعمها التام للورقة المصرية، وإن طالبت بإجراء بعض التعديلات عليها تأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي أبدتها في السابق، كما جاء في رسالة حملها موفدون من "حماس" زاروا القاهرة سرا خلال الساعات الماضية. وأكد موفدو "حماس" ضرورة التوصل إلى تفاهمات حول مختلف القضايا تضع حدا للتردد الذي ساد الساحتين المصرية والفلسطينية خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى عرقلة التوقيع على اتفاق المصالحة وأعاق تطبيع العلاقات بين غزة ورام الله، وإنهاء الانقسام السائد منذ ثلاث سنوات. وكان وفد لجنة المصالحة الفلسطينية الذي يرأسه رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري التقى يوم السبت المسئولين المصريين في القاهرة، وذلك بعد مباحثات أجراها في دمشق مع قيادات "حماس"، ومن ثم انتقل من القاهرة إلى غزة لإجراء مباحثات مع قيادات الحركة بالقطاع. بموازاة ذلك، تسارعت محاولات التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، وسط أنباء عن رعاية مصرية للترتيبات لقيام دبلوماسيين أمريكيين بالالتقاء بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في غزة، لطمأنة الجانب الإسرائيلي على حياته، مقابل تدخل جهات أوروبية لإتمام صفقة التبادل في أسرع وقت. وتسود تباينات بين القاهرة و"حماس" حول المقابل الذي يجب أن تدفعه إسرائيل للقاء الدبلوماسيين الأمريكيين بالجندي المحتجز في قطاع غزة منذ أربع سنوات، ما يرجح قيام إسرائيل بالإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. في الوقت الذي تقوم فيه مصر حاليا بالتنسيق مع الجانبين الفرنسي والألماني لوضع النقاط النهائية لإبرام صفقة تبادل الأسرى خلال الأسابيع القليلة القادمة. من جانبه، رجح الدكتور طارق فهمي الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط حدوث انفراجه على الساحة الفلسطينية نتيجة مواقف "حماس" الإيجابية تجاه ورقة المصالحة الفلسطينية، بعد تحفظ أبدته خلال الشهور الماضية على بعض بنودها. وقال ل "المصريون" إن القاهرة ستضع في اعتبارها بعض ملاحظات الحركة في تنفيذ الورقة المصرية على أرض الواقع، ولم يستبعد التزامن بين توقيع المصالحة وإبرام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" خلال الفترة المقبلة.