قال تعالي "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم" الزمر 53، لن أٌحبط ولن يصيبني اليأس والملل والقنوط، ولن استسلم لمرارات الواقع الذي نحياه و لا يعطي مؤشرا واحدا للتمسك بهذا الأمل في التغيير والتقدم للامام في الوقت الحالي، فقضيتي وقناعاتي واحدة، وإيماني بالله وقدرته ثابت ولا حدود له، وثقتي في قدرتنا علي تجاوز المحنة التي ألمت بنا منذ زمن بعيد لن تتزحزح، ويقيني بنصر الله لا ريب فيه، فالعمل هو الحل، ولكن ما الوسائل التي يمكن أن نصل إلي ما نصبو إليه، هناك عدة خطوات يجب أن نمر بها أو نسلكها كي ننجو بأنفسنا وبلدنا، منها ما هو قبل البداية ومنها ما هو بعد ذلك، أما ما قبل البداية فأولها: تحديد الهدف، ولا خلاف أن الهدف الأسمي هو أن نري بلدنا وأمتنا في مقدمة البلدان وفي صدارة الامم، ثانيها:مراجعة الذات والإعتراف بالأخطاء، فمن العبث أن يتصور كل منا أنه علي الصواب المطلق، وأن من يخالفه في الرأي فهوخاطئ ومغرض وحاقد وعميل، ثالثا: تعظيم نقاط الإتفاق بيننا وجسر هوة الإختلاف قدر ما نستطيع ، رابعا: التسليم بأن هناك بعض النقاط التي لا يمكن التلاقي فيها أو الإتفاق عليها لإختلاف الايدولوجيا، لذا يجب أن يقبل بعضنا البعض علي هذا، ونتفق علي أن تظلنا مظلة واحدة هي مظلة الوطن والقانون، ولا نعتبر هذا القبول مرحليا لحين التمكين والتمكن، بعدها يفرض من يصل إلي سدة الحكم رؤيته وحده ويعصف بما تم الإتفاق عليه و بالآخر أيضا، خامسا: حق التعبير السلمي عن الرأي والتظاهر مكفول للجميع بما لا يتعارض مع مصالح المواطن والوطن، والمحافظة علي دولاب الإنتاج والعمل، إذ أن توقف الإنتاج وتعطل العمل لن يضر بمن يحكم فقط ولكنه سيضر بنا جميعا ويعرض البلد للسقوط المدوي وعندها لن يرحم الشعب والتاريخ من تسبب في هذا، سادسا: الإتفاق علي عدم عودة نظام مبارك بفساده وإفساده وتزويره وديكاتوريته المقيتة. ما أسهل الهدم وما أصعب البناء، وما أيسر الإعتراض والمعارضة لما هو قائم وما أعقد أن تجد حلولا قابلة للتطبيق لحل المشكلات التي تصيب الجميع دون تمييز، ما أهون أن نثور كل يوم لنغير الحاكم تلو الآخر ولكن هذا لن يبني وطنا، فالمشكلة ليست في الحاكم ولا في نظام الحكم، المشكلة فينا نحن، المشكلة الحقيقة في الفرد المصري، فنحن شعب –بدون مواربة- لا يعمل، ولشديد الاسي والحزن والأسف –وبدون نفاق لأحد أو خوف من أحد- إذا عملنا لا نتقن العمل، وإذا اتقنا لا نستمر. الحل الأوحد للتقدم هو العمل الجاد والمنظم والمستمر والمبني علي أسس علمية من التخطيط والإدارة والمتابعة والنقد والتصحيح الذاتي، العمل علي بناء مصر الأمن والعمل والصناعة أهم كثيرا من تغيير نظام الحكم وأهم من اليمقراطية نفسها، دعونا نبدأ وننطلق معا للبناء والتقدم، ولابد أن نفكر جيدا ونخطط جيدا وأن نتدبر قبل أن نعمل ونحدد موضع قدمنا، قال المنصور لولده خذ عني شيئين لا تقل من غير تفكير ولا تعمل بغيرتدبير، وكلنا يعلم أن الله هو المطلع علي السرائر، فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فقط يجب أن يبذل كل منا أقصي ما يملك من جهد وعلم وعمل للنهوض بهذا البلد الذي يئن من طول الإنتظارلهذه اللحظة التي لم تأن بعد، وليطمئن كل منا إلي أن رزقه معلوم ومقسوم والحريص دائما محروم. "يا ابن آدم لا تخاف من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا وسلطاني لا ينفد أبدا يا ابن آدم لا تخش من ضيق الرزق ما دامت خزائني ملآنة وخزائني لا تنفد أبدا يا ابن آدم لا تأنس بغيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني وإن أنست بغيرك فتك وفاتك الخير كله يا ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وقسمت رزقك فلا تتعب، وفي أكثر منه فلا تطمع، ومن أقل منه فلا تجزع، فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودا وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ولا ينالك منها إلا ما قد قسمته لك وكنت عندي مذموما، يا ابن آدم خلقت السموات السبع والأرضين السبع ولم أعي بخلقهن أيعينني رغيف أسوقه لك من غير تعب، يا ابن آدم أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محبا يا ابن آدم لا تطالبني برزق غد كما لا أطالبك بعمل غد فإني لم أنس من عصاني فكيف من أطاعني، وأنا على كل شيء قدير وبكل شيء محيط"
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية د/ منتصر دويدار عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.