أشاد التقرير التقرير الأمريكي السنوي عن الإرهاب في العالم بجهود مصر في مكافحة الإرهاب، بينما وضع إيران وسوريا على رأس الدول الراعية له، معتبرا تنظيم القاعدة هو أكبر تهديد لأمن الولاياتالمتحدة. وقال إن معارضة الحكومة المصرية النشطة للارهاب ومخابراتها الفعالة ويقظة أجهزتها الأمنية جعل مصر مكانا غير جذاب للجماعات الإرهابية. وأوضح التقرير أن مصر تمكنت خلال السنوات الست الماضية من تشديد لوائحها المالية لتتسق مع قرارات مجلس الأمن حيث شددت تشريعات مكافحة غسل الأموال بإضافة تمويل الإرهاب إلى الجرائم التي يعاقب عليها القانون، كما عززت مصر الإجراءات الأمنية في منطة قناة السويس وواصلت تشديدها في المواني فيما يحاكم الإرهابيون أمام محاكم أمن الدول ايران وسوريا وقال التقرير إن إيران كانت ومازالت في صدارة الدول الراعية للارهاب بدعمها لحزب الله وحماس وجماعات الرفض الفلسطينية التي تعد وكيلا لمصالحها في الشرق الأوسط. وأضاف التقرير إن الدعم المالي والمادي واللوجستي الذي تقدمه إيران للارهاب والجماعات المسلحة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى يؤثر بشكل مباشر على الجهود الدولية لنشر السلام ويهدد الاستقرار الاقتصادي في الخليج ويعرض جهود السلام في لبنان للخطر ويقوض تنامي الديمقراطية. كما أشار التقرير إلى أن سوريا تقدم أيضا الدعم المادي والسياسي لحزب الله وتسمح لإيران بإعادة مد هذه المنظمة بالسلاح وتوفر ملاذا آمنا ودعما سياسيا وماديا لعدد من المنظمات الفلسطينية "الإرهابية" ومنها حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة). كما أشار التقرير إلى أن معظم حكومات الشرق الأوسط تتعاون بشكل جيد مع واشنطن في مكافحة الإرهاب وتضطلع بجهود في تعزيز قدراتها في هذا الصدد. وحذر التقرير من أن أوروبا تظل أرضا خصبة لتجنيد المتطرفين إذا ظلت جماعات المهاجرين تواجه مشكلة في الاندماج في المجتمع الأوروبي وتشعر بالعزلة بسبب السياسات الحكومية والخارجية والداخلية. القاعدة تظل أكثر المنظمات استهدافا لأمريكا وأشار التقرير إلى أن القاعدة في باكستان تظل أكثر المنظمات الإرهابية المنيعة استهدافا للولايات المتحدة في الداخل وقدرة على التكيف والنهوض ورغبة في مهاجمة الولاياتالمتحدة ومصالحها في الخارج، وقال التقرير إن تنظيم القاعدة في باكستان مازال قويا ويعكف على التآمر ضد الولاياتالمتحدة وعلى تجنيد وتدريب ونشر عملائه بما في ذلك عناصر من أوروبا وأمريكا الشمالية، كما يقوم التنظيم بتوسيع أنشطته من خلال المشاركة مع جماعات إرهابية أخرى بدرجات متفاوتة من النجاح. لكن التقرير الذي سترفعه الخارجية للكونجرس الخميس أشار إلى أن القاعدة تلقت العديد من الانتكاسات عام 2009 بعد سقوط عدد من قادتها تحت ضغط العمليات العسكرية المتواصلة التي يشنها الجيش الباكستاني في منطقة القبائل. وقال إن القاعدة أصبحت تجد صعوبة في جمع المال وفي تدريب مجنديها وفي التخطيط لشن هجمات في الخارج وفي تنفيذ هجماتها بغرض زعزعة الحكومات في العالم الإسلامي. كما وجد التقرير أن القاعدة واصلت فقدانها لشعبيتها بسبب الهجمات المميتة التي لاتميز بين مسلم وآخر خاصة تلك التي يشنها عملاؤها في الجزائر والعراق والسعودية وباكستان وإندونيسيا، فيما زاد عدد رجال الدين الذين ينددون بها. وقال دانيل بنيامين، منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية, إن ثلاثة تساؤلات حكمت توجه الخارجية في إعداد هذا التقرير وهي: "هل أفعالنا تؤدي إلى خلق المزيد من الإرهابيين؟ ما الذي يمكننا أن نفعله لتقليص تجنيد المزيد من الإرهابيين؟ ماهي الإجراءات الضرورية لوضع حد للتهديدات قريبة وطويلة الأجل التي تواجه الولاياتالمتحدة؟ " وقال إنه من هذا المنطلق فإن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى تجفيف منابع التطرف ومواجهة الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يستغلها "أعداؤنا" لتجنيد المزيد من العناصر والممولين, وتزيد من مساعداتها الخارجية للدول والمجتمعات التي تواجه ظاهرة التطرف العنيف مثل اليمن وباكستان.