لا فائدة من كل ما نكتب حول غياب الرقابة المرورية الفعالة على الطرق السريعة والدائرية..! ولابد أن نعلن الاستسلام للفوضى المرورية وانتظار الموت على يد سائق سيارة نقل أو سيارة ميكروباص أو بسبب طفل يقود توك توك ويتسلى بإيذاء الناس.. وكيف يمكن أن نثق في أن هناك حلاً للأزمة المرورية بينما شوارع وسط البلد تغص بأمناء الشرطة الذين يقفون لمراقبة قائدي السيارات الذين يتحدثون في الهواتف النقالة أو لا يرتدون حزام الأمان في شوارع لا تتحرك فيها السيارات بسبب الزحام بينما لا يوجد أمين شرطة واحد على أي طريق من الطرق السريعة يقف ليراقب ويحاسب من لا يرتدي حزام الأمان..! وكيف يمكن أن يكون هناك أملاً في الحل، واللافتات المرورية تملأ الطرق السريعة تطالب سائقي النقل بالالتزام بالسير في الجانب الأيمن، ومع ذلك لا يحلو لهذه السيارات إلا السير في الجانب الأيسر وبسرعة هائلة وفي سباق مع بعضها البعض يصل إلى حد إغلاق الطرق تمامًا في وجه السيارات القادمة من الخلف. وفي هذا نتساءل.. أين رجال المرور.. أين متابعتهم لهذا التسيب.. ولماذا هذه القوة والاستهتار الواضح لسائقي النقل.. ولماذا لا يمكن إيقاف تجاوزاتهم وردعهم وإجبارهم على الالتزام والتقيد بالمرور.. وماذا نفعل إزاء هذه الحوادث المرورية القاتلة التي يتسببون فيها برعونتهم وقيادتهم المتهورة.. وما هو السبيل لتنظيم ذلك.. ولماذا لا نعود مرة أخرى إلى حظر قيادة السيارة النقل في ساعات النهار وقصر ذلك إلى ما بعد الساعة العاشرة ليلاً إلى السادسة أو السابعة صباحًا..! إننا لا ندري ما الذي يجب علينا أن نفعله إزاء كل هذه التجاوزات، ولا ندري لمن نشكو ولمن نتوجه بما نكبته.. فالقضية لا تنحصر مسئوليتها في إدارات المرور فقط.. ولا في وزارة الداخلية فقط، وإنما هي قضية مجتمع.. مجتمع لا يعرف شيئًا عن أسلوب وقواعد قيادة السيارات، ومجتمع فيه البلطجية والفتوات يقودون سيارات الميكروباص والنصف نقل وينشرون الذعر والرعب في كل مكان..، مجتمع أصبح كل من فيه يفعل ما يحلو له..، مجتمع فيه موت عدة عشرات من البشر كل يوم في حوادث مرورية لا يثير أحدًا.. ولا يحرك اهتمام أحد فكيف بعد ذلك نعتقد أن هناك بصيصًا من الأمل..! [email protected]