يسعى الاجتماع الموسع الذي يحتضنه حزب "الجبهة الديمقراطية" اليوم الأربعاء إلى حسم التباينات في وجهات نظر أحزاب وقوى المعارضة من مسألة خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، عبر محاولة التوصل لرؤية توافقية بشأن دعوات لمقاطعتها في ظل المخاوف من احتمالات تعرضها للتزوير. ويتبنى فريق الدعوة لمقاطعة الانتخابات باعتبار أن المشاركة فيها ستسبغ الشرعية عليها رغم ما قد يشوبها من تزوير على نطاق واسع، ويأتي على رأس هؤلاء الداعين إلى المقاطعة حزب "الجبهة" وحركة "كفاية" التي ستتقدم بورقة تتضمن تصوراتها الكاملة بشأن ضرورة مقاطعة الانتخابات، وفضح أساليب التزوير التي ظهرت بوضوح خلال انتخابات مجلس الشورى الأخيرة. في المقابل، يدعو تيار داخل "جماعة الإخوان المسلمين" وممثلون عن أحزاب "الوفد" و"التجمع" و"الناصري" إلى المشاركة في الانتخابات، باعتبار أن سوابق المقاطعة لم تستفد منها المعارضة واستغلها النظام لتحقيق مآربه، وفرض هيمنته على القرارات والتشريعات التي يصدرها البرلمان. وينتظر أن تبرز تلك الانقسامات خلال اجتماع اليوم، لاسيما وأن أغلب القوى السياسية لم تحدد موقفها النهائي من خيار المشاركة من عدمه، وهو ما يتوقع أن يضفي سخونة على المناقشات بين الأطراف المشاركة من مختلف القوى السياسية. فيما يرجئ البعض موقفه بهذا الشأن لحين دخول فكرة عقد لقاء بين الرئيس حسني مبارك وخمسين من قيادات المعارضة والمستقلين حيز التنفيذ، للمطالبة بإدخال تعديلات على قانون مباشرة الحقوق السياسية والربط بين الاستجابة لتلك المطالب وحسم الموقف من المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها. ويعول المطالبون بالمقاطعة على وجود تيار معارض قوي داخل الأحزاب والقوى السياسية إزاء المشاركة في الانتخابات، والانقسام حولها ما بين مؤيد لخوضها ورافض لمبدأ المشاركة من الأساس.