رغم تأكيد جماعة الإخوان أن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل هو من طلب لقاء اثنين من قياداتها لبحث سبل الخروج من الأزمة الحالية, إلا أن الكاتب الصحفي عبد الله السناوي كذب صحة تلك الرواية. وخلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة"، أضاف السناوي أن القياديين الإخوانيين محمد على بشر وزير التنمية المحلية السابق، وعمرو دراج وزير التخطيط السابق, هما اللذان طلبا لقاء هيكل وليس العكس، لمناقشة سبل الخروج من الأزمة الحالية، مضيفًا "نحن أمام جماعة مأزومة تبحث عن أى مخرج". وأضاف السناوى أن "هيكل" طالب "بشر" و"دراج" بالاعتراف ب "ثورة 30 يونيو", حتي يمكن الوصول إلى حلول تنهي الأزمة، مشيرًا إلى أنهما يجريان اتصالات مع أجهزة أمنية وسيادية للوصول إلى حل, ولكنهما لا يمثلان الصوت الرئيسى داخل الإخوان. وكانت مصادر مطلعة داخل جماعة الإخوان المسلمين أكدت فى تصريحات خاصة ل"بوابة القاهرة" أن لقاء "الإخوان وهيكل" ناقش عرضا قدمه هيكل للجماعة يقضى بوقف الاعتقالات المستمرة منذ 3 يوليو الماضى وحتى الآن، والإفراج عن قيادات الجماعة، وإيقاف القرارات المتعلقة بتجميد أموالهم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الدولة –وفق عرض هيكل- لن تصدر قرارات بحل الجماعة، وستسمح لها بالاستمرار فى العمل من خلال الجمعية الخيرية للإخوان المسلمين، التى أسستها الجماعة أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى. وتابعت أن هذا العرض, الذى اعتبره هيكل "سخيا"، يأتى فى مقابل انخراط الجماعة فى الحياة السياسية وفق خارطة الطريق التى أعلنها السيسى فى 3 يوليو الماضى، ووقف التظاهرات والمسيرات اليومية، والاستعداد لخوض غمار الانتخابات البرلمانية القادمة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عرض هيكل تضمن اختيار عدد من قيادات الإخوان لتولى بعض الحقائب الوزارية، موضحا أنها لن تتجاوز ثلاث وزارات على الأكثر. وأكدت المصادر ذاتها أن هذا العرض لاقى رفضا قاطعا من بشر ودراج، وأكدا لهيكل أنه لا بديل عن الشرعية واستمرار التظاهرات، وهو الكلام الذى جعل الكاتب الصحفى يخرج غاضبا من الاجتماع. وكان هيكل قدم في 16 سبتمبر اعتذارًا ضمنيا لجماعة الإخوان المسلمين عن اتهامه لهم بحرق مزرعته ومكتبته في "برقاش", بالتزامن مع فض اعتصامي رابعة والنهضة. وجاء اعتذار هيكل عبر رسالة بعث بها إلى الكاتب الصحفي فهمي هويدي، ردًّا على مقال للأخير كشف فيه "كذب" ادعاءات هيكل وكذلك الإعلام المناوئ للجماعة، والذي ادعى بأن أوامر حرق مكتبته صدرت من رابعة العدوية، في إشارة إلى الإخوان. وكانت الشرطة المصرية ألقت القبض على المتهم بحرق مكتبة هيكل واتضح أنه "قهوجي" لا علاقة له بالجماعة، وتبين أنه مسجل خطر وصدرت ضده العشرات من قضايا السرقة ومن بينها سرقة مقر للشرطة, وهو الكشف الذي اعتبر "فضيحة كبيرة ما انفكت تلاحق هيكل والفضائيات التي تضامنت معه وخدمت على الأكذوبة". ووجَّه هيكل في ختام رسالته لهويدي - والتي نشرها الأخير بجريدة الشروق - الاتهام ل"الشيطان" بحرق مكتبته، وهي المرة الأولى التي لم يتهم فيها الجماعة بالاعتداء على ممتلكاته، ما اعتبر اعتذارًا ضمنيًّا ل "الإخوان".