كنت أسأل نفسي لماذا يتم عقاب المنافقين في الآخره بأشد العقاب مع جعلهم في الدرك الأسفل من النار..وكنت أتابع المنافقين في العهود الثلاثة ...للرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك...ولمزيد من الدراسة احتفظت بمقالات بعض الصحفيين وخطب بعض الساده اللذين شاركوا في الحكم في العهود الثلاثه...ثم نسيت هذا البحث وبدأت أبحث في أمور أخري .. إلا أن أحد الساده المنافقين أيقظني من نومي .. بمقال تم نشره يوم الجمعة 23 يوليو – يعني في يوم ثورة يوليو- في ذكري زواج إنجي وعلي يا ويكا ...و في هذا المقال يقول صاحبه إن الرئيس حسني مبارك هو الذي صنع المفهوم الجديد لثورة يوليو... مع إن ثورة يوليو ليست محل إفتخار علي الأقل لأنها جعلت من مصر الدولة الأخيرة علي فصل المتخلفين في العالم...لكن الصحفي مع ذلك يصر علي ان ينافق الرئيس مبارك بأي شكل..وبأي صورة .. حتي ولو بكلام " مالهوش معني " ... المهم وبسبب هذا المقال رجعت للبحث القديم وبدأت أضع المقالات بجوار بعضها البعض...والخطب الرنانة التي انطلقت في كل عهد من العهود الثلاثة...وتصور يا مواطن أني وجدت بعض اللذين عايشوا العهود الثلاثة قالوا كلاماً متطابقاً في كل عهد... مع تغيير اسم الرئيس طبعاً ..يعني كانت الجملة طبق الأصل مطابقة للجملة التي قيلت بعد عشرة أعوام للرئيس الجديد ..وسمعت خطاباً لسياسي..قدييييم جداً .. قال عن عصر الرئيس السادات في تصريح صحفي بأن " مصر تعيش في عصر السادات حرية غير مسبوقة " ثم شاءت الأقدار أن أشاهد ذات السياسي المعمر والقديييم جداً في لقاء تليفزيوني في محطة فضائية يوم الجمعة الماضي الموافق 23 يوليو فقال ما نصه "إن مصر تعيش في عصر مبارك حرية غير مسبوقة " ولم يغير حتى كلمة " غير مسبوقة " .. مع إن القاموس مليء بالكلمات الصالحة للنفاق في مثل هذه الحالة...لكنه أصر علي ذات اللفظ رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً علي إستخدامه له ... وانتهيت في بحثي إلي أن المنافقين لا يمكنهم حتي تغيير الألفاظ وحينما ينافق هؤلاء الناس الحاكم فإنهم بهذا النفاق يطمسون علي العين فلا تري ... إلا ما يتم وضعه أمامها وما ترغب هي في رؤيته... لذلك فإن إرتباط النفاق بالعين والرؤية من حيث الأثر نفهمه من حديث الرسول – صلي الله عليه و سلم – و الذي يأمرنا فيه بأن نلقي في عين المنافقين والمداحين التراب ذلك أن المنافق يستهدف إصابة عين الضحية وقدرته علي رؤية الحقيقة فيصيبها بالعمي من خلال أقواله و نفاقه السام...فلا تري العين ما حولها لذلك فنصيحتي إلي الحاكم القادم إلي مصر أن يحمل معه " كام شوال رمل " وهو ذاهب إلي قصر عابدين لزوم التعامل مع آلاف المنافقين.. والمنافق هو شاهد زور ..ولكنه لا يشهد زورا لصالح نشال الأتوبيس ولكن يشهد زورا لصالح من قاموا بسرقة الشعب كله...فتصوروا حجم الجريمة وتصوروا شكل العقاب المطلوب!!..والمنافق ينجح في مهمته متي سمع الحاكم قوله ثم أبقي عليه في منصبه ذلك أن الأصل هو إبعاد المنافقين عن مقاعد القيادة ..لأنهم هم العدو الحقيقي الذي يجب أن نحاربه ..والحاكم الذي لا يفعل ذلك فهو يهوي أن يسلم نفسه إلي عدوه ولن يعرف تلك الحقيقة إلا بعد أن يزول عنه سلطانه..ومقعد المنافق هو المقعد الدائم في كرسي الحكم ودائماً ما يرأس أعلي المناصب في الدولة فكان لكل ملك في العهود القديمة ساحر يزين له الباطل و يجعل من القرد غزالاً..ومن الفسيخ شرباتاً.. من أول كبير الفراعين المصريين وحتي عصر السلطان "بهلول" ..وهو الذي كان يعطي للمداح "صرة من الدنانير " .. حتي تطورت العصور فتم إلغاء الصرة و صدرت القرارات الرئاسية بمنح المداحين منصباً كبيراً جداً في مجلس الشعب أو الشوري .. أو المجلس الأعلي للصحافة أو المجلس الأعلي " لأي حاجة " .. المهم أن يأخذ كل منافق صرته في يده..و بدلاً من أن يلقي الحاكم في وجه المنافق التراب .. أصبح يضع له "القطرة" في عينه .. وبهذه المناسبة فيروي أن السلطان بهلول خرج في رحلة مع الوزراء ليثبت لهم مهارته في الصيد ...وقد أصابت طلقات الوزراء الطيور عدا طلقة السلطان ...ذلك أنه حينما أطلق طلقته أخطأ الهدف بمسافة كبيرة وطارت البطة وهي سعيدة بنجاتها ..فنظر السلطان إلي الوزراء يطلب رأيهم..فصاحوا جميعاً في نفس واحد وهم يتمايلون من فرط النفاق : "سبحان الله..البطة تطير و هي ميته " .. وعجبى E-mail: [email protected] Mokhtar [email protected]