أصبح الكيان النوبي مادة دسمة للأعلام المصري الذي يتناول أجزاء قليلة من القضية النوبية والحراك السياسي داخلياً وخارجياً مما يزيد الاحتقان والصراع العرقي والشتات لدي الشارع المصري الذي يجهل الكثير من الحقوق النوبية تجاه الساسة والحكومة المصرية ، لذا نجد أسم النوبة يتصدر الكثير من العناوين البارزة للصحف ، ليس حباً للنوبة بل لنثر الظلم والقسوة والتنصل من الوعود والحقوق الشريعة والدستورية لشعب أعزل وبسيط لا يعرف الرقص والمراوغة بالحروف والكلمات . القضية النوبية ليست وليدة اليوم أو الأمس بل ظلت تصارع التعنت والنسيان والشتات دون رحمة أو غفران ، للنوبة حقوق في الأرض والجذور والأصل والحضارة والتاريخ واللغة والاعتراف الأدبي والمعنوي وتمليك البيوت والأراضي وإعادة النظر للتعويضات والأحقية في أرض الآباء والأجداد واحترام الخصوصية النوبية الخاصة ثقافياً واجتماعيا والحفاظ علي الإرث اللغوي بعد ضياع وغرق البيوت النوبية تحت السد العالي ودون ادني خيار لنا . النوبة تعاني الجراح الذي أفقد توازنها والظلم الذي دمر أرضها والشتات الذي مزق جمعها والقسوة التي أصابت حناجرها وأدمعت عيونها وهي تنادي وتستغيث دون أن يسمعها احد وتصرخ ليعرف العالم بوجود امة نوبية تعاني المرض والصرع من أبناء يحملون نفس هوية وطنها مصر ، أليست النوبة مصرية وأكثر المجتمعات وطنية ؟ !!!!. النوبة هم حراس بوابتها الجنوبية وأقدم سكانها الأصلية وأقدم حضارة عرفتها البشرية وأصحاب شفرة حرب أكتوبر التي انطلقت باللغة النوبية وأصحاب أسرع هجرة بشرية والتي ضحت من اجل مصر بالغالي والنفيس والهوية ، واليوم نجد في بعض الإعلام المصري سموم بين الحروف لعزل النوبة بعيداً عن الساحة الإعلامية وتواصل الحكومة الظلم والقسوة والتجاهل للنوبة الصامدة الأبية ، ونقول لهم إن للنوبة حقوق ووعود وأراضي وجذور لن ولن تمحيها أو تطمسها الدولة مهما طالت القضية ونطالب من الداخل والخارج حقوقنا وحق المواطنة المصرية التي تجري في عروق كل ألأسلاف النوبية ، وبعيداً عن أبواق السموم التي تصف النوبة بالانفصالية أو دعاة حرب لجهلهم عراقة السلاسة النوبية والحضارة النوبية . الكثير من الشارع المصري يقول معاناة النوبة هي نفس معاناة كل المجتمعات المصرية ولكن هنا أضع مليون خط أحمر تحتها . هل تم تهجير مجتمع مثل النوبة دون أرادة ؟ صحيح أن مدن القناة عانت من حرب النكسة ولكن عادة بعد حرب أكتوبر مباشرة . أما النوبة مازالت تعاني لمدة 56عام من الهجرة . البيوت والأراضي لم نمتلكها إلي الآن . أراضي النوبة القديمة تباع لأصحاب النفوذ والأجانب وليس للنوبة أي حق ؟ تغير أسماء القرى النوبية بأسماء جديد وغريبة عن النوبة تضارب التقارير بصلاحية وعدم صلاحية وادي كركر الجديدة ولمصلحة من يتم تغير التقرير لعدم إعطاء النوبيين أراضي فيها . أين المعونات التي قدمتها منظمة الفاو للنوبيين والتي تزيد عن مليار دولار أمريكي؟ وأين تم صرفها ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!. لماذا تحاول الحكومة صرف مبلغ 75 ألف جنية مقابل عدم العودة إلي النوبة القديمة ؟ ولو كانت مجتمعات تسكن في بيوت من صفيح وعشش لتم صرف أضعاف هذا المبلغ ولكن النوبة لا تساوي شيء لدي الحكومة ؟ هل من العقل أن تستغل الدولة بساطة النوبيين وتعلن تعويضات لهم البيت يساوي 3 جنيه وسعر النخلة 3 قروش والساقية 10 جنيه والفدان 15 جنيه ، وتهجر 45 قرية نوبية وتترك أكثر من 60 ألف منزل وعشرات الإلف من النخيل و3000 ساقية و وآلاف من الماشية ومئات الألف من الطيور والحيوانات و20 معبد نوبي ب 5 مليون جنيه . أي مجتمع عاني ما تعانيه النوبة من شتات وظلم وجرح وألم وإهمال لا يوجد في مصر وبل في العالم كله ما حدث للنوبة المغلوبة علي أمرها وضياع تراثها ونحاصر الآن في ثقافتنا ولغتنا النوبية لطمسها كما حدث للهجرة موت نوبة تحت سد عالي . الوعود تبخرت والأحلام انتثرت وضاعت والحكومة تراوغ وتتنصل من القرارات الجمهورية والوزارية للنوبة والنوبيين حتى التعويضات بلا مقابل والهجرة بلا أرض أو بيت والنوبي مواطن من الدرجة الثالثة وماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!! يا حكام مصر . رحال النوبة جمال القرشاوي