"أشكر كل إخوتنا في الوطن سواء في الإعلام أو المؤسسات أو الدول التي ساندت مصر فى هذه المرحلة التي تمر بها".. بتلك الكلمات عبر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء اليوم بالكاتدرائية المرقسية عن شكره للدول العربية التي ساندت مصر منذ تظاهرات 30 يونيه. جاء ذلك في أولى عظات البابا بعد انقطاع 10 أسابيع أن الكنيسة القبطية تحتفل بعيد النيروز – رأس السنة القبطية، والذي بدأ منذ عام 284 ميلادية، وهو العام الذي اعتلى فيه دقلديانوس الأمبراطور الروماني عرش روما واضطهد المسيحية بشدة وبشكل منظم، وفي عصره نال أكليل الشهادة الكثيرين وكان نصيب مصر كبيرا وقدمت العديد من الشهداء حتى أن تقويم مصر الزراعي صار يسمى "تقويم الشهداء". واعتبر أن عيد رأس السنة القبطية هو تذكار لكي "تكون حياتنا مستعدة"، مضيفًا: "بمناسبة عيد النيروز وباعتبارنا أحفاد أجدادنا الشهداء ولنا هذا الشرف، فكنيستنا تلقب بأنها (أم الشهداء جميلة عبرت بحر الآلمات وحفظت كلمات الحق طويلا) كما تقول الترنيمة، وتقول أخرى (أعروس الفادي) والكنيسة على استعداد لتقديم شهداء في كل زمان". وفسر البابا عبارة "مؤمنوك عدهم مع شهدائك " بأن الله يعطينا نفس إيمان و ثقة الشهداء، فلو جاء الاستشهاد أهلاً به، ونحن لا نعادى أي أحد، فالمسيحي يُضطهد فيبارك يٌشتم فيصلي، فهو يرى إنسان آخر يكرهه فيبادله بالحب وحتى الذين يسيئون فنصلي من أجلهم". وتابع: "نحن نحب الكل، ونشتاق أن يعيش كل إنسان حياته بطريقة صحيحة"، "وننظر لكل إنسان اتخذ طريق العنف أنه محروم من النعمة ويحتاج للصلاة، لذلك لا تسمح أن يدخل في قلبك أي كراهية لإنسان مهما فعل، وثق أن صلاتك ستفعل الكثير فلا يعسر على الله شيء". وأضاف "ونحن في غمرة الأحداث أحب أكلمكم في عبارة نصليها في طلبات القداس الإلهي تعتبر مقياس لحياتنا الروحية و"الخطاة الذين تابوا عدهم مع مؤمنيك، ومؤمنوك عدهم مع شهدائك والذين ههنا أجعلهم متشبهين بملائكتك". وتابع: "الخطية كما يعلمنا الكتاب المقدس هي التعدي على وصية الله بكل شكل ولون". ومضى قائلاً: "يجتهد كل إنسان في حياته ليتنقل من الخطية إلى التوبة، والتائب هو الذي يرفض الخطية بكل ما فيها، ويحترس منها".