ذَكَرت مصادر رئاسية أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيتوجه إلى تشاد اليوم الأربعاء في أول زيارة يقوم بها لدولة عضو بالمحكمة الجنائية الدولية التي تطالب باعتقاله بدعوى ارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية. وكانت المحكمة قد أصدرتْ عام 2009 أمرًا باعتقال البشير واتَّهمتْه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في منطقة دارفور التي يمزِّقها الصراع وفي الأسبوع الماضي أضافت الإبادة الجماعية إلى قائمة الاتّهامات. ويرفض البشير الاعتراف بالمحكمة، ويصفها بأنها "سياسية" خاصة أن ذات المحكمة ترفض إدانة المسئولين الإسرائيليين عن جرائم الإبادة التي ترتكب يوميًّا بحق الفلسطينيين، هذا غير الحرب المجرمة الأخيرة على قطاع غزة، بالإضافة إلى المجْزَرة التي وقعت مؤخرًا بحق متضامني سفن "الحرية" والتي أسقطت تسعة شهداء. وقال مصدر رئاسي لوكالة "رويترز" أمس الثلاثاء: "سيذهب إلى تشاد غدًا... سيحضر قمة دول الساحل والصحراء"، فيما ذكر مصدر آخر بالرئاسة أن الزيارة ستستمرُّ ثلاثةَ أيام. وكانت الخرطوم قد طردتْ محمد نوري وتيمان آرديمي، وهما من أبرز زعماء التمرد التشادي الذين كانوا يقيمون في السودان. وكانت تشاد قد طالبت السودان بطرد 15 متمردًا تشاديًّا بينهم نوري وآرديمي، وقال مسئول سوداني طلب عدم الكشف عن اسمه: إن المتمردين التشاديين الخمسة عشر غادروا جميعهم البلاد. وحصلتْ تشاد على عضوية المحكمة الجنائية الدولية عام 2007 حين كانت علاقاتها مع السودان المجاور متوترة، وتتعهد الدول الأعضاء بالتعاون مع تحقيقات المحكمة وبإمكان المحكمة الجنائية الدولية أن تطلب من الدول الأعضاء إلقاء القبض على المشتبه بهم داخل أراضيها. وكان كل من السودان وتشاد قد دعم المتمردين الذي يحاولون الإطاحة بحكومة الآخر لكن في العام الحالي تحسَّنَت العلاقات واتفق الجانبان على وقف الدعم للمتمردين. وفي مايو منع الرئيس التشادي إدريس ديبي زعيمًا للمتمردين من العودة إلى دارفور عبر تشاد.