قال مصدر مصري مسئول إن سفينة الأمل الليبية للمساعدات دخلت إلى ميناء العريش بعد أن أجبرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدم التوجه إلى قطاع غزة. وقال القبطان جمال عبد المقصود المسئول عن الميناء: إن ركاب السفينة سيدخلون القطاع مع الإمدادات الطبية عبر معبر رفح، وأضاف أن الأغذية ستدخل من خلال معبر العوجة الحدودي. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد قال إن القاهرة وافقت على طلب السفينة الرسو في ميناء العريش على أن يتم نقل المساعدات برا إلى قطاع غزة. وذكرت مصادر أن السفينة لا تزال متوقفة على بعد ميلين من منطقة الرسو في الميناء المصري، وأضافت أن قبطان السفينة يفضل دخول العريش صباح الخميس. وعانت سفينة "الأمل" الليبية أوضاعا صعبة ليلة الأربعاء، حيث طاردتها البوارج الإسرائيلية طوال الليل ثم جرى حصارها ومتابعتها طوال 24 ساعة، وشكلت قوات الاحتلال الإسرائيلية رواقا بحريا وأجبرت سفينة المساعدات على السير فيه والتوجه إلى غزة. وبحسب فضائية "الجزيرة" فإن الناشطين على متن الأمل قد تعرضوا للتهديد من قِبل الإسرائيليين، وإن قاربا يحمل ستة جنود مدججين بالسلاح اقترب من السفينة، وقام الجنود بترهيب الناشطين قبل أن يعودوا أدراجهم إلى السفن البحرية. وأوضحت المصادر أن الناشطين على متن السفينة يعتبرون أن مهمتهم لم تفشل بل إن من فشلوا هم من استخدموا السلاح لوقف السفينة، في إشارة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلية التي تعجز عن التواصل مع المجتمع الدولي حسب المنظمين. من جهته، ثمن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري مبادرة سفينة الأمل، ونفى أن تكون قد فشلت في مهمتها، واعتبر ما قامت به تفعيلا للدور العربي الرسمي، حيث تابعت القيادة الليبية سير رحلة السفينة خطوة بخطوة، حسب قوله. وامتدح أبو زهري جهود الزعيم الليبي معمر القذافي في هذا الصدد، وقال إن سكان غزة سيكونون في استقبال ناشطي سفينة الأمل لدى دخولهم معبر رفح. وقال إن "سفينة الأمل تستحق هذا الاسم لأنها أعادت الأمل فعلا بأن الأمة العربية لن تسمح باستمرار هذا الحصار". وأوضح الناطق باسم حماس، أن "الأمل" فضحت الادعاءات الإسرائيلية والأميركية بشأن رفع الحصار، مشيرا إلى أن منع وصول السفينة بالقوة الإسرائيلية يثبت أن الحصار لا يزال قائما، كما أن تسيير السفينة بحد ذاته يبرهن على أن شعوب العالم لم تعد تحتمل استمرار الحصار، حسبما قال. وكانت البحرية الإسرائيلية قد أبلغت مؤسسة القذافي عبر وساطات أنها ستقصف السفينة إذا حاولت التوجه لغزة، فقرر قبطان السفينة التحرك اتجاه الميناء المصري حفاظا على أرواح المتضامنين وطاقم السفينة. وتدخلت عدة أطراف أوروبية لحث ليبيا على تفادي المواجهة، كما وجهت الولاياتالمتحدة الأربعاء النداء ذاته للسلطات الليبية. وكان رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية حث المتضامنين على متن السفينة على عدم الالتفات للنداءات الإسرائيلية ومواصلة طريقهم نحو غزة. يذكر أن المجزرة الإسرائيلية بحق سفينة مرمرة نهاية مايو الماضي خلفت مقتل تسعة أتراك.