حتى الآن.. 16 مرشحا يتقدمون بأوراق ترشحهم بانتخابات الشيوخ بقنا    حريق سنترال رمسيس.. شعبة الذهب: توقف الخدمات أثر على عمليات تحديث أسعار الأسعار    محافظ الجيزة: منظومة ذكية لإحكام السيطرة على نقل مخلفات البناء والهدم    خارجية قطر: التصعيد الميداني في غزة يصعب مهمة الوسطاء    جيش الاحتلال ينذر بتوسيع عملياته في خان يونس وتفعيل النيران بشكل مكثف ومباغت    الفلبين تستدعي السفير الصيني بعد فرض بكين عقوبات على سناتور سابق انتقد الصين    الزمالك يحسم التعاقد مع الأنجولي شيكو بانزا لمدة 4 سنوات    الجزيري يطلب عقده كاملاً للرحيل.. والإدارة تبحث عن بدائل    أول تعليق من النيابة العامة بشأن حريق سنترال رمسيس.. ما الإجراءات المتخذة؟    الداخلية: سحب 883 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال يوم    رامي جمال عن ألبوم «محسبتهاش»: يهمني أقدم تجربة صادقة نابعة من القلب    افتتاح قبة «سيدي جوهر المدني» في شارع الركبية بحي الخليفة    بتكلفة 2 مليون جنيه.. بدء التشغيل التجريبي لوحدة «عناية القلب» بمستشفى الحسينية المركزي    الجبهة الوطنية: نؤكد أهمية خروج الانتخابات بصورة تليق بالدولة المصرية    الأرصاد الجوية تحذر من الرطوبة المرتفعة: تقارب ال90% بالقاهرة    الرئيس السيسي يلتقي المدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية    مواجهات نارية في إفتتاح دوري المحترفين    فيلم ريستارت يقفز بإيراداته إلى رقم ضخم.. كم حقق في دور العرض الإثنين؟    «هتضحك معاهم من قلبك».. 4 أبراج يُعرف أصحابها بخفة الدم    فيضانات تكساس.. تبادل الاتهامات بين المسؤولين بعد تجاهل التحذيرات    رسميًا.. صفقة الأهلي "الحملاوي" ينضم إلى كرايوفا الروماني    جبالي في نهاية دور الانعقاد الخامس: المجلس حمل أمانة التشريع والرقابة ويشكر المحررين البرلمانيين    بالصور.. رئيس جامعة دمياط يفتتح معرض مشروعات تخرج طلاب كلية الفنون التطبيقية    ضبط أدوية مغشوشة داخل منشآت صحية بالمنوفية    حبس سائق السيارة المتسببة في حادث مصرع طالبة وإصابة 9 من عمال اليومية بالشرقية    سؤال برلماني حول حريق مبنى سنترال رمسيس    طلب إحاطة بشأن حريق سنترال رمسيس    وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت بأعطال الاتصالات والإنترنت    المصرية للاتصالات تنعي شهداء الواجب في حادث حريق سنترال رمسيس    وزير البترول: تنفيذ مشروعات مسح جوي وسيزمي لتحديد الإمكانات التعدينية فى مصر    تراجع أسعار النفط مع تقييم المستثمرين تطورات الرسوم الأمريكية    فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز يتخطى ال131 مليون جنيه فى السينمات    وزير الإسكان يتفقد المنطقة الاستثمارية ومشروع الأرينا بحدائق "تلال الفسطاط"    اغتاله الموساد.. تعرف على أعمال غسان كنفانى أحد رموز الصمود الفلسطينى    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    وزير الإسكان يتفقد المنطقة الاستثمارية ومشروع الأرينا بحدائق "تلال الفسطاط"    رئيس الرعاية الصحية: تطوير المنشآت الطبية بأسوان وربط إلكتروني فوري للطوارئ    وكيل وزارة الصحة يتابع انتظام العمل بوحدات إدارة إسنا الصحية.. صور    ننشر صورتي ضحيتي غرق سيارة سقطت من معدية نهر النيل بقنا    استمرار تلقي طلبات الترشيح في انتخابات مجلس الشيوخ بشمال سيناء    الكشف عن سبب غياب "شريف والمهدي سليمان" عن تدريب الزمالك الأول    طريقة عمل الكشري المصري بمذاق لا يقاوم    التقديم الإلكتروني للصف الأول الثانوي 2025.. رابط مباشر وخطوات التسجيل والمستندات المطلوبة    وزيرة التنمية المحلية تتابع عمليات إخماد حريق سنترال رمسيس    حريق سنترال رمسيس.. وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم في المحافظات بصورة طبيعية وبكفاءة تامة    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن برنامج ندوات دورته ال18    معلق مباراة تشيلسي وفلومينينسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية    البرازيل ونيجيريا تبحثان التعاون الاقتصادي وتفعيل آلية الحوار الاستراتيجي    رغم غيابه عن الجنازة، وعد كريستيانو رونالدو لزوجة ديوجو جوتا    هشام يكن: جون إدوارد و عبد الناصر محمد مش هينجحوا مع الزمالك    رسميا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025    نتنياهو: إيران كانت تدير سوريا والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام    المجلس الوطني الفلسطيني: هدم الاحتلال للمنازل في طولكرم جريمة تطهير عرقي    أهم طرق علاج دوالي الساقين في المنزل    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإحباط المؤلم
نشر في المصريون يوم 05 - 09 - 2013

التفت جماهير الشعب الليبي كالبنيان المرصوص في التحام رائع بديع وتواد وتراحم فيما بينها من أجل تحقيق هدف واحد، وهو إسقاط توليفة حكم القذافي الظالمة التي ساهمت في تأخر البلاد وظلم العباد، وأيضا قام العديد من أعوانه والبعض من قيادات تلك المجموعة بتعذيب وقتل وسرقة أموال الشعب الليبي، تراصت الناس في كل مناطق ليبيا وأجبر شبابها علي حمل السلاح في مواجهة كتائب هذه الطغمة الفاسدة، نعم كان تحالفًا وتماسكًا عظيمًا أبهر العالم الخارجي ورفع من قيمة الشعب الليبي في نضاله من أجل الحرية والعدالة والمساواة ومكافحة الطغيان والظلم.
كنا نعمل- كلٌّ في مجاله- فريقًا واحدًا من أجل الوصول بليبيا إلى تحقيق النصر، كل ذلك كان يستهدف بالدرجة الأولى أن يتم بعده تكوين الدولة الليبية الحديثة الديمقراطية التي تسعى إلى رفع الظلم عن الشعب المطحون وتحقق المساواة والعدالة وترفع من مستوى حياة الفرد والأسرة الليبيه وتوفر لهذا الشعب الخدمات اللازمة والمهمة من تعليم وصحة وكافة الخدمات الأخرى تحت مظلة حكم ديمقراطي يساهم فيه كل أطياف المجتمع الليبي.
كانت هذه أمانينا، وكنت على المستوى الشخصي منذ بداية الثورة أُسخِّر كل علاقاتي وإمكاناتي الدولية والعربية والليبية لخدمة هذا التوجه بالحديث الإعلامي والكتابة والنصح والإرشاد وتقديم المشورة بشكل مباشر وغير مباشر، آخذا عهدًا على نفسي ألا أقبل أي وظيفة رسمية ولا أنتمي لأي حزب أو جماعة، وأن أقوم بعملي أولاً لوجه الله تعالى، وثانيًا لخدمة ليبيا الحبيبة وناسها الطيبين.
ومرت الأيام والشهور وفي كل فترة نصدم بتصرفات بعيدة كل البعد عما كنا نأمله ونحلم به في هذا الوطن الغالي، ولعل من المناسب أن نسرد بعض الحقائق المرة التي أدت بنا وبي شخصيًّا إلى هذا الإحباط المؤلم:
أولاً: ظهور الجشع للحصول على المال بحق أو بدون حق، وشجع علي ذلك قرار المجلس الانتقالي بمنح مكافآت للثوار المقاتلين بشكل غير منظم، ثم توسع الأمر بقيام الحذّاق السرّاق في استغلال ذلك العبث الإداري والمالي وبدءوا يتفننون في سرقة أموال الشعب الليبي واستشرى الفساد المالي بسرعة غريبة.
ثانيًا: اعتماد الإدارة الليبية في الوزارات والمصالح والهيئات على قيادات من خارج ليبيا، وأعني بهم الليبيين الذين كانوا يقيمون بالخارج ووضعهم علي رئاسة هذه الإدارات وظهور نغمة العزل السياسي وإبعاد كل العناصر الليبية التي لها الخبرة الكافية في إدارة الدولة الليبية، وكان بالإمكان أن يطعموا بهؤلاء الخبراء معهم وليس إقصاؤهم لأنني على علم بأن هناك العديد منهم عملوا في الإدارة السابقة ولكنهم كانوا وما زالوا وطنيين.
ثالثًا: تنامي الشعور بالسلطة من قبل بعض قيادات الثوار وإصرارهم على الاستمرار في مواقعهم كقادة لهذه الكتائب التي تنامت وتزايدت إلى درجة أصبحت هناك كتائب جديدة أطلقتُ عليها اسم "ثوار ما بعد التحرير".
رابعًا: تكوين كيانات سياسية تحت مسمى الأحزاب، ليس لها أي قواعد شعبية على أرض الواقع، وليس لها حكمة وإلمام ومعرفة بشئون المجتمع الليبي وتركيباته الفئوية والقبلية وأصبحت تتصارع فيما بينها وساهمت في انتشار الفوضى في السياسة والإدارة.
خامسًا: فشل الحكومات في ترتيب الحكم المحلي ومركزة الأمور بعقلية إدارية هابطة أدى الي شعور المواطن بعدم التغيير، بل إنه شعر بالتسيب الواضح في المناطق لعدم وجود الأجهزة المحلية التي تتولى إنهاء مطالبه وشئونه المحلية.
وأخيرًا: هناك صراع على السلطة بأشكال عدة، تارة تحت مسمي "الفيدرالية"، وتارة تحت مسمى "الشرعية الثورية"، وتارة تحت مسمى "الطائفية والجهوية"، والأخطر أيضًا وجود طموحات سلطوية متعددة عند بعض العسكريين في الوصول إلى السلطة، ودخول التطرف الديني بأشكاله المختلفة على الخط، وأيضا ظهور العصابات من ذوي السوابق من أجل الكسب والسيطرة، ما تسبب في تداخل الأمور وبدأت الصورة الضبابية تسيطر على البلاد.
ونتيجة لتلك الأوضاع، وبطبيعة الحال انتهز أعوان النظام السابق في الخارج والداخل هذا الأمر وبدءوا يطمحون في العودة إلى الحكم والانتقام، ودخلنا في مسلسل التفجيرات والاغتيالات.
وقد قال لي صديق في هذه الأيام بعد إتمام صلاة التراويح: "والله يا أخي أنا ندمت على كل ما فعلته في أيام الثورة"، واستدرك قائلا: "لا أقصد الندم على القذافي وأعوانه، فهم يستحقون ما حدث لهم، ولكني ندمت لأننا لم نقف وقفة جادة بعد التحرير ولم نستمر في العمل بالثورة لكي نسهم بقطع الطريق أمام كل هذه الفئات الفاسدة من ناحية، وكذلك من أجل إيقاف أو الحد من تحول الثوار إلى نفعيين تهمهم مصالحهم وأن الثورة لهم وحدهم".
قال صديقي لي ذلك، ونحن في حديث أمام المسجد، وهو لا يدري أنني منذ اغتيال الشهيد عبد السلام المسماري، ثم تفجير ميدان وساحة الحرية بالمحكمة ببنغازي، وأنا أعيش حالة من الاكتئاب والإحباط غير العادي، ويزداد الإحباط عندي عندما أفتح أي قناة من قنواتنا الفضائيه التي تحولت للأسف لأبواق تمثل أجندات بعينها ولا تهتم بحقائق الأمور لتقديم النافع لليبيا وناسها، لأن قنواتنا وتصريحات مسئولينا من وزراء أو نواب، أصبحت كلها مقرفة وتصيب الإنسان بالإحباط والاكتئاب.
واليوم في ليلة القدر وأنا أكتب هذا المقال أدعو المولي عز وجل أن يزيل عني وعن كل الليبيين والليبيات هذا الإحباط وأن يحفظ الله ليبيا وأهلها وأن يولي علينا خيارنا.. يارب.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.