مجلس الوزراء يوافق على إقامة 7 مشروعات في 5 محافظات    محافظ الأقصر يشهد انطلاق فعاليات أسبوع الخير أولى.. صور    ترانسكارجو إنترناشيونال توقع مذكرة لتشغيل محطة متعددة الأغراض بميناء السخنة    إذاعة الجيش الإسرائيلي: استشهاد 3 مسلحين فلسطينيين في جنين    وزير الحرب الأمريكي: ألمانيا وفرنسا تستعدان للحرب    تدريبات فنية وخططية في مران الزمالك استعدادا لكايزر تشيفز    موعد مباراة الأهلى والجيش الملكي فى دوري أبطال أفريقيا    رئيس الوزراء: شهادات المدارس التطبيقية التي سننشئها مع إيطاليا تمكن الخريجين من العمل في أوروبا    إصابة سائق و3 آخرين فى حادث تصادم جرار قطار غرب الإسكندرية    انخفاض الحرارة غدا.. وأمطار على بعض المناطق والصغرى بالقاهرة 16 درجة    الشيخ خالد الجندي يوضح معنى حديث أول شيءٍ يُرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا    الأزهر: التحرش بالأطفال جريمة منحطة حرمتها جميع الأديان والشرائع    إعلان نتائج بطولة الملاكمة بالدورة الرياضية للجامعات والمعاهد العليا دورة الشهيد الرفاعي "53"    توزيع جوائز الفائزين بمسابقة أجمل صوت فى تلاوة القرآن الكريم بالوادى الجديد    رئيس المجلس الوطني للإعلام بالإمارات يزور عادل إمام.. والزعيم يغيب عن الصورة    مُصطفي غريب ضيف آبلة فاهيتا "ليلة فونطاستيك.. السبت    أحمد عبد القادر يغيب عن الأهلي 3 أسابيع بسبب شد الخلفية    عقدة ستالين: ذات ممزقة بين الماضى والحاضر!    توجيهات مزعومة للجنة الدراما تثير جدلا واسعا قبل موسم رمضان 2026    قراءة في هدية العدد الجديد من مجلة الأزهر، السنة النبوية في مواجهة التحدي    رئيس جامعة بنها : اعتماد 11 برنامجا أكاديميا من هيئة ضمان جودة التعليم    رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر: دولة التلاوة ثمرة الكتاتيب في القرى    «التأمين الصحى الشامل» يقرر تحديث أسعار الخدمات الطبية بدءًا من يناير 2026    وزير الصحة يزور أكبر مجمع طبي في أوروبا بإسطنبول    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    أسوان تحصد جائزتين بالملتقى الدولى للرعاية الصحية    منظمات حقوقية: مقتل 374 فلسطينيا منهم 136 بهجمات إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار    زهراء المعادي: الموافقة على عرض الشراء الإجباري مرهونة بعدالة السعر المقدم    إصابة شخص في انفجار أنبوبة غاز بقرية ترسا بالفيوم    أوقاف الغربية تنظّم ندوة علمية بالمدارس بعنوان «حُسن الجوار في الإسلام»    وزير الشباب والرياضة يستقبل سفير دولة قطر لبحث التعاون المشترك    السعودية: 4.8% من سكان المملكة أكبر من 60 عاما    غلق 32 منشأة طبية خاصة وإنذار 28 أخرى خلال حملات مكثفة بالبحيرة    لتعاطيهم المخدرات.. إنهاء خدمة 9 عاملين بالوحدة المحلية وإدارة شباب بكوم أمبو    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    الهلال الأحمر المصري يرسل القافلة ال82 إلى غزة محملة ب260 ألف سلة غذائية و50 ألف بطانية    الفنانة الإسبانية ماكارينا ريكويردا تشارك في مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    عشرات القتلى و279 مفقودًا في حريق الأبراج العملاقة ب هونغ كونغ    محامي رمضان صبحي: التواصل معه صعب بسبب القضية الأخرى.. وحالة بوجبا مختلفة    روز اليوسف على شاشة الوثائقية قريبًا    عادل فتحي نائبا.. عمومية المقاولون العرب تنتخب مجلس إدارة جديد برئاسة محسن صلاح    كأس مصر| البنك الأهلي في اختبار حاسم أمام بور فؤاد بحثًا عن عبور آمن لدور ال16    حقيقة فسخ بيراميدز تعاقده مع رمضان صبحي بسبب المنشطات    ارتفاع حصيلة الفيضانات وانزلاقات التربة في إندونيسيا إلى 19 قتيلا    بعد مرور عام على تنفيذه.. نعيد نشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان    3 قرارات جديدة لإزالة تعديات على أملاك بنك ناصر الاجتماعى    المفوضة الأوروبية: ما يحدث في السودان كارثة إنسانية    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    جامعة بنها ضمن الأفضل عربيًّا في تصنيف التايمز البريطاني    جولة إعادة مشتعلة بين كبار المرشحين واحتفالات تجتاح القرى والمراكز    الأحزاب ترصد مؤشرات الحصر العددى: تقدم لافت للمستقلين ومرشحو المعارضة ينافسون بقوة فى عدة دوائر    وزير الانتاج الحربي يتابع سير العمل بشركة حلوان للصناعات غير الحديدية    عمر خيرت يوجه رسالة للجمهور بعد تعافيه من أزمته الصحية.. تعرف عليها    عصام عطية يكتب: «دولة التلاوة».. صوت الخشوع    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    ضعف المناعة: أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه بطرق فعّالة    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    «امرأة بلا أقنعة».. كتاب جديد يكشف أسرار رحلة إلهام شاهين الفنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإحباط المؤلم
نشر في المصريون يوم 05 - 09 - 2013

التفت جماهير الشعب الليبي كالبنيان المرصوص في التحام رائع بديع وتواد وتراحم فيما بينها من أجل تحقيق هدف واحد، وهو إسقاط توليفة حكم القذافي الظالمة التي ساهمت في تأخر البلاد وظلم العباد، وأيضا قام العديد من أعوانه والبعض من قيادات تلك المجموعة بتعذيب وقتل وسرقة أموال الشعب الليبي، تراصت الناس في كل مناطق ليبيا وأجبر شبابها علي حمل السلاح في مواجهة كتائب هذه الطغمة الفاسدة، نعم كان تحالفًا وتماسكًا عظيمًا أبهر العالم الخارجي ورفع من قيمة الشعب الليبي في نضاله من أجل الحرية والعدالة والمساواة ومكافحة الطغيان والظلم.
كنا نعمل- كلٌّ في مجاله- فريقًا واحدًا من أجل الوصول بليبيا إلى تحقيق النصر، كل ذلك كان يستهدف بالدرجة الأولى أن يتم بعده تكوين الدولة الليبية الحديثة الديمقراطية التي تسعى إلى رفع الظلم عن الشعب المطحون وتحقق المساواة والعدالة وترفع من مستوى حياة الفرد والأسرة الليبيه وتوفر لهذا الشعب الخدمات اللازمة والمهمة من تعليم وصحة وكافة الخدمات الأخرى تحت مظلة حكم ديمقراطي يساهم فيه كل أطياف المجتمع الليبي.
كانت هذه أمانينا، وكنت على المستوى الشخصي منذ بداية الثورة أُسخِّر كل علاقاتي وإمكاناتي الدولية والعربية والليبية لخدمة هذا التوجه بالحديث الإعلامي والكتابة والنصح والإرشاد وتقديم المشورة بشكل مباشر وغير مباشر، آخذا عهدًا على نفسي ألا أقبل أي وظيفة رسمية ولا أنتمي لأي حزب أو جماعة، وأن أقوم بعملي أولاً لوجه الله تعالى، وثانيًا لخدمة ليبيا الحبيبة وناسها الطيبين.
ومرت الأيام والشهور وفي كل فترة نصدم بتصرفات بعيدة كل البعد عما كنا نأمله ونحلم به في هذا الوطن الغالي، ولعل من المناسب أن نسرد بعض الحقائق المرة التي أدت بنا وبي شخصيًّا إلى هذا الإحباط المؤلم:
أولاً: ظهور الجشع للحصول على المال بحق أو بدون حق، وشجع علي ذلك قرار المجلس الانتقالي بمنح مكافآت للثوار المقاتلين بشكل غير منظم، ثم توسع الأمر بقيام الحذّاق السرّاق في استغلال ذلك العبث الإداري والمالي وبدءوا يتفننون في سرقة أموال الشعب الليبي واستشرى الفساد المالي بسرعة غريبة.
ثانيًا: اعتماد الإدارة الليبية في الوزارات والمصالح والهيئات على قيادات من خارج ليبيا، وأعني بهم الليبيين الذين كانوا يقيمون بالخارج ووضعهم علي رئاسة هذه الإدارات وظهور نغمة العزل السياسي وإبعاد كل العناصر الليبية التي لها الخبرة الكافية في إدارة الدولة الليبية، وكان بالإمكان أن يطعموا بهؤلاء الخبراء معهم وليس إقصاؤهم لأنني على علم بأن هناك العديد منهم عملوا في الإدارة السابقة ولكنهم كانوا وما زالوا وطنيين.
ثالثًا: تنامي الشعور بالسلطة من قبل بعض قيادات الثوار وإصرارهم على الاستمرار في مواقعهم كقادة لهذه الكتائب التي تنامت وتزايدت إلى درجة أصبحت هناك كتائب جديدة أطلقتُ عليها اسم "ثوار ما بعد التحرير".
رابعًا: تكوين كيانات سياسية تحت مسمى الأحزاب، ليس لها أي قواعد شعبية على أرض الواقع، وليس لها حكمة وإلمام ومعرفة بشئون المجتمع الليبي وتركيباته الفئوية والقبلية وأصبحت تتصارع فيما بينها وساهمت في انتشار الفوضى في السياسة والإدارة.
خامسًا: فشل الحكومات في ترتيب الحكم المحلي ومركزة الأمور بعقلية إدارية هابطة أدى الي شعور المواطن بعدم التغيير، بل إنه شعر بالتسيب الواضح في المناطق لعدم وجود الأجهزة المحلية التي تتولى إنهاء مطالبه وشئونه المحلية.
وأخيرًا: هناك صراع على السلطة بأشكال عدة، تارة تحت مسمي "الفيدرالية"، وتارة تحت مسمى "الشرعية الثورية"، وتارة تحت مسمى "الطائفية والجهوية"، والأخطر أيضًا وجود طموحات سلطوية متعددة عند بعض العسكريين في الوصول إلى السلطة، ودخول التطرف الديني بأشكاله المختلفة على الخط، وأيضا ظهور العصابات من ذوي السوابق من أجل الكسب والسيطرة، ما تسبب في تداخل الأمور وبدأت الصورة الضبابية تسيطر على البلاد.
ونتيجة لتلك الأوضاع، وبطبيعة الحال انتهز أعوان النظام السابق في الخارج والداخل هذا الأمر وبدءوا يطمحون في العودة إلى الحكم والانتقام، ودخلنا في مسلسل التفجيرات والاغتيالات.
وقد قال لي صديق في هذه الأيام بعد إتمام صلاة التراويح: "والله يا أخي أنا ندمت على كل ما فعلته في أيام الثورة"، واستدرك قائلا: "لا أقصد الندم على القذافي وأعوانه، فهم يستحقون ما حدث لهم، ولكني ندمت لأننا لم نقف وقفة جادة بعد التحرير ولم نستمر في العمل بالثورة لكي نسهم بقطع الطريق أمام كل هذه الفئات الفاسدة من ناحية، وكذلك من أجل إيقاف أو الحد من تحول الثوار إلى نفعيين تهمهم مصالحهم وأن الثورة لهم وحدهم".
قال صديقي لي ذلك، ونحن في حديث أمام المسجد، وهو لا يدري أنني منذ اغتيال الشهيد عبد السلام المسماري، ثم تفجير ميدان وساحة الحرية بالمحكمة ببنغازي، وأنا أعيش حالة من الاكتئاب والإحباط غير العادي، ويزداد الإحباط عندي عندما أفتح أي قناة من قنواتنا الفضائيه التي تحولت للأسف لأبواق تمثل أجندات بعينها ولا تهتم بحقائق الأمور لتقديم النافع لليبيا وناسها، لأن قنواتنا وتصريحات مسئولينا من وزراء أو نواب، أصبحت كلها مقرفة وتصيب الإنسان بالإحباط والاكتئاب.
واليوم في ليلة القدر وأنا أكتب هذا المقال أدعو المولي عز وجل أن يزيل عني وعن كل الليبيين والليبيات هذا الإحباط وأن يحفظ الله ليبيا وأهلها وأن يولي علينا خيارنا.. يارب.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.