رفضت دار الإفتاء المصرية إبداء الرأي الشرعي حول مشروعية زيارة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والأماكن المقدسة هناك بتأشيرة إسرائيلية، فيما بدا تفاديًا لإحراج الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الذي قال إنه يرغب في زيارة القدس، غير عابئ بحصول على تأشيرة إسرائيلية. السؤال الذي جاء عبر الهاتف ويحمل رقم- 623361- يطلب فيه سائله الرأي الشرعي حول قيامه بتلبية دعوة أحد أصدقائه بفلسطين لزيارة القدس والأراضي المحتلة دعما للقضية الفلسطينية، وتساءل عما إذا كان حصوله على تأشيرة إسرائيلية يعد محرما شرعا لكونه تطبيعا مع الكيان الصهيوني؟. لكن السائل لم يتلق الإجابة من دار الإفتاء على السؤال، في إطار إستراتيجية دار الإفتاء بعدم التطرق أو الإجابة على مثل هذه النوعية من الأسئلة، بغرض عدم إثارة الجدل كما حدث حول فتاوى مماثلة في السابق، وبناء على تعليمات مشددة من الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية لأعضاء لجنة الفتوى بدار الإفتاء. وبدا ذلك حرصا من جانب المفتي على تفادي حدوث صدام فقهي بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من جهة والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف من جهة أخرى، بسبب تناقضهما في الرأي حول المسألة. إذ أن الإجابة على السؤال ستؤدي بلا شك إلى صدام متوقع لدار الإفتاء والمفتي بين أحد قطبي المؤسسة الدينية في مصر الإمام الأكبر، بعد أن أكد شيخ الأزهر مرارًا رفضه زيارة القدس، قائلاً: أرفض زيارة القدس والمسجد الأقصى في الوقت الراهن وأدعو المسلمين لعدم زيارتها من خلال التأشيرات الإسرائيلية، لأن ذلك يعني تكريس الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بمشروعيته". في حين يبدى وزير الأوقاف ترحيبًا بزيارة القدس غير عابئ بحصوله على تأشيرة إسرائيلية، في ظل خضوعها للاحتلال الإسرائيلي، تأكيدًا على عروبتها وإسلاميتها، معتبرًا أن زيارة القدسوفلسطين ليست تطبيعًا مع الاحتلال الإسرائيلي بل هي تأكيد للحق العربي والإسلامي في المدينة المقدسة، كما أن فيها تعزيزًا لصمود الشعب الفلسطيني ورفعا لمعنوياته ودعمًا لرباطه في أرضه ومقدساته، مشددًا على أن التفاف العالم الإسلامي حول القدس وزيارة المسجد الأقصى أمر ضروري. ورأى أن الاكتفاء بالشعارات لن ينفع القضية الفلسطينية في شيء، فالقدس إسلامية تخص أكثر من مليار مسلم وليس قضية عربية فقط، ومقاطعتها سيمنح الفرصة لإسرائيل النجاح في تهويد القدس وتدفق الوفود الإسلامية يمكن المسلمين من فضح إسرائيل أمام الرأي العام العالمي فضلا عن رواج الاقتصاد المقدسي، لأن المستفيد الأول من ذلك هم الفلسطينيون وليس كما يزعم البعض. كما يدعو زقزوق جماهير العالم العربي والإسلامي لزيارة فلسطين وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، باعتبار ذلك واجبًا دينيًا وأخلاقيًا لا ينبغي تأخيره أو المماطلة فيه، ويؤكد الوزير أن ذلك مطلب جميع القيادات الفلسطينية، فالقدس هي عاصمة فلسطين الخالدة الأبدية.