ابتداء أنا لست من هواة كرة القدم أو مشجعيها ، ولكن مطالعة الأخبار ومعرفة ما يدور من حولي هوايتي المفضلة ، ومن ضمن الأخبار التي أحرص على مطالعتها الأخبار الرياضية ، ومن خلال قراءاتي السياسية وقراءاتي الرياضية وجدت شبهاً كبيراً بين النادي الأهلي والحزب الوطني ، ووجدت تكاملاً للأدوار بينهما ووجدت أوجه الشبه عديدة سأسرد بعضها: • كلاهما يتجاوز القانون بل يطأه بالأقدام من أجل تحقيق نجاحاته ، ويستخدم سلطات مشجعيه أو أعضاءه في تفصيل القوانين على مقاسه وحده ، وسأضرب مثالاً واحداً للتدليل على قولي والشواهد كثيرة ، فعندما مر النادي الأهلي بكبوة صاحبة أربع مواسم متتالية في مطلع هذا القرن، قام عضو النادي الأهلي الكاتب الصحفي ورئيس اتحاد الكرة في ذلك الوقت بتغير اللوائح حتى يتسنى للنادي الأهلي شراء فريق كامل غير به جلده ، وخطف كل نجوم الأندية الأخرى ، وسعى لتخريب الأندية المنافسة ، وشجع لاعبيها على التمرد ، حتى يكون المسيطر على البطولات التي إن لم تأتي بأقدام لاعبيه أتت بمحاباة الحكام ، وكذلك فعل الحزب الوطني عندما وجد في الانتخابات الماضية انهياراً لاسطورته ولم يحصل إلا على 150 مقعد تقريباً بسبب وجود الإشراف القضائي المحدود انتابته لوثة وشعر بنهايته ، فلجأ إلي ترزية القوانين واتخذ قراراً عاجلاً بتعديل الدستور ، ليس استجابة للجماعة الوطنية التي تدعو من زمن بعيد لتغيير الدستور لتطوير الحياة السياسية وبعث الحياة فيها من جديد ، ولكن غير الدستور ليعيدنا للوراء سنوات عديدة حتى قبل عصور الظلام ، فألغى الإشراف القضائي ، وحدد شخص رئيس الجمهورية في مرشح الحزب الوطني وغيرها من المواد التي تأبي شعوب الواك الواك أن تُحْكَمَ بها ، ونتيجة طبيعية لذلك ما رأيناه في انتخابات الشورى. • كلاهما يستغل ممتلكات الدولة في تحقيق مآربه ، فالأهلي يستغل وكالة الأهرام للإعلان لشراء صفقاته وإغراء اللاعبين للانضمام إليه ، وتناسى حسن حمدي ومحمود الخطيب أن هذه أموال الشعب وليست أموال النادي الأهلي ، وتغمض الدولة عينها وترضى بهذا السفه رغم ديون مؤسسة الأهرام للضرائب والتي تجاوزت 2 مليار جنية ، وكذلك يستغل الحزب الوطني أموال الشعب في تمويل انتخاباته ، ودعم مرشحيه ، ويستبيح أفراد حكومته ممتلكات الشعب ويحولونها إلى ممتلكات خاصة يتقاسمونها فيما بينهم ، متجاوزين كل القوانين والشرائع التي وضعوها ، وخائنين للأمانة التي وُضِعَت في رقابهم ، حتى يقول قائلهم عندما صدر حكم إحدى المحاكم بإلغاء أحد عقود توزيع مصر على كبار الحزب الوطني : إن الحكم بإلغاء العقد صحيح ، ولكنه لا يبطل التعاقد. • كلاهما يستغل الآلة الإعلامية في نيل مبتغاه وتحطيم خصومه ، فالنادي الأهلي يستغل الإعلاميين المنتمين إليه في تجميل صورته ، وتشويه صورة منافسيه ، فكم من الفضائح تحدث داخل جدران النادي ولكن الآلة الإعلامية تقول أنه نادي المبادئ ، وكذلك الحزب الوطني يستغل كل وسائل الإعلام في تشويه معارضيه والنيل منهم ، نرى ذلك فيما حدث ويحدث للإخوان المسلمين ، وما حدث ويحدث لأيمن نور عندما تجرأ وترشح لمنصب الرئاسة ، وما يحدث وسيحدث للدكتور البردعي عندما نادي بالتغيير. • الحزب الوطني يستغل النادي الأهلي في إلهاء الشعب عما يعيشه من أزمات ، وما جره على هذه الأمة من نكبات ، ويستغل الإعلام في شغل الناس بمن اشتراه الأهلي من لاعبين ، وما خطفه من منافسه التقليدي نادي الزمالك من نجوم على غرار فيلم عنتر ولبلب ، فأصبح هَمُّ الناس من يخطف الأهلي من الزمالك ، ومتى يضرب عدلي القيعي ممدوح عباس القلم القادم ، كي يعيش الناس في هذا السفه ، وينشغلون عن الأوضاع المتردية التي آلت إليها البلاد ، وأنهكت العباد ، وجعلتنا في ركاب المتخلفين بين الأمم. جالت هذه الخواطر ببالي وأنا أرى مصر وهي تسير من سيئ إلى أسوأ ، والأزمات تحيطها من كل جانب وتدفع بها إلى الهاوية ، وكبار الحزب الحاكم مصرين على الاستيلاء على مقدرات هذا الشعب المسكين ، وأرى الشعب لاهياً أمنية حياته أن يعلم هل جدو من حق الزمالك ، أم سيمارس الأهلي هوايته ويسطو عليه. وفي النهاية أعتذر لجماهير النادي الأهلي إنْ كنت خضت في الكيان المقدس ، أما الحزب الوطني فتكفل أحمد عز بكشف سوءاته ، وأدعو الله أن يقيض من رجالات مصر المخلصين من يأخذ بيدها قبل أن تغرق السفينة بالجميع. السيد مجاهد