اعتبر الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن مشكلة المسلمين حاليا تتمثل في قيام البعض بالتستر بعباءة الدين ورفع أصواتهم بالصراخ والعويل لتحقيق أهداف سياسية وغايات خاصة، مؤكدا أن الأزهر يسعى في المرحلة القادمة للتصدي لهذه الأصوات من خلال إعلاء صوت "الإسلام السمح" الذي يخاطب المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة، سواء بآيات القران الكريم أو بالتطبيق من خلال المعاملات مع أصحاب الحضارات الأخري. جاء ذلك خلال لقائه أمس بوفد تركي ضم عددا من الأساتذة الجامعيين والمثقفين. وأكد الوفد الزائر خلال اللقاء أن الشعب التركي ينظر لمصر نظرة إعزاز، موضحين أن الله تعالي شرفها حيث كانت دوما وجها مشرقا للإسلام ومعقلا للدين الحنيف، خاصة بعد إفلاس الأيدلوجيات المادية. في سياق آخر، أكد الطيب خلال استقباله أمس وفدًا من الطلاب الايطاليين الذين يدرسون العلوم اللاهوتية في الفاتيكان برئاسة البروفيسور "انجيليو" والمطران "مكاريوس" أن الأزهر يقوم حاليا بإعداد ورقة جديدة حول العلاقات بين المسلمين والمسيحيين وضرورة الحوار بين المؤمنين و أصحاب الديانات الأخرى لتفادى "رزمة" السلبيات وسوء التفاهم التي كثيرا ما توجد في الخطاب الديني بالغرب. وطالب الطيب بضرورة تضافر الجهود بين من وصفهم ب"المؤمنين" جميعا للتصدي لظاهرة الإلحاد والفلسفات المادية من أجل إنسانية علي أسس من القيم الأخلاقية والمعاني السامية. طالب الطيب بضرورة إظهار مبادئ الإسلام التي تقوم علي الإيمان بسائر الرسالات السماوية والاعتراف بالأديان وخاصة مكانة المسيح عليه السلام وأمه العذراء البتول السيدة مريم والتي خصها القرآن بسورة كاملة. وأكد أن هدف الأزهر الأساسي هو نشر السلام العالمي من خلال تعاون المؤمنين بالله علي اختلاف أديانهم، انطلاقا من القواسم المشتركة بين الأديان جميعا في الرحمة والعدل والحض علي عمل الخير. من جانبه، أكد الوفد الايطالي أنهم حريصون علي التعرف علي مصر باعتبارها قلب الإسلام ومن أوائل من اعتنق المسيحية، وأشاروا إلى وثيقة الفاتيكان الثانية الصادرة عام 1965 والتي أكدت علي احترام المسلمين باعتبارهم يعبدون الله الرحمن القدير ولابد من تجاوز العداءات التي حدثت في القرون الوسطي خصوصا أثناء الحروب الصليبية التي نشأت بسبب الجهل وعدم معرفة الآخر.