تطلق وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية أول الشهر المقبل حملة إعلامية وشعبية للمطالبة بإنقاذ حياة الأسرى المرضى وإطلاق سراحهم خاصة من في حالة حرجة داخل السجون الإسرائيلية ، ومن المقرر أن يقوم بالحملة مجموعة من المؤسسات العاملة في مجال الأسرى وهي مركز الحريات ونادي الأسير والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى حيث ترتكز الحملة على سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والمتواصلة بحق الأسرى وخطورة ما يتعرضون له صحيا . وقال عيسي قراقع وزير شئون الأسري الفلسطيني إن الهدف من الحملة هو تسليط الضوء على مأساة الأسرى المرضى، ومدى انتهاك إسرائيل للقوانين والشرائع الإنسانية، والعمل على حشد الرأي العام الدولي والحقوقي والإعلامي، للوقوف إلى جانب الأسرى المرضى وحقوقهم وإنقاذ حياتهم. وأشار قراقع إلى التدهور الخطير بحق الأسير المعاق محمد خميس إبراش من مخيم الأمعري والمحكوم 3 مؤبدات و35 عاما والذي يعاني من إعاقة بسبب بتر قدمه اليسرى وصعوبة في السمع وانعدام الرؤية وهو وبحاجة إلى زراعة قرنية بالعين اليسرى نتيجة إصابته بالرصاص على يد قوات الاحتلال خلال اعتقاله عام 2003. وطالب قراقع الاتحاد الأوروبي بتجميد الاتفاقيات التجارية والاقتصادية مع دولة إسرائيل بسبب استمرار انتهاكاتها لحقوق الأسرى بالسجون ومخالفتها لأحكام القانون الدولي الإنساني. وأكد أن على الاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف مماثل لما اتخذته حول المستوطنات وإخراج كافة المؤسسات الإسرائيلية الداعمة للمستوطنات من أي تمويل ودعم أوروبي، وتطبيق ذلك على قضية الأسرى لا سيما أن أحد الاشتراطات الأساسية لاتفاقيات التعاون الأوروبية الإسرائيلية هو احترام حقوق الإنسان الفلسطيني. ولفت قراقع إلى انتهاكات عديدة بحق الأسرى تخالف المواثيق الدولية كاستمرار اعتقال الأطفال والاعتقال الإداري واعتقال النواب والإهمال الصحي والحرمان من الزيارات والتعليم وغيرها. واطلع وزير الأسرى الفلسطيني، خلال لقائه بوفد برلماني سويدي من نشطاء متضامنين مع الشعب الفلسطيني، على تفاصيل الأوضاع التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال، لافتا إلى أن منظومة القوانين والإجراءات الإسرائيلية التي تطبق بحق الأسرى، تشكل مأساة حقيقية لكل القيم الإنسانية وقرارات الأممالمتحدة ومبادئ حقوق الإنسان. كما استعرض قراقع مع الوفد سلسلة الانتهاكات التي تقوم بها حكومة إسرائيل بحق الأسرى كمنع الزيارات والقمع المتواصل والإهمال الطبى، وحرمانهم من التعليم، واستمرار الاعتقال الإداري واعتقال الأطفال القاصرين، واعتقال النواب واستخدام التعذيب بحق الأسرى وغيرها، وأشار إلى الحالة الصحية المتدهورة للأسرى المضربين عن الطعام والذين يواجهون خطر الموت الحقيقى، مطالبا بتحرك فاعل لإنقاذ حياتهم. وبدوره،عبر عضو البرلمان السويدي مايكل سيفنسون، عن استنكاره لهذه الممارسات التي تتناقض مع القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، موضحا أن إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتمكينه من العيش بسلام وأمان في دولته الحرة والمستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، أصبحت ضرورة حتمية لإنهاء الصراع وتحقيق السلام، وهذا ما يجمع عليه العالم وكل محبي السلام في المجتمع الدولي. ومن ناحيتها، طالبت رئيس نادي الأسير برام الله أماني سرحنا المجتمع الدولي بسرعة التدخل والتوسط لدي الحكومة الإسرائيلية لسرعة الإفراج عن 150 أسيرا فلسطينيا يعانون من أمراض مزمنة وفي حالة حرجة . وقالت سرحنا إن هناك مايقدر بالخمسة ألاف أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية منهم 200 طفل وأكثر من ألف مريض بالإضافة إلي 150 مريضا حالتهم الصحية في تدهور . ووصفت سرحنا حملة الاعتقالات الممنهجة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي يوميا تجاه الشعب الفلسطيني أنها تجاوزت حد الجريمة، مؤكدة وجود اعتداءات باتت تحدث بشكل يومي لدرجة أنه أصبح من الصعوبة إحصائها نظرا لتنوعها وكثرة الأعداد منها بمختلف المدن الفلسطينية . ومن جانبه، أفاد محامى وزارة الأسرى كريم عجوة الذي زار الأسير إبراش في سجن "عسقلان" بأن الأسير دخل مرحلة خطيرة صحيا، وبدأ يعاني من التهابات شديدة في قدمه اليسرى وبحاجة إلى تركيب طرف صناعي، وقدمه المبتورة بدأت تنزف الدماء ومن المحتمل استئصال ما تبقى من رجله المبتورة. ولفت الأسير محمود غلمة إلى أن حالة الأسير إبراش تعتبر من أصعب الحالات المرضية في سجن 'عسقلان' وبحاجة إلى تدخل عاجل لمعالجته، حيث أصبح مهددا بفقدان السمع والبصر إضافة إلى الآلام التي يعانيها بسبب إعاقته. كما أشار المحامي عجوة إلى أن الوضع الصحي للأسير تامر راسم الريماوي، من بيت ريما والمحكوم 3 مؤبدات، قد تدهور بشكل كبير، لأنه يعاني من حالات إغماء وتشنجات متكررة بسبب إصابة في رأسه قبل اعتقاله ولم يتم إعطاء العلاج له خلال الاعتقال. وقال عجوة إنه لاحظ خلال زيارته للسجين راسم الريماوي في سجن عسقلان ، إنه كان من المقرر أن تجرى له فحوصات طبية في مستشفى 'هداسا عين كارم' أو مستشفى 'برزلاي'، ولكن لم يتم ذلك رغم الوعود الكثيرة.