اتهم الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، دولة قطر بأنها تسعى لنشر الفوضى فى مصر من أجل أن تعزز مكانتها فى العالم العربي، لتكون "إسرائيل العرب"، مؤكدًا أنها لن تستطيع تنفيذ ذلك المخطط، مشددًا على أن سوء إدارة الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين للبلاد على مدار (12) شهرًا جعل 33 مليون مصرى يخرجون فى (30) يونيه. وأشار البدوى، فى حوار نشرته صحيفة "أخبار اليوم" السودانية، عقب زيارته التى استغرقت عدة أيام للخرطوم، إلى أنه تفاجأ بوضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر أثناء سفره إلى السودان فى منتصف الليل، ما دعاه للانتظار حتى صباح اليوم التالى للتقدم بطلب للنائب العام لرفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر، مشيرًا إلى أنه لم يكن وحده على القائمة بل كان هناك المرشح السابق للانتخابات الرئاسية حمدين صباحي، وعدد آخر من السياسيين المعروفين. وأوضح البدوى، أنه أقدم على هذه الزيارة نظرا لما لمسه من تناول إعلامى قد يسيء إلى العلاقة بين البلدين، ولذلك التقيت حزب المؤتمر الوطنى (الحاكم).. وحزب الأمة برئاسة السيد الصادق المهدي.. والحزب الاتحادي، أوضحت خلالها حقيقة ما جرى ويجرى فى مصر حتى لا يكون هناك أى التباس يؤثر على العلاقة بين الشعبين. وأوضح البدوى، أنه كان من المخطط أن يتم عمل مجتمع عمرانى زراعي، يضم داخله أسر سودانية وأسر مصرية تعيش مع بعض وتتصاهر وتنصهر ويحصل الارتباط الأسرى زى زمان.. ولكن بعض الصحف السودانية أثارت المسألة وكأنها احتلال لهذا حرصاً منا على العلاقة ومنعاً لأى سوء فهم أو لغط قد يسيء إلى علاقتنا التاريخية لم نأخذ ولا فدان واحد من الأرض من السودان ولن نأخذ، وسنتجه أن يستصلح شبابنا أرضنا فى مصر. وأضاف البدوى، أنه خلال لقائه حزب المؤتمر الوطنى (الحاكم) وحزب الأمة القومى والحزب الاتحادي، أطلعهم على حقيقة ما تم فى مصر منذ الإعلان الدستورى اللى صدر فى (22) نوفمبر حتى يوم (30) يونيه.. وحتى اليوم.. فأطلعت الأحزاب المذكورة التى التقيت بها وبقادتها على كل ذلك، مشددًا على أن ما حدث فى مصر هو ثورة حقيقية بجميع المقاييس، تتطابق تماما من حيث الشكل مع ثورة (25) يناير، فمن حيث الحشد، جميع الملايين اللى نزلت فى (30) يونيه تفوق أضعاف ما حدث فى (25) يناير، ففى (25) يناير انتقلت السلطة كاملة للقوات المسلحة أى أن الحكم كان عسكرياً.. ولكن فى (30) يونيه انحاز الجيش إلى ثورة الشعب وتسلم السلطة رئيس مدنى وحكومة مدنية والجيش ليس طرفاً بينما القائد العام فقط وزيراً فى حكومة مدنية، وبالتالى لأننى أرى أن كل الشعب السودانى يمكن مشاهدته لقناة الجزيرة عالية (أنا والله لأول مرة أشاهد قناة الجزيرة هنا وأنا فى السودان). وأكد البدوى، فى حواره أنه شاهد تدليسًا كبيرًا جداً وقلبًا للحقائق تقودها قطر، التى تمتلك أموال طائلة وتريد أن تصنع لنفسها دولة، وهى ليست دولة، مضيفًا أنها مهما امتلكت من أموال فلن تشترى حضارة.. لأنها قناة فضائية أفرزت دولة اسمها قطر، لأنها تريد أن تكون (إسرائيل العرب) بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، وتتصور أنها تستطيع نشر الفوضى فى مصر، ولكن مصر دولة كبيرة وعصية على الفوضى لأن شعبها متماسك تماسكًا كبيرًا جداً. وشدد البدوى، على أن الخلاف ليس خلافاً حول الشريعة وليس خلافاً حول الدولة الإسلامية والدولة العلمانية، حزب الوفد هو حزب ليبرالى محافظ.. مبادئ هى الشريعة الإسلامية وهى المصدر الرئيسى للتشريع، ونرفض الدولة العلمانية التى تفصل بين الدين والدولة، كما نرفض أيضاً الدولة الدينية الثيوقراطية، هذه ثوابت الوفد المعلنة منذ تاريخه، لأن مؤسسه سعد زغلول كان أزهريا، كما أن الشيخ محمد متولى الشعراوى كان أحد قيادات الوفد.. وانضم للإخوان المسلمين واشترك مع حسن البنا فى بداية تأسيس الجماعة ثم كتب مقالاً يمتدح فيه النحاس باشا رئيس الوفد.. فاستدعاه حسن البنا وعنفه على كتابة هذا المقال فقال له الشيخ الشعراوى أنا امتدحت هذا الرجل لأنه أقرب لشرع الله.. وهو رجل صالح ووطني، فاستقال الشيخ الشعراوى من الإخوان منذ ذلك التاريخ وانضم لحزب الوفد. وأكد أنه بناء على المعطيات السابقة فليس حرباً ولا خلافاً بين الشريعة واللا شريعة.. ولكنها خلاف سياسى ضد سياسات فصيل تولى إدارة الدولة وفشل وثار الشعب ضده حتى من انتخبوه ثاروا ضده. وشدد رئيس حزب الوفد على أن حل الأزمة السياسية لن يكون حلاً أمنياً فقط خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تخوض الآن حربًا حقيقية مع الإرهاب فى سيناء ضد جماعات إرهابية قدمت إلينا من بلدان أجنبية مختلفة، مؤكدًا أن الجميع سيجتمع على الطاولة فى حل سياسى للأزمة ولكن بشرط معاقبة كل من تورط فى سفك دماء المصريين باعتبارها مسئولية جنائية ينظرها القضاء حاليًا.