أكد عبود الزمر القيادي في الجماعة الإسلامية أن الأحزاب والقوى الإسلامية في مصر لا تزال "بعافيتها" وتحظى بقبول على مستوى شعبي كبير، ورأى أن دورها "لا ولم ولن ينتهي من المشهد السياسي المصري خلال الفترة الراهنة أو في المستقبل". وعبر الزمر في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن عدم خشيته من تعميم الأثر السلبي الذي تركته تجربة الإخوان في الحكم على باقي التيارات الإسلامية ، وقال:"تجربة جماعة الإخوان المسلمين والتي تجسدت خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي هي تجربة نظام تطبيقي واحد لأحد الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة المصرية .. وهناك تطبيقات أخرى سواء للجماعة الإسلامية أو لحزب النور السلفي ، وكلاهما لم يختبر بعد كونهما لم يمارسا دورا قياديا بالمرحلة الماضية". وتوقع الزمر أن تحصل تلك الأحزاب والقوى الإسلامية على ما لا يقل عن نسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية القادمة. وأشار إلى أن من بين الأمور التي ترجح توقعاته، هو حدوث حالة من التعاطف الكبير مع التيار الإسلامي خاصة مع محاولات البعض تغيير الهوية الإسلامية للبلاد بعد قيام اللجنة الفنية الراهنة المختصة بصياغة التعديلات الدستورية بحذف عدد غير قليل من مواد الهوية ، معربا عن ثقته في أن هذا التعاطف مع التيار الإسلامي سينعكس على نسب التصويت والتأييد التي سيحصل عليها هذا التيار. وحول تقييمه لمستقبل جماعة الإخوان في ضوء استطلاعات رأي تشير لرفض قطاع كبير من المصريين وجود أي دور لها ، قال الزمر :"المؤيدون للإخوان تناقصوا، ولكن جماعة الإخوان داخليا كيان عددي كبير وتستطيع أن تحقق إنجازات لو قررت خوض الانتخابات .. أي أن اختفاء الإخوان عن المشهد في مصر أمر لا يمكن حدوثه" مستبعدا أن يعودوا للعمل السري حتى إذا لم يشاركوا بالانتخابات . وأكد الزمر في الوقت نفسه أن "الوقت حان ليعلي الجميع المصلحة الوطنية على مصالحه الخاصة ، وبالتالي على جماعة الإخوان أن تسعى للمصالحة ولتقديم تنازلات لتحقيق تلك المصالحة مثل باقي الأطراف". وفي شأن ما يتردد عن وجود خطة إخوانية لإحداث اضطرابات واسعة يوم غد الجمعة، قال :"هذه كلها أحاديث إعلامية". وحول توقعاته بشأن حجم مظاهرات الإخوان غدا، قال :"لا أعرف إمكانية الحشد لها ولكن أوصي الجميع بالحفاظ على السلمية وعدم حمل السلاح وعدم الاقتراب أو التعرض لأي منشآت عامة أو خاصة وتحديدا المنشآت العسكرية والشرطية والمباني الحكومية والكنائس" بحسب ما ذكرت وكالة "اونا". وحول المبادرة التي تردد أن الجماعة تستعد لطرحها، قال الزمر :"نعمل الآن على بلورة مبادرة يرضى عنها الجميع ليتقدموا للتحاور حولها بما في ذلك الإخوان والقوات المسلحة والحكومة والأحزاب الإسلامية والأحزاب الوطنية والليبرالية يكون محورها هو تحقيق العدل للجميع وعدم التحيز لطرف على حساب الآخر وإعطاء الجميع الحق في التواجد بالمشهد السياسي بالمستقبل" . وشدد على أنه لن يتم البدء في وضع الخطوات العملية لهذه المبادرة إلا بعد عملية تهدئة كبيرة بين كل الأطراف.