تمر مصر الآن بفترة انتقالية شديدة الصعوبة من صراعات وأزمات داخلية وخارجية تلك الصراعات والأزمات التي يبذلها الحاقدون والمتآمرون في الداخل والخارج والحملات الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية التي تربطها مصالح مشتركة مع الولاياتالمتحدة وتركيا وبعض الدول العربية التي في طريقها للانهيار لن تفلح مؤامراتهم ولا أمولهم أمام إرادة الشعب المصري الذي أذهل العالم وعصف بأحلام ومخططات كل المتآمرين والعملاء في الداخل والخارج. لقد قام الشعب المصري بثورة خلعت نظامًا مستبدًا دام لأكثر من ثلاثين عام وسط ذهول عالمي لقدرة هذا الشعب في إصراره على حريته وعلى إصراره على المضي في طريقة لبناء وطن حر دستوره عيش حرية عدالة اجتماعية. وتتوالى المفاجآت وفي غضون سنة من حكم الفاشية الإخوانية التي حاولت اغتصاب السلطة واغتصاب إرادة المصريين بكل الوسائل الاستبدادية غير الشرعية فكانت ثورة 30 – 6 ثورة سجلها التاريخ باسم هذا الشعب الذي لم يرهبه فاشية الإخوان وإرهابهم الدولي، وخلعت نظامًا فاشيًا إرهابيًا مستبدًا للأبد هذا النظام الذي ظل ينتظر تلك الفرصة قرابة 90 عامًا لم يفلح كل رؤساء مصر السابقين في القضاء عليهم لكن هذا الشعب العظيم شاء وقرر وفعل ذلك بإرادة شعبية حرة. إن الثورات التي قام بها الشعب لم تنته بعد فأمامنا ثورات كثيرة داخليًا وخارجيًا. داخليًا علينا أن نعمل بأقصى سرعة نحو خارطة طريق بداية من وضع دستور يليق بالشعب المصري ويحقق آماله الثورية والاجتماعية ثم المضي في انتخابات مجلس الشعب بنظام القوائم، لأن نظام القوائم مطلب شعبي من كل الأحزاب والثوار لتحقيق عدالة المشاركة المجتمعية والحزبية للشباب والأحزاب والأقباط والمرأة، لأن النظام الفردي سوف يجعلنا نرجع لنقطة الصفر وبداية ثورة جديدة لإقصاء فئات كثيرة. وأني أثق في قدرات الشرطة والجيش في حربهم الدروس ضد الإرهاب الذي سوف يقضى عليه تمامًا ليعود الأمن لمصر بلد الأمن والأمان كما كانت طوال تاريخها لنبدأ في البناء الذي قامت ثورتنا من أجله. أما ثورتنا الخارجية التي لابد أن تتوازي مع ثورتنا الداخلية فلابد من إنشاء هيئة لإدارة الأزمات الخارجية لتوضيح الرؤى للعالم الخارجي، والقضاء على كل المؤامرات التي تدار للنيل من هذا الوطن وهذا الشعب وأيضًا لجذب الاستثمارات والترويج السياحي لبلد الأمن والأمان. إني أثق في هذا الشعب العظيم وفي قدراته على تخطى الصعاب وإبهاره للعالم بثورته القادمة التي بدأها بخارطة الطريق التي سوف تثبت للعالم أن إرادة هذا الشعب هي الغالبة. وفي النهاية إني أتقدم بالشكر لكل الدول العربية وخاصةً المملكة السعودية ودولة الإمارات على أدوارهم التي قاموا بها من أجل هذا الوطن فهذا ليس بغريب عليهم. * المستشار السياسي بحزب الوفد