المونديال أصابه نوع من الجنون في المباريات وتفاصيل خلفيات بعض الاحداث قبل 24 ساعة من نهاية مباريات الجولة الثانية من دوري المجموعات التي اكتملت أمس واكتمل معها نصف عدد المباريات . الجنون شاب تصرفات بعض اللاعبين داخل وخارج المباريات ، ، وردود الفعل الاعلامية يتواصل تصاعدها في جميع أنحاء العالم ، فصحف فرنسا تتكلم عن أزمة طرد انيلكا وكأن هناك قضية قومية ، كما أدلي الساسة وعلي رأسهم الرئيس ساركوزي بدلوهم فيها ، والصحف الايطالية ترثي لحال فريقها ، والالمان يتأهبون لاكمال الهجوم علي فريقهم إذا لم يستعد وعيه ويستفيق من صدمة الهزيمة أمام صربيا . . ونفس الشيء في الصحافة الانجليزية والاسبانية . ونأتي لمباريات أمس الاول ، وأبرزها فوز البرازيل علي كوت ديفوار 3/1 ، وبالتالي تأهلها رسميا إلي دور ال16 بصرف النظر عن الجولة الثالثة ، ويبدو أن المنتخبات الكبري اتعظت من سقوط العملاقين الاسباني والالماني وأخذت حذرها من لدغات المنتخبات الاصغر التي تلتزم بالتمركز الدفاعي وتعتمد علي الهجمات المرتدة ..وقد شاهدنا الحذر البرازيلي أمام كوت ديفوار ، فقد جربوا الضغط الهجومي بلا إسراف لمدة ربع الساعة ، ثم تكتلوا للدفاع عندما انتفض الفريق الايفواري ، وكان من حسن طالع فريق السامبا أنه وفق في استغلال الفرص القليلة التي لاحت له خاصة الفرصة الاولي في الدقيقة 25 التي جاء منها الهدف الاولي للويس فابيانو ، وهو الامر الذي" لخبط" قناعات الايفواريين بالتمركز الدفاعي والاعتماد علي المرتدات ، فقد بحثوا عن التعادل وتبادلوا الهجمات ، وفتحوا الثغرات أمام نجوم السامبا بخاصة كاكا وروبينيو وفابيانو الذي كان غشاشاً كبيراً في المباراة ولايستحق لقب أفضل لاعب ، كما لايستحق البرازيليون لقب الفريق المتدين الذي يأتي بالصلوات المسيحية في أرض الملعب ، بينما يلعبون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ومنها غش وخداع الحكم الفرنسي الذي لانعرف إن كان عبيطاً او يدعي العبط !.. ففي الدقيقة 50 وصلت كرة عالية علي حافة منطقة الجزاء لفابيانو الذي لمس الكرة بيده مرتين بوضوح تام ، مرة لتمرير الكرة من فوق لاعب ايفواري ، ومرة أخري لتهيئتها لنفسه حتي يسددها مسجلا هدفاً ثانياً ، ثم يجري محتفلاً وخلفه زملائه المتدينين والجميع يعرفون أنه غش وخداع وانعدام للوازع الاخلاقي ، والغريب أن الحكم الفرنسي" الاهبل " ستيفان لانوي تجاهل المرتين اللتين تعمد خلالهما فابيانو لمس الكرة ، وبدلاً من إلغاء الهدف غير الشرعي ومنح بطاقة صفراء لفابيانو، فإنه احتسب الهدف ، وقد أظهرته كاميرات الملعب وهو يجري خلف فابيانو ويلفت نظره إلي أنه استخدم يده في لمس الكرة و أشار إلي كيفية استخدامه ليده ، ثم ابتسم وربت بيده فوق صدره وكأنه يقول "لاتفعلها مرة أخري علشان خاطري!".. واعتقد أن هذا الحكم سيخضع لتحقيق في الفيفا وفي الغالب سيتعرض للطرد والايقاف . الاغرب كان ما ورد في تصريحات فابيانو بعد المباراة عندما سأله أحد الصحفيين عن الهدف وتشابهه مع الهدف الذي سجله مارادونا بيده في مونديال 1986 في مرمي انجلترا ، وقال مارادونا وقتها في تصريح مثير للجدل "لقد سجلت الهدف بيد الله " ، وإذا ببجاحة فجة من فابيانو الذي كرر نفس التصريح الكاذب لمارادونا : " إنها يد الله .. لقد جاء في الماضي مثل هذا الهدف ،والان يأتي المزيد !!" .. وإذا كان هدف مارادونا قد خدع الحكم التونسي علي بن ناصر الذي لم يشاهد اللعبة التي دفع ثمنها سخرية وانتقاداً علي مدي ربع قرن وحتي الان، فماذا سيحدث للحكم الفرنسي الاحمق .. وإذا كان مارادونا قد تعمد الغش وقتها ، فإنه لم يدع الطهارة والتقوي كما يزعم لاعبو البرازيل عن أنفسهم ، فلماذا ارتضوا بالغش! وبالاخص جماعة "كرويون من أجل المسيح " التي يتزعمها لوسيو الكابتن ، وكاكا النجم الاول ، وعن كاكا المشهور بالبراءة والادب الجم ، فقد أظهر خلال المباراة وجهاً قبيحاً له ، عندما تعرض للطرد لتورطه في الضرب بدون كرة مرتين ، حصل في المرة الاولي علي إنذار لضربه زوكورا وهو واقع علي الارض ، والمرة الثانية بتوجيه كوع قوي في صدر عبد القادر كيتا بدون كرة ، وان كان كيتا قد بالغ في التمثيل وأمسك وجهه رغم أن كوع كاكا جاء في صدره ، وربما يكون كاكا قد تعرض لعنف في بعض اللعبات ، ولكن لماذا الاصرار علي إظهار هذا الوجه القبيح غير المرئي لديه من عنفه وعنصريته وتعصبه وتكبره في بعض الاحيان ضد كل ماهو ضد دينه أو وطنه وأحيانا ضد أصحاب البشرة السمراء ، ودائما ضد من يتفوقون عليه او يقتربون من مستوي فريقه ! .. وأنا لاأدعي ذلك علي النجم البرازيلي إنما لاحظته بنفسي ، علي الاقل قبل وخلال وبعد مبارة مصر والبرازيل في كأس القارات الماضية ، وإبان تلقيه عرضاً للانتقال للعب في مانشستر سيتي عندما كان لاعباً في ميلانو ! واعتقد أن علي كاكا أن يحاول تحسين صورته وتلميعها باستعادة الهدوء ورباطة الجأش وجوهر الاخلاق وليس مظهرها بإدعاء البراءة والتدين. ** ورغم أن المنتخب الايطالي حامل اللقب وصاحب المركز الخامس في التصنيف العالمي للفيفا لشهر يونيو ، لم يسقط بعد ، أو تتلاشي فرصه في الصعود الي دور ال16 عن المجموعة الخامسة ، إلا أنه يواصل التراجع في المستوي والاداء وقلة الحيلة وانعدام الفاعلية، وهذا ما ظهر واضحاً في مباراته امام نيوزيلندا صاحبة الترتيب رقم 78 في تصنيف الفيفا وهي صاحبة ثالثة أسوأ ترتيب في هذا التصنيف بين فرق المونديال ولا تتقدم سوي علي جنوب افريقيا المصنفة رقم 83 وكوريا الشمالية المصنفة رقم 105 ، وقد عجز الطليان عن تحقيق ماهو أفضل من التعادل 1/1 بعد أن كانوا خاسرين ، وجاء الهدف الايطالي من ضربة جزاء ، وليس هناك ما يذكر في المباراة سوي تسديدة لمونتوليفيو في القائم ، ومحاولات طائشة ينقصها الدقة والخطورة ، وكاد ليبي مدرب ايطاليا يصاب بالجنون من أداء فريقه وتراجع مستوي نجومه جيلاردينو وزامبروتا وكانافارو وياكوينتا ودي روسي ، وفي ظل غياب أهم مفاتيحه بوفون المصاب ، وبيرلو الذي لم يكتمل شفائه، وجاتوزو غير الجاهز ، وليبي لايجد شيئا يرد به علي انتقادات الصحافة الايطالية سوي بالقول أن هؤلاء هم أفضل لاعب ايطاليا وأنه لم يترك لاعباً "ظاهرة" لم يضمه للفريق ، وفي مقابل ما ذكرته صحيفة "ناسيونالي" عن أن التعادل مع نيوزيلندا هي أسوأ نتيجو لايطاليا منذ 44 سنة عندما خسرت امام كوريا الشمالية في مونديال 1966 ، فإنه لم يعد امام الايطاليين، سوي انتظار تكرار معجزة مونديال اسبانيا 1982 ، عندما تعادل الايطاليون في مبارياتهم الثلاث في المجموعة ،ثم انطلقوا ليحرزوا لقب البطولة، وإذا كان الايطاليون قد عوضوا عدم ارتفاع مستواهم الفني ، بالروح القتالية العالية ،في مونديال المانيا 2006 ، فإنهم هذه المرة يفتقدون كل الاشياء وأولها، افتقاد الحوافز والروح القتالية والحماس والاداء الجماعي ، وأتوقع أنهم إذا نجحوا في التأهل ، - وهذا أمر مرهون بشروط الفوز وأشياء أخري - ، فإنهم لن يتمكنوا من المضي بعيداً! ** أخيراً ، فمع تكشف المزيد من الاسرار من داخل معسكر المنتخب الفرنسي ، وتطور الامور لدرجة خطيرة مع تمرد لاعبي المنتخب علي التدريب أمس الاول ، إظهاراً لتعاطفهم مع انيلكا و رفضهم قرار طرد النجم الفرنسي المسلم انيلكا واسمه الرسمي بلال عبد السلام ، الذي عبروا عنه في بيان رسمي ، و يبدو ان انيلكا قد تعرض للظلم ، وظهر ككبش فداء لفضائح المدرب الفاشل دومينيك وضعف شخصيته ، وإذا كان الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي يدس أنفه الان في شئون الكثير من دول العالم، قد قال بالأمس إن ما حدث في المعسكر أمر غير مقبول ،وطلب من وزيرة شئون الرياضة الفرنسية الموجودة حاليا في جوهانسبرج أن تتدخل لاعادة الهدوء لمعسكر الفريق ، فإن علي الرئيس الفرنسي أن يطلب تحقيقاً رسمياً في الامر ، ليكشف الحقيقة للشعب الفرنسي المصدوم مما حدث في معسكر الديوك ، وأري في موقف جميع زملاء انيلكا وعلي رأسهم ريبيري ، تبرئة وإخلاء لساحة انيليكا، وإدانة للشخص الخائن الذي قام بتسريب مشادة انيلكا مع دومينيك إلي صحيفة الليكيب الفرنسية التي نشرت الفضيحة وأشعلت الموقف ، وأنا شخصياً أعتبر أن موقف الصحيفة كان غير أخلاقي ، وغير مسئول ، وأتذكر بفخر موقفي من منتخب مصر في بداية بطولة كأس الامم الافريقية المقامة بغانا عام 2008 ، عندما وقع في طريقي قصة مثيرة من دهاليز الاتحاد الافريقي ، عن تقارير طبية لبعض لاعبي مصر المصابين بأمراض ومشاكل في القلب وضغط الدم ، وكان نشري لهذا التقرير خلال البطولة سيشعل المشاكل والخلافات والفوضي داخل معسكر منتخب مصر ، ولكن توجهي الاخلاقي و أحترامي لقيمة رسالة الصحفي ، دفعاني للتريث والانتظار حتي نهاية البطولة ، وبالفعل فلم أفسد الاجواء داخل معسكر منتخب مصر الذي حقق البطولة بجدارة ، وبعد عودة الفريق المصري الي القاهرة كتبت عدة أعمدة صحفية كشفت خلالها الحقيقة ، ولفت انتباه الاتحاد المصري لكرة القدم ، لمضاعفة اهتمامه بالامر ، وبالفعل تم إجراء فحوص دقيقة علي جميع لاعبي المنتخب لدي أمهر أطباء القلب في العالم وتم استبعاد بعض اللاعبين الذي اختفوا من قائمة المنتخب ولم يعودوا إليه حتي الان.