للمرة الألف نقول: الدم المصري كله حرام.. لو تعقلون، وبالأمس صدمني وصدمنا جميعًا مشهد المذبحة التي راح ضحيتها 25 جنديًا شابًا - بلباس مدني، ودون سلاح، أطلق عليهم القتلة الخونة الرصاص بدم خنزيري بارد، دون أن يكون لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم. هزني المشهد، كما هز كل مصري.. وكل مسلم، فكان مقال الأمس كله حوله.. وكنت قد أعددت مقالًا آخر تعليقًا على وفاة 36 مصريًا آخرين في أحداث سجن «أبو زعبل»، والذين تضاربت الأقوال حولهم، حتى حسم وزير الداخلية الأمر بتصريحه أن مصرعهم جاء أثناء ترحيلهم بسيارة الترحيلات إلى سجن «أبوزعبل»، ثم قيام 612 سجينًا بإحداث شغب، ورفض بعضهم النزول من سيارة الترحيلات، وقيامهم باختطاف ضابط شاب وتعامل الشرطة معهم بإطلاق الغاز ما أدى إلى وفاتهم بإسفكسيا الخنق. وأيًا كانت الرواية، فالمحصلة أن 36 إنسانًا مصريًا متهمًا لقوا مصرعهم وهم في عهدة رجال الشرطة، وتحت مسئوليتهم، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، ويجب أن ندعو لهم بالمغفرة، ونطالب النيابة بالإسراع بنشر ما أسفرت عنه التحقيقات حتى يحاسب المسئول عن وفاة ال36 مصريًا وهم في عهدة الشرطة. وعلى الرغم من دعوتنا لإعادة الثقة إلى جهاز الشرطة، بعد أن يطهر نفسه من العناصر الفاسدة، ويلتزم بالدور الحقيقي الذي يجب أن يقوم به، وهو مكافحة الجريمة وحماية الشعب، إلا أن تسارع الأحداث أدى فيما يبدو إلى إعادة «الثقة».. ولكن دون تغيير في العقلية الشرطية، وإلا كيف سمح المسئول عن ال25 جنديًا المقتولين في سيناء بتحركهم دونما حماية مسلحة، حتى لو كانوا بالزي المدني؟.. ما تسبب في كارثة مصرعهم المروعة؟ مرة أخرى نعود إلى طريقة معاملة جندي الأمن المركزي، وكانت آخر مرة عند انقلاب سيارة نقل الجنود ووفاة وإصابة 51 مجندًا من الأمن المركزي، كانوا يستقلون سيارة متهالكة، وبأكثر من الحمولة المسموح بها. مرة أخرى رحم الله جنود الأمن المركزي ونحتسبهم عند الله شهداء، وننتظر بفارغ الصبر سقوط المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة النكراء والقصاص العادل منهم. ورحم الله ال36 متهمًا.. وننتظر أن تنتهي النيابة من تحقيقاتها، وتتم محاكمة المسئولين عن مصرعهم محاكمة عادلة تثبت أن في مصر قضاءً. وسط نعيق دعاة الاقتتال و«الجهاد» في بلاد المسلمين وصولًا لكرسي السلطة.. وبين صيحات الحرب التي يطلقها أمراء الحرب الجدد مغلفة بآيات حق أريد بها باطل، وأحاديث عطرة جرى تطويعها وتفسيرها لتبرير التخريب والاقتتال.. تخرج كلمات صادقة.. من قلب مؤمن حق، يعبر عن سماحة الإسلام ويشي بوسطية مصر، وتسامح المصريين، تنبثق دعوة «الطيب الصادق» الدكتور أحمد الطيب، «فضيلة» الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف لينصح الجميع غير خائف، ويوجه الجميع غير مفرق بين مخطئ ومصيب فكلهم أبناء مصر، ورافعًا من معنويات خير أجناد الأرض – شاء من شاء وأبى من أبى – مسميًا الأمور بأسمائها الصحيحة، ومناشدًا الجميع التفاوض والتفاهم، والتجديف في اتجاه واحد حتى لا تغرق مركب الوطن بنا جميعًا. لله درك أيها الشيخ «الطيب»، وندعو الله أن يديم نعمته عليك، ويديم النور والسماحة اللذين يجللان وجهك المضيء.. الذي لا يمت بصلة لوجوه شيوخ الفتنة والضلال المعبأة بملامح الشر والتشيطن. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66