دافع البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن تحديه للحكم الصادر من المحكمة الإدارية العليا الذي يلزمه بمنح تصريح بالزواج الثاني للأقباط المطلقين، رافضًا اتهامه بأنه يحرم ما أحله الله، قائلا "أتحدى من يدعى ذلك بأن يأتي من الإنجيل بما يخالف ما قلته في قضية الطلاق". وأضاف خلال عظته الأسبوعية مساء الأربعاء أن البعض تحدث عن روح النص وليس حرفيته في قضايا الطلاق، مشيرا إلى أن هناك نصوصا قطعية مثل الوصايا العشر التي قالت لا تقتل ولا تزني إلى آخره وأنها لا تحتمل تفسير آخر أما روح النص ففي القضايا موضع الخلاف. ونفى البابا شنودة بشدة ما ردده البعض عن وجود 150 ألف حالة طلاق، مؤكدا أن هذا الأمر محض افتراء، وقال إنه لا يمنع الزواج الثاني على الإطلاق، لكنه قيده في حالة وفاة الزوج أو الزوجة وفى حالة الطلاق بالنسبة للطرف البريء في واقعة الزنا. وأشار إلى أنه لا يمكن القبول بالزواج المدني لأنه مجرد توثيق فى الشهر العقاري، وأن الزواج في المسيحية يتدخل فيه مشيئة ومباركة الله، مؤكدا أنه لا يمكن تفصيل الشريعة لإرضاء شهوة الإنسان . وأوضح البابا شنودة أن الشريعة الدينية لا يمكن أن تتغير بمواجهة التغيرات الزمنية والاجتماعية، مؤكدا أن الشرائع السماوية وضعت لتناسب كل العصور، وقال إن البعض تحدث عن السيد المسيح عليه السلام وإنه لم يضع شريعة محددة وإن أقواله كانت ردا على مواقف معينة، مشيرا إلى أن هذا الأمر عار تماما عن الصحة وكثير من التعاليم المسيحية جاءت من موعظة المسيح على الجبل ولم تكن لها مناسبة معينة. إلى ذلك، أبدى الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" تضامنه مع البابا شنودة ووصف الحكم الصادر بموجب لائحة الأحوال الشخصية للأقباط الصادرة في عام 1938 بأنه مخالف للشريعتين الإسلامية والمسيحية، وطالب بإعادة النظر فيه، كما دعا البابا لتشجيع الأقباط للانضمام للحزب، ووعد البابا بعدم التنسيق مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية تحت أي ظرف. وقال: أؤيد البابا في مواقفه الوطنية مشيدًا بدور حزب "الوفد" في دعم الوحدة الوطنية، ووصف البابا بأنه أستاذ ومعلم وقيادة وطنية يحتذي بها، وأشاد بموقف البابا "الوطني" في رفضه السماح لبني جلدته بزيارة الأراضي المحتلة، مؤكدًا أنه قدوة حسنة. ورافق البدوي خلال زيارته عدد من قيادات "الوفد"، من بينهم رامي لكح رجل الأعمال المنضم حديثًا إلى الحزب، وفؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب والدكتور على السلمي والمستشار بهاء الدين أبو شقة والسفير وحيد فوزي مساعدين رئيس الحزب والدكتورة منى مكرم عبيد والنواب محمد شردي وطاهر حزين وعلاء عبد المنعم مصطفى الجندي أعضاء مجلس الشعب عن حزب "الوفد". بدوره، اعتبر البابا أن سعد زغلول الزعيم التاريخي ل "الوفد" هو صاحب إرساء مبادئ الوحدة الوطنية، وأنه كان يبادل الأقباط حبًا بحب. واستغل البابا الفرصة للهجوم مجددًا على حكم الإدارية العليا، زاعمًا القول بأنها حكمت في غير اختصاصها لان الموضوع من اختصاص محكمة الأسرة التي تأسست عام 2004، بحسب قوله.