أكد خبراء وكتاب سياسيون سعوديون أن خطاب الملك عبدالله الذي وجهه للفرقاء في مصر يسجل له تاريخيا، وأن مايحدث في مصر هو محاولة لتقسيمها وقصم ظهر المجتمع العربي من خلال ذلك، مؤكدين أن الخطاب يستنهض همم القادة العرب لتقديم دور فاعل في تخطي مصر لأزمتها. ونقل موقع العربية نت عن الكاتب السعودي يوسف الكويليت، قوله: "أعتقد أن الملك بادر بأهم موقف يسجل في تاريخ العرب الحديث"، لافتا إلى أن "مصر كانت تحترق وعلى خط التقسيم وكانت بالفعل المستهدف الأول بعد العراق وسوريا وكانت بالفعل يراد أن يقصم ظهر العرب من خلال تدميرها."
ويؤكد "الكويليت"، أن الملك عبدالله أدرك كل ذلك وعرف خيوط المؤامرات التي تدار، وعرف ماهي اللعبة الدولية بشكلها المطلق.
وأضاف أن هذا جاء عن ذهنية عالية جدا وشخصية فذة في مواقفه في الحقيقة، وهذا الموقف يسجل في هذه المرحلة بالذات وضد دول كبرى وقوى كبرى وإرهاب ممنهج في داخل مصر وغيرها ويراد أن يمتد داخل كل الوطن العربي".
وتابع :"طبعا الإعداد لما يحدث في مصر يتم من دول مختلفة، بلدان اقليمية بشكل خاص، ولكن فوتت عليهم الفرصة، ولو استمر الاعتصام شهراً أو شهرين لربما غرقت مصر بأسلحة التي تستورد من جهات عديدة من جهة سيناء، ومن جهة ليبيا، وعن طريق ايران بواسطة السودان، وهذا كله تم كشفه في لحظاتها الأخيرة وأحرج الإخوان كثيرا".
واعتبر "الكويليت" أن الواجب القومي لا يتجزأ، وكون الملك يبادر ويضع ثقل المملكة، التي لها ثقلها في اللعبة السياسية ولها ثقل في كل النواحي سياسية واقتصادية وغيرها، فإن هذه المبادرة ستحرج الآخرين الذين لن يقفوا نفس الموقف مع مصر".
من جهته يرى أستاذ العلوم السياسية ورئيس الجمعية السعودية للعلوم السياسية د.سرحان العتيبي أن"مضمون الخطاب في الواقع هو اهتمامه ورغبته وحرصه على الواقع المصري ومصالح الشعب المصري، ومحاولة لم الصف في هذه الظروف الصعبة جدا".
ولفت العتيبي إلى أن الخطاب ينم عن غيرة على الأمة العربية، فمصر هي بمثابة الرأس من الجسد من العالم العربي واستقرارها مهم جدا لكل العرب".
وأكد أن المتمعن في الخطاب يرى حياديته وموضوعيته ولم يكن مع فريق أو آخر، وهذه الحيادية والموضوعية تعكس غيرة وحرصا على الشعب المصري بالمقام الأول، مايحدث خطير جدا وماسأة، وخطاب خادم الحرمين هو دعوة للجميع بتناسب الخلافات ووضع مصر في مقامها المعروف ومكانتها وتأثيره في النظام الدولي".
وعن أبعاد الخطاب يقول "العتيبي": "الخطاب له صدى كبير فهو صادر من خادم الحرمين الشريفين وهو الذي له مكانة وتقديرين كبيرين ويفترض بالفرق المتصارعة أن تأخذ في اعتبارها أهمية الخطاب وتوقيته.