شدد المشاركون في الندوة التي عقدت بمقر حزب "مصر العربي الاشتراكي" أمس من المتخصصين في العلوم السياسية والقانون على ضرورة ترسيخ مبدأ: أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وأن على العرب إعداد القوة اللازمة لاسترداد حقوقهم المشروعة في ظل معطيات الأحداث الراهنة. ودعا اللواء فؤاد علام الخبير الأمني ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، الدول العربية إلى تكوين جيش لتحرير فلسطين، ووصفها بالفكرة المجنونة، مؤكدًا أنه إذا ما صدر هذا القرار على لسان جامعة الدول العربية فسيصبح نقطة تغيير ضخمة جدًا على مسار القضية الفلسطينية لأنه سيرهب إسرائيل. وطالب علام بضرورة استخدام السلاح الاقتصادي كورقة ضغط قوية، خاصة وأن العرب يملكون أكثر من خمس أضعاف ما تملكه إسرائيل بالولايات المتحدة و36% من حجم الإنفاق العالمي، وأشار إلى أن تقليص تلك الأموال في الاتجاه الصحيح من شأنه أن يخضع أمريكا كما حصل عندما استخدم العرب هذه الورقة في حرب 1973 واتخذ الملك فيصل قراره بإلغاء صفقة طائرات آنذاك. وأقر المشاركون في الندوة بأن التنازلات العربية المتكررة أدت إلى ما وصفوه ب "تزايد الجبروت والصلف الإسرائيلي"، مطالبين بالتراجع عن طرح مبادرة السلام العربية، بعدما قالوا إنه لا معنى لها في ظل مواصلة إسرائيل لرفضها والسخرية منها، فيما اعتبروه من صور المهانة والإذلال للأمة العربية. كما طالبوا بضرورة مراجعة اتفاقية كامب ديفيد لما شابها من مخالفة صارخة للدستور المصري بالتوقيع عليها من السادات قبل الرجوع لمجلس الشعب، ومخالفتها للمادة 35 من اتفاقية فيينا المتعلقة بالمعاهدات الدولية ولصدور القرار رقم 34/65 في 29/11/1979 من الأممالمتحدة ببطلانها. واتهموا إسرائيل بأنها خالفت بنود الاتفاقية التي ورد بها أنها تستند على القرارين 242، 338 وارتكبت جرائم قتل ضد المصريين على الحدود بالمخالفة للمادة رقم 2 منها، إضافة إلى ما ترتب على تلك الاتفاقية المشئومة من تقليص للدور المصري الريادي للأمة العربية، وارتباطها باتفاقية "الكويز" مع إسرائيل، وبيع الغاز الطبيعي إليها بأسعار رمزية، وتصدير الأسمنت ومواد البناء، فضلا عن تفاقم العربدة والصلف الإسرائيلي في ظل تكبيل الدور المصري. وأوصت الندوة الدول العربية من خلال الجامعة العربية بتأسيس مجلس الوحدة العربية، الذي يضم جميع ملوك ورؤساء الأمة، بحيث تسند رئاسته لكل منهم بالترتيب الذي يتم الاتفاق عليه ولفترة زمنية محددة، ويكون المجلس مسئولا عن تفعيل وتنفيذ كل ما يؤدى إلى الوحدة العربية في جميع المجالات وتصدر قراراته بالأغلبية المطلقة، ومطالبة المجتمع الدولي والأممالمتحدة ومجلس الأمن بتشكيل محكمة جنائية دولية خاصة لمحاكمة مجرمي حرب إسرائيل على جرائمهم ضد العرب منذ ما قبل عام 1948 وحتى الآن في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر والعراق، وكافة جرائم الاغتيال وفى مقدمتها جريمة اغتيال الشيخ ياسين ومحمد الدرة وغيرها، كون هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم. بالإضافة إلى دعم المقاومة في فلسطين والعراق والجنوب اللبناني وسوريا ماديا وعسكريا بوصفها أمرا مشروعا لحين جلاء الاحتلال عن أراضى تلك الدول، وتحديد فترة زمنية قصيرة لقبول إسرائيل بمبادرة السلام العربية وإذا لم يتحقق ذلك يتم إلغاء المبادرة واعتبارها كأن لم تكن مع ما يترتب على هذا من آثار. إلى جانب إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد بما يتلاءم مع الواقع ومقتضيات الأمن القومي المصري والعربي، وتشكيل جبهة شعبية مصرية تقوم بدور الوساطة بين "فتح" و"حماس" لحتمية توحيد الصف الفلسطيني على مرجعية التصدي للاحتلال ومقاومته حتى الجلاء الصهيوني، وتشكيل محكمة جنائية دولية خاصة لمحاكمة قادة إسرائيل على مذبحة أسطول الحرية. وطالبوا بإعداد أسطول شهداء الحرية من رموز بجميع الدول العربية وتركيا وإيران، وتشكيل جبهة رسمية من الدول العربية وتركيا وإيران لكسر الحصار عن غزة والتصدي للجرائم الإسرائيلية واستمرار فتح معبر رفح دون إغلاق، وإنذار المجتمع الدولي أنه في حالة عدم إخلاء إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل تكون هذه الدول منسحبة من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.