أميرة صابر تتقدم باستقالتها من عضوية النواب للترشح في انتخابات الشيوخ    استمرار تلقي طلبات الترشيح في انتخابات مجلس الشيوخ بشمال سيناء    شعبة المخابز: جميع شبكات صرف الخبز تعمل على أكمل وجه    البنك المركزي يرفع الحد الأقصى للسحب النقدي اليومي إلى 500 ألف جنيه    وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال يبحثان التعاون في تحسين كفاءة الطاقة بالصناعات كثيفة الاستهلاك للكهرباء    اجتماع بين قيادات وزارة البترول ومسئولي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبحث سبل التعاون المشترك    نتنياهو يعلن عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    استشهاد 13 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومراكز إيواء في غزة    مصادر: لا اختراق في مفاوضات الدوحة حتى الآن بشأن وقف إطلاق النار    بنجلاديش تعتزم إجراء مباحثات مع أمريكا لخفض أكبر للرسوم الجمركية    المصرية للاتصالات تنعي شهداء سنترال رمسيس    الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض رسوم على السلع الأمريكية بقيمة 116 مليار يورو    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام فلومينينسي في كأس العالم للأندية    الكشف عن سبب غياب "شريف والمهدي سليمان" عن تدريب الزمالك الأول    الحماية المدنية تواصل عمليات التبريد بمبنى سنترال رمسيس | صور    محافظ القاهرة يتفقد موقع حريق سنترال رمسيس | صور    حبس سائق الشرقية المتسبب في مصرع طالبة كلية التجارة وإصابة 11 عاملة يومية.. والنيابة تطلب تحليل مخدرات    وكيل وزارة التموين يواصل جولاته التفتيشية على المخابز البلدية بمحافظة قنا    تسجل 44 درجة.. بيان هام من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم والأيام المقبلة    مليون مشاهدة لأغنية "قبلت التحدي" ل رامي جمال وحمزة نمرة (فيديو)    بعد حريق سنترال رمسيس.. تامر حسني يثير الجدل وكلمة السر «ريستارت» | فيديو    جامعة طنطا تكرم فريق اعتماد مستشفى الجراحات الجديدة    بعد رفض الانضباط.. هل تحسم إدارة شئون اللاعبين أزمة زيزو؟    حريق سنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات.. عمرو طلعت: عودة الخدمة تدريجيا خلال 24 ساعة.. تعويض المستخدمين من تأثر الخدمة.. وخدمات "النجدة" و"الإسعاف" و"الخبز" بالمحافظات لم تتأثر بالحادث    ذات يوم 8 يوليو 1972.. إسرائيل ترتكب جريمة اغتيال المناضل والكاتب الفلسطينى غسان كنفانى الذى أخلص لمقولته: «كن رجلا تصل إلى عكا فى غمضة عين»    الداخلية تضبط 10 قضايا جلب مواد مخدرة    وزيرة التنمية المحلية تتابع عمليات إخماد حريق سنترال رمسيس    بالأرقام.. جون إدوارد يفاجئ فيريرا بصفقة سوبر في الزمالك (خاص)    تنسيق الجامعات 2025.. أماكن أداء اختبارات القدرات لكليات علوم الرياضة    التنسيقية تشارك في الاجتماع الثاني للقائمة الوطنية من أجل مصر لانتخابات الشيوخ    منة بدر تيسير ل أحمد السقا: «تعامل بشيم الرجال.. وربنا رد على اللي ظلم»    "طلقنى" يجمع كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربينى للمرة الثانية في السينما    وزير الإسكان يتابع موقف مبادرتي "بيتك في مصر" و"بيت الوطن" للمصريين بالخارج    ريبيرو يحسم مصير رباعي الأهلي    حريق سنترال رمسيس.. وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم في المحافظات بصورة طبيعية وبكفاءة تامة    والد ماسك: ترامب وابني فريق واحد.. وتصرفات إيلون تزيد اهتمام الجمهور بما يفعله الرئيس الأمريكي    معلق مباراة تشيلسي وفلومينينسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية    رغم غيابه عن الجنازة، وعد كريستيانو رونالدو لزوجة ديوجو جوتا    احمي نفسك وأنقذ غيرك، هيئة الدواء تطالب بهذا الإجراء فورا حالة ظهور أي آثار جانبية للأدوية    من البيت.. طريقة استخراج جواز سفر مستعجل إلكترونيًا (الرسوم والأوراق المطلوبة)    وفاء عامر تتصدر تريند جوجل بعد تعليقها على صور عادل إمام وعبلة كامل: "المحبة الحقيقية لا تُشترى"    «غفران» تكشف التفاصيل.. كيف استعدت سلوى محمد على لدور أم مسعد ب«فات الميعاد»؟    اتحاد بنوك مصر: البنوك ستعمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء رغم التأثر بحريق سنترال رمسيس    هشام يكن: جون إدوارد و عبد الناصر محمد مش هينجحوا مع الزمالك    نتنياهو: إيران كانت تدير سوريا والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام    5 وظائف جديدة في البنك المركزي .. التفاصيل والشروط وآخر موعد ورابط التقديم    التعليم العالي يوافق على إنشاء جامعة العريش التكنولوجية.. التفاصيل الكاملة    مفاجآت غير سارة في العمل.. حظ برج الدلو اليوم 8 يوليو    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025    على خلفية حريق سنترال رمسيس.. غرفة عمليات ب «صحة قنا» لمتابعة تداعيات انقطاع شبكات الاتصالات    أهم طرق علاج دوالي الساقين في المنزل    الدكتورة لمياء عبد القادر مديرًا لمستشفى 6 أكتوبر المركزي (تفاصيل)    لعلاج الألم وتخفيف الالتهاب.. أهم الأطعمة المفيدة لمرضى التهاب المفاصل    وفقا للحسابات الفلكية.. تعرف على موعد المولد النبوي الشريف    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية نجمة شهيرة إيمان القدوسي
نشر في المصريون يوم 11 - 06 - 2010

تبدع المرأة تحت وطأة المعاناة ، الألم الشخصي تترجمه إلي خبرة عميقة تحاول نقلها للآخرين ، أما المرأة السعيدة فإنها تكتفي بأن تعيش الحياة بشكل إبداعي وتستمتع بنعمها ، وإذا كانت اللؤلؤة هي دموع المحار فإنه في كثير من الأحيان يكون الإبداع هو لؤلؤة المرأة الفاضلة ، وهذه حكاية نجمة شهيرة في سماء الأدب رحمها الله كما حكاها مصدر مقرب منها .

انطلق ( رفعت ) بسيارته الفارهه بسرعة كبيرة في طريق عودته للقاهره ، كان مشوار العزاء واجبا فالمتوفاه هي والدة صديقه الحميم ، ولكنه لم يكن يعرف أن قريته التي تقع في أعماق الدلتا ستأخذ منه كل هذه المشقة في الطريق ، بمجرد أن ترك عاصمة المحافظة أخذ يسير في طرق ضيقة ملتوية مليئة بالمطبات والحفر ، وهاهو علي مشارف المدينة عائدا وقد بدأ الطريق السريع يلوح له، فجأة توقفت السيارة ليكتشف أنها تحتاج تغيير أحد الإطارات ، تلفت حوله ليشاهد علي مقربة منه بناءا يشبه الكوخ اقترب منه فوجد رجلا وامرأة تقدم بهما السن يجلسان علي كراسي خشبية بسيطة ، وبسرعة خف الرجل لمساعدته ولكنه وجد السيارة تحتاج إصلاحات فعرض عليه الانتظار والراحة بالداخل حتي ينتهي من مهمته ، وعرضت الزوجة أن تعد له كوبا من الشاي .
أخذ رفعت يتجول في الكوخ متأففا وتوقف ليتأمل صورة فتاة بارعة الحسن معلقة علي الحائط ، جاءت السيدة تحمل كوب الشاي وقالت له : ( إنها صورة ابنتي ) التفت إليها رفعت متعجبا فجمال الفتاة لايتناسب مع حالة الكوخ وساكنيه أبدا ، قالت السيدة : ( لقد من الله علينا بها بعد أن كدنا نيأس من الإنجاب وهي طالبة متفوقة في الثانوية العامة هي التي تملأ حياتنا وتنير بيتنا البسيط ) ما كادت تنتهي من كلامها حتي دخلت ( هناء ) متوردة الخدين مشرقة البسمة وهي تنادي بفرحة ( أمي أين أنت يا أمي ؟) بدا عليها الخجل وتوقفت أمام عيني الرجل التي كانت تتفحصها بانبهار ، قال الرجل ( أهلا أهلا ، واضح أن الأصل أجمل من الصورة كثيرا )
اتصل رفعت بمكتبه في القاهرة ليخبرهم بتأجيل عودته عدة أيام لانشغاله بعمل طارئ ، ثم اتصل بزوجته وهو يرتب أكاذيبه بهدوء وكم كانت سعادته بالغة حين أجابت بلا مبالاة علي غير العادة ( لا بأس يا رفعت أستأذنك في الذهاب أنا والأولاد عدة أيام لبيت والدي لاستقبال أختي العائدة من الخارج ) رد رفعت ( حمدا لله علي سلامتها ، مع السلامة يا حبيبتي )
حجز رفعت حجرة في فندق في عاصمة المحافظة ليبيت فيها وكان يقضي يومه كله عند (عم حسن ) وزوجته ( أم هناء ) ارتاحت نفسه لهم وصار يجد متعته في طعامهم البسيط وكوب الشاي والحياة الخالية من كل مظاهر الترف الذي اعتاده ، وفاتح عم حسن برغبته في الزواج بابنته التي وجد في براءتها وحياءها وذكاءها الواضح ما لم يجده في جميلات النادي الشهير في القاهرة بوجوههن كثيفة المساحيق وعطورهن النفاذة وضحكاتهن الرنانة .
انتقلت هناء بعد أداء امتحانها لشقة الزوجية بالقاهرة ومعها والديها ، كان الزواج رسميا عند المأذون ولكن إلي حد ما كان سريا وخاصة بالنسبة لزوجة رفعت وأسرته ، وانتسبت هناء بعد ذلك لكلية الآداب وأتاحت لها الظروف الجو المناسب لممارسة هوايتها الوحيدة ( القراءة والكتابة ) ، كانت مشاعرها تجاه زوجها مختلطة ،تتألف من عناصر متناقضة فهو لم يكن بالطبع فارس الأحلام المنتظر ليس فقط لفارق السن الشاسع بينهما ولكن أيضا للفروق العديدة في رؤية الحياة والاهتمامات والميول ، فأين رجل الأعمال التاجر ابن السوق من عالمها الخاص الملئ بالرومانسية والمثالية ؟ ولكنها في نفس الوقت تدين له بالكثير ، فقد حقق لها حلم عمرها الذي دعت به كثيرا وهو راحة والديها من حياة الشقاء التي عاشاها طويلا ، عندما كانت تري البسمة علي وجه أبيها وتسمع دعوات أمها الحارة لها كانت هي تدعو لزوجها بالخير وتعقد العزم علي أن تحاول إسعاده ، كذلك فقد أتاح لها الفرصة لاستكمال دراستها والاستزادة من العلم والثقافة ، صحيح أنها لم تتزوجه عن حب ولكن أيضا لم يكن في حياتها حبا آخر ، فرغم جمالها ورقتها إلا أنها لا تجد في نفسها شغفا بالحب الذي تسعي وراءه الفتيات .
كانت كلما مرت الأعوام زادتها قناعة ورضا بحالها فكل صديقاتها المتزوجات لديهن متاعب ومشاكل ، وربما تحسدها غيرها علي جوانب كثيرة طيبة ، وكان حرصها هي نفسها علي إخفاء زواجها يزداد لأنها لا تريد مشاكل مع زوجته وأولاده ولأنها أيضا لا تريد إقامته الكاملة معها .
عملت ( هناء ) بالصحافة في فترة كانت هناك ندرة في الصحفيات ، وتميزت بأسلوبها الرشيق الملئ بالمشاعر والشجن ، فالحب الذي لم تعشه في الواقع سكبته صدقا ورقة بين ثنايا السطور ، في تطور سريع توفي زوجها وأبوها في نفس العام ، وصار الطريق مفتوحا أمامها لتعويض ما فاتها فهي مازالت شابة وجميلة ومرغوبة ، ولكنها رفضت كل عروض الارتباط وعزفت تماما عن تكرار تجربة الزواج ، قالت لأمها وهي تعاتبها : كل إنسان يأخذ نصيبه من الدنيا وقد ارتضيت بنصيبي ، وعاشت نجمة لامعة في سماء الأدب ولكن بداخلها الكثير من الجروح .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.