أثارت مبادرة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر للمصالحة الوطنية، ردود فعل متباينة داخل جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب الحرية والعدالة، وذلك ما بين مؤيد ومعارض لإمكانية القبول بحل وسط للأزمة. وقالت مصادر مطلعة، إن هناك تيارًا داخل الجماعة يقوده الدكتور محمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق، يؤيد القبول بمبادرة شيخ الأزهر، باعتبار أن "معادلة القوة على الأرض لا تصب في صالح الجماعة، وأنه يمكن القبول بحل وسط مع الجيش للإبقاء على التنظيم وعدم مواجهة الجماعة سيناريو 1954". وطرح بشر اقتراحًا بحضور لقاء شيخ الأزهر، ووضع مطالب الجماعة على طاولة الأزهر لبحثها وهو ما يرفضه المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع والدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب "الحرية والعدالة" واللذين يدعمان استمرار الاعتصام والتصعيد ضد ما يوصف ب "الانقلاب". من جهته، نفى عزب مصطفى، الأمين العام المساعد لحزب "الحرية والعدالة" بالجيزة، ما تردد عن وجود خلافات داخل جماعة "الإخوان المسلمين" حول مبادرة المصالحة الوطنية التي طرحها شيخ الأزهر، مشيرًا إلى أن الجماعة لن تتعاطى بشكل إيجابي مع أي مبادرة لا تجري في إطار عودة الشرعية. وأضاف أن الجماعة لن تقبل بأي مبادرة إلا إذا نصت صراحة على عودة الرئيس الشرعي المنتخب والدستور المستفتي عليه ومجلس الشورى، مشددًا على أنه لا يمكن القبول بمبادرة ممن باركوا الانقلاب على الشرعية وتآمروا على الرئيس المنتخب. وأشار إلى أن أنصار الشرعية مستمرون في الاعتصام في ميداني النهضة ورابعة العدوية وسيواجهون أي محاولات لفض الاعتصامات بالقوة متسلحين بالسلمية وهى كفيلة بإعادة الشرعية والرئيس المنتخب. من جانب آخر، أعلنت "جماعة "الإخوان المسلمين" النفير العام، وحالة التأهب القصوى في صفوفها وجميع قواعدها، بعد اقتراب ساعة الصفر لإنهاء الاعتصام في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. وقالت مصادر بمجلس الشورى العام بالجماعة، إنه تم إعلان حالة الطوارئ والنفير العام في صفوف الجماعة جاء في أعقاب قطع الكهرباء على المعتصمين في رابعة العدوية، الأمر الذي اعتبره الإخوان "الخطوة الأولى لتحرك الحكومة لإنهاء الاعتصام". والدكتور محمد طه وهدان، عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، استغاثة ونداءً لجميع أعضاء الإخوان وحلفائهم من التيار الإسلامي وجميع فئات وطوائف الشعب المصري، للتوجه والاحتشاد في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. وقال وهدان: "أدعو جميع الأحرار في طول مصر وعرضها، إلى الزحف من الآن لميادين العزة والكرامة برابعة والنهضة والمحافظات". في السياق عينه، توعد المهندس عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" بحزمة من الإجراءات التصعيدية ضد "الانقلاب العسكري" الذي أطاح بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، مشددًا على أنه وبنهاية أيام العيد الثلاث بدأ العد التنازلي للتصعيد ضد الانقلاب. ووجه عبد الماجد رسالة شديدة اللهجة إلى "البلاك بلوك" على خلفية اعتزام الحركة اقتحام ميداني النهضة ورابعة: "اللي ماسكين تأمين البوابات شباب الجماعة الإسلامية من الصعيد.. أظن الرسالة وصلت".