أين مصر الحقيقية؟ أين مصر التى تحتاج الآن إلى حبنا؟ ثم. هل يمكن أن يكون هناك أصلاً وجه واحد لمصر نتفق عليه.. وتكوين نفسى واحد للمصرى نبدأ منه؟ إنها شىء عظيم جداً ممتد فى الزمن. متعمق فى الأثر. إن ما نسميه (مصر) جسماً وروحاً وشخصية، يشبه الإنسان العظيم. إنها ليست على غرار الأمم التى تتخذ فيها الحضارة شكل الموجات، ففى عهد تطغى موجة الإيمان، وفى عهد تطغى موجة العقل، عصر للروح وعصر للمادة.. (مصر) لا تعرف ولم تعرف فى أى حلقة من حلقات عمرها الطويل حضارة الموجات. كل الأديان والمذاهب تعيش فى (مصر) آمنة جنباً إلى جنب. لم تعرف (مصر) فى تاريخها الطويل تلك المجازر الطائفية التى تسيل فيها الدماء أنهاراً على غرار ما حدث فى البلاد الأخرى. أما هذا المصرى المسلم فإنه يتقبل تقلبات الزمان بهدوء بال عجيب. واللى خانوا (مصر) حيندموا على اللى عملوه، وأى ندم؟! بكاء وحسرة وصراخ على الخيانة، علشان (مصر) ما تستهلش كده. والله لا بالمال ولا بالسلطة نبيع (مصر) لحد تانى.. ده الخائن قلبه اسود ميعرفش إن اللى يبيعه النهارده يكون خسارة كبيرة على أولاده بكرة.. بكرة تبكى يا خاين وميكونش لك مكان فى قلوبنا، والخيانة بالطبع تدمر أسرتك وتهين أهلك، واعلم يا خائن أننا نعشق تراب (مصر) ونقبل تراب أرضها. وحققنا جزءًا كبيرًا من أحلامنا بفضلها .. (مصر) حضنت أولادها وخافت عليهم من كل طاغٍ مستبد ومعتدٍ أثيم، وللأسف يطلع من أولادها شياطين عملاء – خونة يدمروا كل اللى بنته فى سنين طويلة، العيب مش عليهم، العيب على اللى ربوهم.. ربوهم على الكراهية وحب السلطة والمال. والمصرى بطبيعته شهامة.. وكنا فى أمن وأمان، سعداء بحرص الشباب والرجال بالمحافظة على رجولتهم وشهامتهم فى حفظ أمن الجار والمارة فى الشوارع وممتلكات الغير من محلات تجارية وشركات – وخلافه. وبعد مرور سنين ينقلب الحال على شباب ورجال (مصر) الخارجين عن القانون ونسمع عن شلة البلطجية .. متسول مجرم لا يكلف نفسه بعمل شريف.. ولكنه يلجأ إلى النهب والسرقة والقتل بدافع جمع المال. مجموعات ليسوا من ظهر الرجال.. ليس عندهم رجولة وشهامة، سرقة ونهب وقتل ليصبحوا: أثرياء.. إلى متى؟ لقد تغيرت النفوس، وتغيرت المفاهيم.. وأصبح كل من خرج على القانون يتصرف كما يشاء. هناك من يعمل فى الداخل والخارج لسقوط الدولة، وهناك مليارات تنفق من أجل هذا الأمر فى شكل تمويل أجنبى ومساعدات ومعونات وأموال سائلة تمنح لكى لا تصل البلاد إلى بر الأمان. إن الأحداث الأخيرة كشفت للأسف عن عدم انتماء بعض المصريين لمصر، وخاصة فى جموع الشباب.. هذا الشباب الذى نمنى أنفسنا أنه سيحمل الراية ويقود (مصر) إلى المستقبل!! ولكن والحمد لله فإن هناك شبابًا يعشق تراب (مصر). الغضب فى صفوف الأجيال الجديدة يتسع ويتمدد، وفى اعتقاد أجيال الشباب ومعهم الحق، أنهم هم الذين بادروا بالتحرك وقبلوا التضحية وقدموا الشهداء وتقدموا المشهد التاريخى بمظهر حديث أبهر العالم كله، ثم جرى إقصاؤهم من المشهد السياسى، وذهبت غنائم الثورة لغير أصحابها. إن ثورة الشباب لن تقتصر على المليونيات، بل تمتد لما هو أبعد وأنضج من ذلك، فقد بات على الشباب حتمية توحدهم. لتكن (مصر) أولاً.. نحملها فى قلوبنا وعقولنا وخواطرنا وضمائرنا.. ليكن ذلك هو شعارنا وهدفنا. يارب حقق هذا الحلم وكل الخير واجعل (مصر) دائماً القلب والحضن الدافئ لكل المصريين. فوزى فهمى محمد غنيم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.