(مسلم أو مسيحى) عايش على أرضها يتمتع ويشرب من نيلها.. (مصر) اللى كبرت أولادها فى حضنها وأصبحوا علماء ومفكرين، والآن يضرب بهم المثل فى العالم كله، إنها شىء عظيم جداً. ممتد فى الزمن. متعمق فى الأثر.. (مصر) لا تعرف ولم تعرف فى أى حلقة من حلقات عمرها الطويل حلقات الموجات، بل حضارتها دائماً حضارة التكامل وتجميع العناصر.. الروح والمادة معاً.. الدين والعلم والفن معاً، هنا فى مصر كم يعرف الشيوخ ما سوف يلقون من محبة الشباب وعواطفهم واحترامهم! ولذا فإنهم هنا لا يلجئون إلى تلك الحيل التى لا تجدى لتفادى ما تعده لهم الأيام حين يصيرون شيوخاً. المصرى يتقبل تقلبات الزمان بهدوء بال عجيب. وطبقات الشعب المصرى لا يوجد بينها فارق كبير فى العادات الاجتماعية.. بل إنه من الواضح جداً أن حداً أدنى من هذه العادات الاجتماعية يشترك فيه المصريون جميعاً، مهما يكن بينهم من فارق كبير فى سلم الغنى والفقر وفى مستوى التعليم والجهل وفى المركز الاجتماعى علوًا أو هبوطاً. و(مصر) لها تاريخها الخاص وأمجادها الرائعة، (مصر) منذ أن كانت إلى يومنا الحاضر والتفكير المصرى له خصائصه المستمدة من تاريخه الطويل وجوه السافر وحضارته العريقه ومرونته الفذة وروحه العلمى الذى تجلى فى التقويم والهندسة والطب.. واشتركت (مصر) أخيراً فى أبحاث الطاقة الذرية وأخذ علماؤنا يمهدون للجيل القادم طرائق البحث والكشف، ونرجو أن تصل فى يوم قريب إلى ميادين الكشف والاختراع. وكما نشرت مصر المسيحية وأضافت إليها كما لم يفعل أحد، نشرت (مصر) الإسلام ومكنت له كما لم يفعل أحد. وبما تمثل المسيحية من وقفة مصر وموقفها، ومن رأيها وشخصيتها، نعتز بالمسيحية مسلمين وأقباطًا لأننا مصريون. والمجتمع المصرى لا يعيش فى عزلة عن المجتمعات الأخرى، إذ أن (مصر) الطريق الموصل بين الشرق والغرب فيمر به أجناس عديدة شرقية وغربية، وكل من هذه الأجناس يحمل معه عاداته وسلوكه وثقافته ومنهاجه.. (مصر) حضنت أولادها وخافت عليهم من كل طاغٍ مستبد ومعتدٍ أثيم، وللأسف يطلع من أولادها شياطين عملاء – خونة يدمرون كل اللى بنته فى سنين طويلة، العيب مش عليهم، العيب على اللى ربوهم على الكراهية وحب السلطة والمال، والحق والعدل مش كده لأن (مصر) ما تستاهلش كده. والأديان جميعها غير راضية عن أعمالهم، لأن رب العالمين أوصى ب(مصر) خيراً وأمنها من كل شر. (مصر) دى أمكم، والعاق لأمه مصيره جهنم وبئس المصير، اوعوا تفتكروا إن ده انتصار لحقدكم.. لا دى خباثة وقلة قيمة من عندكم. هناك شباب يعشق تراب (مصر). الغضب فى صفوف الأجيال الجديدة يتسع ويتمدد، وفى اعتقاد أجيال الشباب ومعهم الحق، إنهم هم الذين بادروا بالتحرك وقبلوا التضحية وقدموا الشهداء وتقدموا المشهد التاريخى بمظهر حديث أبهر العالم كله، ثم جرى إقصاؤهم من المشهد السياسى، وذهبت غنائم الثورة لغير أصحابها، وباتت الثورة نفسها مهددة بنكسة كبيرة. ومن خلال هذه المراحل المتوالية التى أعقبت الثورة، تسربت أحداث كثيرة زرعت بذرة الإحباط فى نفوس المصريين. أولها غياب الأمن والتراخى فى إصلاح ما حدث فيه من خلل جسيم أدى إلى سيادة البلطجة والفوضى، وضياع هيبة القانون واحترامه، حتى أصبح كل من يريد قطع طريق أو اعتداء على منشآت عامة أو ترهيب سكان يفعل هذا بدون خوف من عقاب! (يا شعب مصر.. لتكن مصر أولاً.. نحملها فى قلوبنا وعقولنا وخواطرنا وضمائرنا.. ليكن هو شعارنا وهدفنا وغايتنا وبوصلتنا. عاشت مصرنا وعاش شعبها المخلص الوفى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.