المنطقة الرمادية منطقة بين البياض و السواد ،يختلف الناس في تصنيفها ؛فيقول البعض لون داكن يميل إلى البياض و يقول البعض لون فاتح يميل إلى السود. هذا كان حال الإسلاميين في مصر في الحكم على الأيام الاخيرة قبل عزل الدكتور مرسي ،و من ثم انقسم الاسلاميون ،في السلوك و التوجه حيال انقلاب 30 يونيو -و الذي كان بموافقة جزء من الشعب و الكنيسة و شيخ الأزهر حتى سماه البعض نصف انقلاب- إلى مؤيد لجماعة الإخوان ،في نزول ميدان رابعة تأييدا للشرعية التي اكتسبها الرئيس محمد مرسي عن طريق الصناديق ،و تأييدا للشريعة التي كانت منتظرة و مرجوة من د.محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة عريقة في التيار الإسلامي، و التي كان شعارها "الإسلام هو الحل"، و كذلك لانه رجل حافظ لكتاب الله يصلي في المسجد و معروف عنه النزاهة ، إلى جانب خطابه الذي لا يخلو من آيات قرآنية او أحاديث نبوية حتى انتقده البعض و وصف خطابه بأنه يصلح خطبة الجمعة، و كذلك لترضيه عن الصحابة في قلب طهران؛ و الذي أثنى عليه الإسلاميون في مصر و خارجها و الذي زرع فينا الأمل أن يكون د.مرسي قائدا للأمة العربية و الإسلامية. أما الفريق الآخر فنظر إلى أخطاء شرعية و إدارية في حكم الدكتور مرسي ،رغم عدم التقصير في اسداء النصيحة ؛منها فتح أبواب مصر للشيعة و التي كانت موصدة في حقبة مبارك إلى جانب موقفه و جماعته من الصكوك الإسلامية ،و التي رفض حزب الحرية و العدالة عرضها على الأزهر الشريف رغم كونه موافقا للدستور ،و كذلك موقف الرئاسة من الملاهي الليلية و تمديد رخصتها، و كذلك موقف الرئاسة من الضباط الملتحين ،و كذلك سياسة الرئاسة في اختيار الوزراء و المحافظين و التي كانت يشوبها شيء من الإقصاء ،و كذلك موقف حزب الحرية و العدالة من بعض المرشحيين السلفيين في انتخابات مجلس الشعب و دعم المرشحين المنافسين لهم في دوائرهم و الذين لا ينتمون للتيار الإسلامي، و أيضا تمسك الرئاسة بالدكتور هشام قنديل ،رغم وجود شبه إجماع على وجود من هو أصلح منه لهذه المرحلة. كل هذه الامور وضعت التيار الإسلامي في مأزق حقيقي، بين نزول رابعة العدوية تأييدا للشرعية و الشريعة "المرجوة" ،و التضحية بالدماء، و بين عدم النزول لغلبة الظن في إزهاق ألأنفس -كما حدث بالفعل – مع عدم وجود المصلحة الشرعية سواء تطبيق الشريعة و السعي لها من قِبل جماعة الإخوان المسلمين أو التوقف عن مماراسات فيها شيء من الإقصاء ،و عدم القدرة على استيعاب الشعب حتى خطاب الرئيس في 30/6 و الذي كان خطابا لا يرتقي إلى مستوى الحدث، و كأن الرئاسة و الجماعة يعيشون في برج عاجي لا يدركون أبعاد المشكلة و كذلك صعوبة التغلب على هذا الانقلاب الذي قام به الجيش، بمباركة قطاع من الشعب ليس بالقليل و كذلك الكنيسة و شيخ الازهر. خلاصة الأمر ان ما حدث كان اختبارا حقيقيا للتيار الإسلامي في تطبيق فقه االخلاف الذي طالما تميز التيار السلفي به والذي كان يرى أن فقه الخلاف هو الحل لجمع كلمة التيار الإسلامي كله و المسلمين كافة ،إلا أن مع اول اختبار وقع التيار السلفي -إلا من رحم الله -في شَرَك العصبية و التخوين و إلقاء التهم جزافا مع أن المسألة يبدوا أنها اجتهادية -و الله أعلم -و كلا الفريقين مأجور باجتهاده و أجر الإصابة لا يعلمه إلا الله و قد تبين الأيام أي الاجتهادين كان صوابا و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.