استيقظت اليوم من النوم ، وأول ما خطر ببالي كلمة ( كُرُودْيَا ) والكلمة تعني بالعامية المصرية : الشخص الذي تم ويتم استغفالهبشكل دائم ، وينسب بعض العارفين " والتفسير على عهدته " الكلمة إلى ( الأكراد ) الذين كانوا في مصر قديما ، وكانوا في غاية الطيبة لدرجة السذاجة أحيانا. وتذكرت أيضا مع كلمة ( كُرُودْيَا ) مقالا قديما للأستاذ فهمي هويدي عن الأكراد وما عانوه من كثيرا بعنوان : ( شعب الله المحتار ) بدون نقطة فوق الحاء!! وتذكرت أيضا الكتاب الرائع ل جوناثان راندال ، عن الأكراد أيضا بعنوان ( أمة في شقاق .. دروب كردستان كما سلكتها ) . كلامي لا يحمل عنصرية أو إساءة لإخواننا الأكراد ، ولكنني أتحدث عن ( المصطلح ) المشتق من الاسم فقط. لا أدري ما الذي أيقظني وكل هذا ( الاستكراد ) في رأسي !!؟ هل السبب أنه قد تم استكرادنا مؤخرا !؟ أم أن نسبة الاستكراد كانت زائدة عن الحد الطبيعي !؟ أم أن الاستكراد فاق كل التوقعات وتجاوز كل الحدود !؟ بصراحة لاحظت أننا وخلال فترات طويلة جدا وقديمة جدا من تاريخنا العريق .. شعب كُرُودْيَا !! وإن شئت راجع التاريخ ، بداية من بناء الشعب المصري العظيم ( مقبرة ) لملكه على مدار أربعين سنة كاملة استنزفت فيها موارد الدولة المالية والبشرية ، بل ويجمعون له ( ذهب وياقوت و مرجان .. علي بابا ) ويضعونها مع جثته !! ولك أن تستمر في استعراض التاريخ المصري بطوله وعرضه مروا بالحاكم الفاطمي لعبيدي الذي ( استكردنا ) وحرم علينا أكل الملوخية !!و أسماها ( الملوكية ) إلى أن تصل إن أيامنا الحالكة هذه والتي صَدقنا فيها أننا تحررنا من ( الاستكراد ) وتخلصنا من الطغيان وقمنا بثورة ( أبهرت ) العالم في 25 يناير . مانراه اليوم ، وبعد ( عودة الاستكراد ) في ثورة !! (30 يونيه ) و ( الاستكرادplus..) في انقلاب (3 يوليو ) وتفسير( انبهار العالم ) بثورة25 يناير أنه بسبب ( البهارات الهندية ) !! التي أعطتها طعما غير حقيقي !! يجعلني هذا على شبه يقين أننا شعب غير ( قابل للاستعمار ) .. بلا شك ، فقد دحرنا كل المستعمرين .كما يجعلني أعترف بشفافية أننا شعب ( قابل للاستكراد ) .. والشواهد كثيرة ولا تحصى، أما ما أنا على يقين جازم منه أننا شعب ( غير قابل للاستحمار ) !! شعب طيب.. نعم ، شعب كُرُودْيَا .. لن أجادل كثيرا ، أما شعب ( مُستحمر ) .. فلا . نعم لدينا (حمير بلدي ) و (حمير حصاوي) و (حمير مخططة ) لكن خلال الفترة الأخيرة الذي علا فيها نهيق الحمير ، غفلت أن ( الأسود ) التيتوارات عن الأنظار وقل عددها وخفت زئيرها تناسلت وتكاثرت ، وربت أشبالها على عقيدة لا تقبل أبدا .. ( استئساد الحمير ) . وأرى أن الحمير بدأت تدرك هذا الخطر جيدا ، وأرى أن ما تفعله الحمير هذه الأيام من هرج ومرج ونهيق واستدعاء بعض الأصدقاء من البقر والخنازير والماعز ، هو تجهيز مجاني لمائدة الأسود الشابة ، الذي أتمنى أن تكون قد استوعبت دروس التاريخ جيدا .. وتأبى :الاستعمار.. و الاستكراد .. والاستحمار، و تبقى أسودا . نصيحة أخيرة : اقرؤا رواية ( مزرعة الحيوانات ) ل جورج أويل .