ضرب الإعصار المداري "فيت" ساحل سلطنة عمان من بحر العرب، بعد أن ضعفت قوته ونزل من الفئة الرابعة الخطيرة إلى الفئة الثانية. وقال رئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني الفريق مالك المعمري: إن الإعصار "جاء مراوغًا للغاية"، حيث غير اتجاهه عما كان متوقعًا، ليجتاح جزيرة مصيرة من الجهة الشمالية الشرقية بعد توقع هبوبه من جهة الجنوب. وأضاف الفريق المعمري أن سرعة الرياح انخفضت من 180 كلم إلى 110 كلم/ساعة، وبلغ ارتفاع الموج ثمانية أمتار، مع هطول أمطار غزيرة في المنطقة الشرقية والظاهرة والباطنة ومحافظة البريمي. وقال علي اليعربي المسؤول في الأرصاد الجوية العمانية: إن الإعصار فيت وصل الآن إلى الدرجة الثانية عند وصوله إلى جزيرة مصيرة. وأظهرت أحدث التوقعات الخميس أن مسقط ستكون إلى الشرق من مسار العاصفة، لكن خبراء الأرصاد العمانيين قالوا إن العاصمة ستشعر بآثار الإعصار يومي الجمعة والسبت. وكانت الأرصاد توقعت أن يؤثر الإعصار على المنطقة الشرقية والوسطى في السلطنة، ومن المحتمل أن يمتد تأثيره إلى العاصمة مسقط والمناطق الداخلية حتى غد السبت. وحثت اللجنة العمانيين على تجنب الأماكن المنخفضة وعدم الخروج من المنازل أثناء هطول الأمطار التي تساقطت اليوم على سواحل البلاد، كما حذرت من المجازفة بعبور الأودية أو النزول إلى البحر. وفي إطار الإجراءات الاحترازية من أضرار فيت قام سلاح الجو العماني والشرطة وطيران عمان بإجلاء المواطنين من ولاية مصيرة إلى أماكن أكثر أمنًا. وأشار ناطق باسم هيئة الدفاع المدني إلى أنه تم إجلاء المئات وأن آخرين رفضوا مغادرة أماكنهم. وأوضح متحدث باسم وزارة السياحة أن كل الفنادق الواقعة على الساحل الشرقي تم إخلاؤها. وكان متحدث باسم الخطوط الجوية العمانية أعلن أنه تقرر إلغاء رحلتين متجهتين إلى رأس الخيمة وأبو ظبي الخميس لتسيير رحلات لإجلاء سكان مصيرة إلى مناطق أخرى أكثر أمنًا. ومن ناحية ثانية، قالت شركة تنمية نفط عمان الخاضعة لسيطرة الحكومة وتتبع شركة رويال دوتش شل: إن الإنتاج والعمليات لم تتأثر جراء الإعصار، مضيفة أن الشركة تراقب الموقف عن كثب. وتنتج عمان حوالي 850 ألف برميل يوميًا من النفط ويتم تصدير الخام عبر ميناء الفحل قرب العاصمة مسقط. يشار إلى أن الإعصار غونو ضرب عمان عام 2007 وخلف وراءه 49 قتيلاً في هذا البلد وخسائر بالمليارات، وأودى كذلك بحياة 7 آخرين لدى وصوله إلى إيران. وقالت تروبيكال ستورم ريسك: إنه من المتوقع أن يكتسب فيت قوة في شمال المحيط الهندي كعاصفة استوائية ويتحرك صوب باكستان. وقامت السلطات الباكستانية بالفعل بإجلاء نحو 1000 شخص وهي متأهبة لإجلاء المزيد. وقال المتحدث باسم البحرية الباكستانية سلمان علي في كراتشي: إنه في أسوأ الأحوال يمكن أن يتأثر بالإعصار نحو 50 ألفًا على السواحل الباكستانية.