استيقظ الشعب المصرى فجر "الاثنين" 8 يوليو على نبأ مروع اهتزت له القلوب والوجدان، وهو مقتل 51 وإصابة 430 شخصًا فى مواجهات دارت بين مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى المعتصمين بميدان رابعة العدوية وقوات الحرس الجمهورى فى اعتقاد جماعة الإخوان المسلمين أن المعزول محتجز بدار الحرس الجمهورى، فقرروا الاعتصام هناك. وعقب الحادث، دعت جماعة الإخوان المسلمين مؤيديها والشعب المصرى إلى انتفاضة ضد ما سمّوهم بمن يسرقون ثورتهم بالدبابات والمجنزرات، وهددت الجماعة بسيناريو مثل سوريا، بينما ردت القوات المسلحة فى بيان لها أن مجموعة إرهابية حاولت اقتحام مقر الحرس الجمهورى وإطلاق الرصاص على قوات الحرس، مما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة 40 آخرين. وكان لجميع محافظات مصر نصيب من الشهداء والمصابين بالمجزرة، حيث أعلنت أمانة حزب الحرية والعدالة بالفيوم عن وفاة 5 ضحايا لها عقب المجزرة وهم: الشهيد محمد إبراهيم شاكر الجندي، مقيم بقرية جبة بمركز أبشواى، متزوج, كان يعمل مديرًا لمركز الإيمان للأشعة بمركز أبشواي, بالإضافة إلى تجارته فى الدواجن. وكان الجندى أحد رموز العمل الخدمي والمجتمعى, حيث كان أمين صندوق لجنة الزكاة بالقرية، وهو أحد مؤسسيها, وقام بالإشراف على تنظيم القوافل الطبية المجانية, وبناء المساجد وترميمها، وكان يمتاز بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة وكان محبوباً بين أبناء قريته. ذهب "الجندى" إلى ميدان رابعة العدوية يوم 28 يونيه تأييداً للشرعية والرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي, ولم يعد إلى قريته إلا بعد أن نال الشهادة التى كان دائماً يتمناها في سبيل الله, استشهد أثناء محاولته إغاثة أحد المصابين كان قد سقط بجواره متأثراً بقنابل الغاز المسيل للدموع, وأثناء محاولة إسعافه قامت قوات الجيش والشرطة بإطلاق وابل من الرصاص الحي عليه, فأصيب بجوار عينيه, واستشهد على الفور على إثر هذه الرصاصات. والشهيد الثانى طارق أحمد حميدة، مقيم قرية طبهار بمركز أبشواى، كان يعمل محاسبًا بشركة بالسعودية، عائد فى إجازة من السفر ليقضى شهر رمضان المبارك مع أسرته. وكان الشهيد طارق قبل سفره إلى السعودية يحب العمل الخدمى ويشارك فى القوافل الطبية المجانية التى كانت تقام بالقرية، معروف بين أهل قريته بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة، وكان يحبه الجميع لحسن خلقه وحسن معاملته مع زملائه وجيرانه. غادر طارق القرية عصر الأحد متجهًا إلى ميدان رابعة العدوية، لتأييد شرعية الرئيس المعزول محمد مرسى، بالرغم من أنه غير منتمٍ لجماعة الإخوان المسلمين ولا حزبها الحرية والعدالة، ولم يبق طارق داخل ميدان رابعة سوى ساعات قليلة ثم نال الشهادة، واستقبل أهل القرية جثمان الشهيد طارق، وتم دفنه فجر أول يوم رمضان. كان طارق قد استشهد فى محيط دار الحرس الجمهورى فجر الاثنين أثناء محاولته إنقاذ القتلى والمصابين من المشاركين اعتصام الحرس الجمهورى دفاعًا عن الشرعية والرئيس محمد مرسى، وعلى حسب ما روى شهود العيان أن قناصًا قد استهدف طارق من أحد المبانى بمحيط الحرس الجمهورى برصاصتين، إحداهما اخترقت أذنه والأخرى اخترقت بطنه، بعد أن شاهد الشهيد يوثق ما يحدث حوله بكاميرا هاتفه المحمول الشخصى بالتقاط ثلاثة مقاطع فيديو لهذا القناص أثناء قتله للمعتصمين السلميين.وشيعت جثامين الشهداء بالفيوم وسط حالة من الحزن والبكاء والغضب، كما كسا اللون الأسود مراكز المحافظة أثناء تشييع جثامين الشهداء الفيوم الأربعة، وهم محمد سعد على منصور, ومحمود عبد الحميد محمد, وحاتم شعبان خلفاوي, ومحمد إبراهيم شاكر، وطارق أحمد حميدة، إلى مثواهم الأخير بمدافن عائلتهم.